بشقاوة نمر اعتاد إثارة المشكلات دون الوقوع فيها، وبراعة عازف جسَّد تلك الشقاوة بآلته الموسيقية، لا تزال مقطوعة «النمر الوردي» خالدة حتى اليوم، وبمجرد سماعها، لا بد أن نصاب بحالة ترقب مملوءة على آخرها بالحذر، فتلك المقطوعة العبقريّة تحولت إلى مدخل تمهيدي لحالة خاصة من الكوميديا الخفيفة الممزوجة بالتشويق.

هنا تكمن روعة الموسيقى، في قدرتها على توصيل الإحساس من دون مؤثرات مرئية، ومخاطبة الحواس بطبقات صوتية متباينة، تخلق انفعالات معينة في دواخلنا. وفي مقطوعة «النمر الوردي»، التي أبدعها الملحن وقائد الأوركسترا والموزع الموسيقي الأميركي هنري مانشيني، يظهر التناغم الكبير مع الآلة، ليكون الصوت الصادر منها هو الأكثر تعبيراً عن الموقف، لينافس بوقعه أداء الشخصية نفسها.

نغمات وحظي المسلسل الكرتوني «النمر الوردي»، بشعبية كبيرة بين مختلف الأعمار والشعوب، ونجحت النغمات المصاحبة لخطواته المشاكسة بالالتواء مع حركة أقدامه بحرفية كبيرة.

هنري مانشيني ألَّف هذه المقطوعة من أجل فيلم «النمر الوردي»، الذي رُشِّح لجائزة الأوسكار عام 1964 عن أفضل موسيقى تصويرية، وفازت آنذاك بثلاث جوائز غرامي، وامتازت موسيقى الجاز المصاحبة لشخصية «النمر الوردي» بتجسيدها لحركاته خفيفة الظل، حيث تضفي لمسة الساكسفون حساً رائعاً، ونكهة متميزة لهذه المقطوعة المتفردة في عالم موسيقى الجاز.

وكانت هذه المقطوعة منبعاً لنغمات عدة جاءت بعدها في محاولة للوصول لدرجة الإبداع فيها نفسها، إلا أنها عجزت عن ذلك. نجاحات وانطلقت سلسلة الأفلام القصيرة لـ«النمر الوردي»، منذ عام 1964، وحققت نجاحات باهرة على مستوى العالم، وتفاعل معها الكبير والصغير، وارتبطت هذه المقطوعة بالنمر الوردي ارتباطاً أزلياً، إذ تتواجد في كل الأفلام والمسلسلات المقتبسة عن الشخصية.