تمهيداً لافتتاح عروضه الجماهيرية، أقامت إيمج نيشن أبوظبي عرضاً خاصاً للفيلم الإماراتي «ساير الجنة» المقرر أن يبدأ عرضه في جميع دور السينما في الإمارات اعتباراً من غد.

وشهد الحدث الذي أقيم مساء أول من أمس، في سينما فوكس- ياس مول، حضوراً كبيراً غصت به الصالة المخصصة للعرض، وسار قبل انطلاق شارة البداية أبطال الفيلم، ومخرجه سعيد سالمين على السجادة الحمراء، والتقطوا الصور التذكارية مع الحاضرين.

8 مهرجانات

وقبيل العرض، أعرب سالمين عن سعادته بإنجاز هذا العمل السينمائي الإماراتي بامتياز، الذي يروي حكاية إنسانية غاية في البراءة والشفافية، وقال إن حصد الفيلم جائزة المهر الإماراتي لأفضل فيلم في مهرجان دبي السينمائي الأخير، دليل على جودته ومستواه الفني المتطور، مؤكداً أن «ساير الجنة» سيعرض بشكل مكثف أمام الجمهور العالمي، بعد أن حجز مكانه في 8 مهرجانات عالمية مقبلة. وشكر المخرج الإماراتي جميع الجهات الحكومية والخاصة، التي أسهمت في إنجاز العمل، ودعا الحضور إلى تشجيع عائلاتهم وأصدقائهم ومعارفهم، لحضور عروض الفيلم تشجيعاً للسينما الإماراتية.

رموز سينمائية

وفي تصريحات لـ«البيــان» قالت الممــثلة فاطمة الطائي، إحدى بطلات العمل، إن «ساير الجنة» مختلف عن باقي الأعمال السينمائية السابقة، التي أدتها، فهو يعتمد كثيراً على التأويل واللجوء إلى الرموز السينمائية لإيصال الفكرة دون الإسراف في إظهارها للمشاهد.

وتلعب فاطمة دور سلمى المرأة الحامل التي يغلب على شخصيتها وتصرفاتها الغموض، وقد أكدت أن هذا الدور مختلف، فليست في كل مرة تحصل الممثلة على فرصة التمثيل بدور المرأة الحامل، مشيرة إلى أن التغيرات الجسدية والنفسية أثناء الحمل بحد ذاتها تجعل الشخصية مثيرة للاهتمام. وأضافت: «حوارات الشخصية ساعدت على إخفاء الألم الذي كانت تشعر به سلمى، وهذا الشيء شدّني كثيراً».

موهبتان

ويجسد الطفلان الشقيقان الموهوبان أحمد، وجمعة الزعابي دوري البطولة في الفيلم، فهما الصديقان الحميمان اللذان يتشاركان رحلة البحث عن جدة «سلطان» من أبوظبي وحتى الفجيرة، ورغم صغر سنهما وتجربتهما السينمائية الأولى، فقد استطاع هذان الشابان اليافعان لفت الأنظار إليهما، وانتزعا في أكثر من مرة تصفيق الجمهور وضحكاتهم أثناء العرض الخاص.

وعن شخصيته في الفيلم قال جمعة: «ألعب دور سلطان، وهو صبي يبلغ من العمر 11 عاماً، يبحث عن حنان مفتقد، بعد رحيل أمه وهو صغير، وبعد المعاملة الباردة والقاسية في أغلب الأوقات من قبل زوجة أبيه، يكتشف الصبي صندوقاً قديماً يحتوى على صورة لجدته، التي لم يرها قط، ويجد خلف الصورة ما يشير إلى عنوانها في إمارة الفجيرة، فيقرر الصبي، بمشاركة أحد أصدقائه المقربين الذهاب إلى الفجيرة للعثور على الجدّة، على الرغم من العوائق والحواجز والمصادفات الغريبة، التي تصادفهما خلال الرحلة المنهكة».

أما أحمد الذي يلعب دور سعود، فقد أشاد بالمخرج، الذي ساعده لكي يؤدي مشاهده على أكمل وجه، وعمل كثيراً معه ومع شقيقه جمعة على خلق الثقة والجرأة في التمثيل. وقال: «تجمعني بالمخرج علاقة وثيقة حيث أعتبره واحداً من أفراد العائلة، وليس مخرجاً فحسب».

قصة الفيلم

يحكي الفيلم قصة سلطان الطفل اليتيم الفاقد الحنان، الذي يعيش تحت سطوة زوجة والده. نمضي مع البطل سلطان وصديقه الوفي والمخطط والمدبر، في رحلة بحث عن جدته التي علم مصادفة أنها تبحث عنه أيضاً، فيقرر الصبيان الذهاب إلى الفجيرة، للبحث عن الحنان ودفء العائلة، الذي تمثله (الجدة). يواجه الصبيان مغامرات عدة وصعوبات كثيرة في رحلتهما، لكن الإصرار والعزيمة سيكونان دافعاً لهما لاستكمال المغامرة، والصداقة والمؤازرة سبباً لنجاح الرحلة.

