في دبي منزل من العصر الفيكتوري يزهو فناً وسحراً وتاريخاً، ويشع ذوقاً ورقياً وكمالاً، أسسته سيدة الأعمال وعازفة البيانو السورية ريما جنراليس، انطلاقاً من رغبتها بالعيش في مكان أنيق يشبه رقتها وجاذبيتها وقوة شخصيتها في آن واحد، مكان يعكس ببساطة متناهية شغفها بالكلاسيكية، فاستلهمت من أشهر القصور الملكية البريطانية «باكنغهام»، فخامة التصاميم الداخلية..

وتوجت الغرف والممرات والجدران وحتى الأسقف بأثاث وأنتيكات عريقة قامت بشرائها من مزادات عالمية. تقول جنراليس لـ«البيان»: أحب السفر كثيراً وأميل بشدة نحو الأنتيكات لدرجة أشعر فيها أحياناً بأنني أنتمي إلى العصور الوسطى، كما أهتم بحضور المزادات لشراء قطع الأثاث والتحف القيمة ذات الروح الأوروبية القديمة من إيطاليا وألمانيا وفرنسا.

مفروشات

وتابعت: استغرق تجهيز منزلي نحو عامين، وقد حرصت أن يكون مميزاً عبر شراء مفروشات إنجليزية وقطع أثاث وأنتيكات تعود إلى العهدين البيزنطي والروماني، إضافة إلى أنني استعنت بفنان روسي استغرق ثلاثة أشهر في تنفيذ الرسومات على الأسقف والجدران، وليس هذا وحسب، بل إن الأقمشة المستخدمة للمقاعد وأغطية سرائر النوم فرنسية وقد تمت حياكتها وتصنيعها يدوياً.

ملوك

بسؤال جنراليس عن الصور الفوتوغرافية التي تزين أرجاء منزلها، أوضحت أنها تعود لملوك وأمراء فرنسيين، وقالت: يرى البعض أن منزلي مزدحم بالتفاصيل وأنه يصعب عليهم العيش فيه، ولكنني أقول لهم إن العيش بين أحضان الفن والتاريخ متعة لا مثيل لها، لدرجة أشعر معها بأن مقتنياتي بمثابة أبنائي.

موهبة

ريما جنراليس، ليست مهندسة ديكور ولكنها تمتلك موهبة لافتة، ونظرة جمالية تراعي أدق التفاصيل، ومخزوناً معرفياً في مجال الفن والحضارات والطرازات الخاصة بالأثاث وأنواع الخامات القديمة والعصرية، وتحرص على اقتناء الأنتيكات الأصلية والتحف التاريخية من المزادات العلنية العالمية..

وذلك ليس بهدف التباهي والتفاخر، وإنما لأنها تؤمن بأن الفن هو الحياة، والريشة التي تلون النفس بالإنسانية، والعلاقات بالشفافية.

متحف

منزل جنراليس أشبه بمتحف ولكنه ليس كذلك، لاسيما وإنه غني بالأثاث الخشبي الفاخر والزخارف والنقوش الفيكتورية، كما تتناغم فيه الإكسسوارات من تحف ومفارش ومزهريات وصور ولوحات ووسائد وطاولات جانبية، لتأخذ النظر في رحلة تاريخية إلى أعماق الماضي، حتى إن الهاتف الأرضي عبارة جهاز أثري يرتفع على قاعدة معدنية مزخرفة باللونين الأحمر والذهبي.

غرف النوم في منزل جنراليس فيكتورية الروح والتصميم، والحال نفسه ينطبق على المطبخ وغرفة الطعام وغرفة المعيشة والصالون الرئيسي والـ«دريسنغ روم» أو غرفة الملابس والأغراض الشخصية، التي دمجت فيها ريما التصميم العصري باللمسات الفيكتورية.

لمسات رومانسية

الطراز الفيكتوري في المنزل، أناقة لا تنتهي، ولمسات رومانسية ودلال تستمد جاذبيتها من الجدران المصممة بعناية فائقة، كلاسيكية الأثاث العتيق والحنين إلى الزمن الجميل..

حيث الألوان الهادئة وأقواس الزينة الحجرية التي تزين المداخل والزوايا، والستائر المتدلية من الأسقف المرتفعة، والشرفات الدائرية، والشموع والثريات الكريستالية ذات التوهج الخافت والأباجورات المزخرفة والآنيات الفنية المميزة.