قد لا يعرف الكثيرون أن أرض الإمارات كانت منذ ملايين السنين تزخر بوجود وديان نهرية كبيرة، وسهول واسعة تعيش فيها الفيلة والزرافات ووحيدات القرن وغيرها الكثير من الحيوانات، لكن هذه الحقيقة المذهلة أظهرتها الأبحاث العلمية الكثيرة التي قام بها متخصصو علم الأرض على مدى السنوات الماضية، وقد ظهرت العديد من النتائج التي تدل على طبيعة الحياة على هذه الأرض عبر مختلف العصور.

جنة خضراء

وقد أضاءت جلسة حوارية أقامها "ملتقى متحف زايد الوطني" مساء أول أمس في منارة السعديات، على البيئة الطبيعية في الإمارات عبر العصور. واستضافت الجلسة كلاً من المتحدثين الدكتور خالد البلوشي، أستاذ مساعد ورئيس قسم الجيولوجيا في جامعة الإمارات ، والدكتور مارك بيتش، رئيس قسم التراث الساحلي وعلم الحفريات في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، اللذين ناقشا الدلائل الأحفورية وما تشير إليه من نظريات علمية تثبت تواجد حيوانات نهرية منقرضة كانت تعيش على أرض الإمارات منذ ملايين السنين، الأمر الذي يبرهن أن جزيرة العرب كانت في يوم ما عبارة عن جنة خضراء تتخللها الأنهار والغابات.

وقدم الدكتور البلوشي أمام الجمهور الحاضر عرضاً عن الاكتشافات الأحفورية في البلاد، وأنواع الأحفوريات وكيفية تشكلها، وكيف يمكن للباحثين وجودها وكيف يحددون عمرها ولأي عصر تنتمي، ودور سكان المناطق المحلية في عمليات البحث ومساعدتهم في الإبلاغ عن المستحاثات التي تعود لعصور قديمة.

لا ديناصورات

بدوره عرض الدكتور بيتش للعديد من نماذج الأحفوريات التي تدل على وجود حيوانات معينة كانت تعيش على أرض الإمارات، كالتماسيح والنعام والفيلة بالإضافة إلى بعض أنواع الحيوانات المنقرضة، وأكد أنه لم يتم الكشف عن وجود ديناصورات في أرض الإمارات غير أن هناك أدلة تؤكد وجودها في بلدان أخرى كمصر ولبنان.

جمجمة تمساح

عُرضت خلال الحوار أحفورة أثرية لجمجمة تمساح تعود بالعمر إلى ما بين 6 إلى 8 ملايين سنة، والتي عثر عليها في جزيرة "قرين العيش" في الغربية عام 2010، ومكّنت الحضور من التعرف على الأحفورات عن كثب، وكيفية تشكلها عبر العديد من القرون وقيمتها العلمية الكبيرة في الدراسات البيئية والتاريخية.