أدوار

يجسد أدوار البطولة في فيلم «ساير الجنة» كل من أحمد الزعابي، وجمعة الزعابي، وفاطمة الطائي، ومريم سلطان وعبدالله مسعود، وصورت مشاهده بين أبوظبي، والفجيرة، والشارقة.

طفلان يصوغان أدوار البطولة

يطل علينا الفيلم الإماراتي «ساير الجنة» بعد غد في دور السينما الإماراتية للمخرج الإماراتي سعيد سالمين المري - من مجددي السينما الإماراتية وصائد الألقاب والجوائز السينمائية - يطل علينا هذا الفيلم بعد أسبوع واحد من النجاح المبهر للفيلم الإماراتي ضحي في أبوظبي ليبرهن للمراقبين أن صناعة الأفلام المستقلة عامل مهم وركيزة لتطور السينما المحلية في الإمارات، حيث بات المنتجون المستقلون يقدمون سينما واقعية تجذب الجمهور وتحاكي الواقع وتضيف اللمسات والتفاصيل المحلية لهذه الأعمال والتي استطاعت أن تكسب ثقة الجمهور الإماراتي المتعطش للمسات المحلية في الأفلام..

«ساير الجنة» فيلم السهل الممتنع.. استطاع مخرجه تدريب طفلين - وما أدراك ما هو العمل مع الأطفال في عمل سينمائي طويل متكامل - حيث أجاد الطفلان في أداء دور البطولة لأول مرة في فيلم سينمائي.. وهذا بحد ذاته إنجاز مهم في الصناعة السينمائية والتي هي بأمس الحاجة إلى ضخ الكوادر الجديدة في هذه الأعمال في ظل تعسر الدعم المادي والتمويل وارتفاع كلفة الكوادر الحالية مما يدفع صناع الأفلام لاستغلال وتوظيف الكوادر الذاتية وترشيد نفقات الأفلام مع الحفاظ على جودة القصة والصورة ومغازلة «ما يطلبه الجمهور».

التقيت سعيد سالمين المري قبل ٣ سنوات في 2013، قبيل حفل افتتاح مهرجان دبي السينمائي، حيث كنّا نتهيأ للمشي على السجادة الحمراء ضمن طقوس المهرجانات المعروفة.. كنّا نتحاور عن أفلام الشباك.. حينها قال لي سعيد وبالحرف الواحد: نحتاج لمراحل طويلة وإمكانيات ضخمة لإنتاج فيلم للشباك.. وبعد ٣ سنوات بالتمام.. أصبحت حصيلة سعيد فيلمين طويلين في شباك السينما ثوب الشمس وساير الجنة، والفضل يعود لعام 2014 حيث كانت شرارة الانطلاق للأفلام الإماراتية.. والحق يقال وبكل صدق -لست لأنني منتج مشارك في فيلم مزرعة يدوه - ولكن بالفعل كان لفيلم مزرعة يدوه والقائمين عليه في شركة ظبي الخليج للأفلام والمخرج أحمد زين قدم السبق في تشجيع المنتجين المستقلين لخوض غمار شباك السينما.. حيث توالت بعده تنافس الأفلام الإماراتية بالظهور تباعا في دور العرض.. وشهد عام 2014 أكثر من ثلاثة أفلام مستقلة وكذلك في العام 2015.

فيلم «ساير الجنة» يغري الجمهور الإماراتي بالحضور فعنوان الفيلم مميز وأبدع صناعه في اختيار اسمه والذي يحمل مضامين جميلة ومشوقة.. سيمنح الجمهور فرصة تذوق فنيات الفيلم الجميلة من إخراج وصورة سينمائية حديثة ويمكنهم من الغوص في أعماق المعاني والدلالات التي تحملها أحداث الفيلم وفلسفة المخرج..

فيلم «ساير الجنة» نموذج مبتكر لإدارة الفيلم الإماراتي المتمكن من أدوات التسويق الرائعة.. بقيادة المنتج المبدع الأستاذ عامر سالمين المري.. حيث انه من المنتجين المجتهدين وحامل راية توحيد وتكامل جهود السينمائيين في الإمارات بخبرته الواسعة في صناعة الأفلام في الإمارات.

دعوة للجمهور الإماراتي وخاصة الطلبة والعائلات وإدارات المدارس لحضور الفيلم في دور السينما، حيث سيرفع الجميع شعار #ادعم_السينما_الإماراتية

علي المرزوقي

مؤسس ومدير شركة ظبي الخليج للأفلام

@alimarzouqi