«الإرهاب لا أن تزرع قنبلة، بل أن تزرع فكراً خاطئاً»، من هنا انطلقت الفنانة سعاد العبدالله نحو قصة نجاح جديدة في مسلسلها «كان في كل زمان»، لتتمرد من خلاله على قيود الثلاثين حلقة.
وتعيش مع جمهورها حكاية متجددة في كل مرة، تلامس الإنسان تارة، والوطن تارة أخرى، بشخصيات مختلفة، تلعب على أوتارها ببراعة، وأداء عفوي يتغلغل إلى القلوب بسلاسة، ومساحات واسعة منحتها إياها الحلقات المتصلة المنفصلة، لتتناوب على الأدوار الكوميدية مرة، والتراجيدية مرة أخرى.
وتر حساس
جرأة واضحة انبثقت من بين ثنايا الحلقة الأولى، التي حملت عنوان «التهمة.. الله أكبر» - في جزأين: الأول والثاني ومواقف مستقاة من الواقع، ضربت على وتر حساس يؤرق الكثيرين، ليعايش المُشاهدون أحداث هذه الحلقة بكل تفاصيلها.
في ظل واقع مخيف بات ينخر في قلوبهم ويَصِمهم بِتُهَم لم يرتكبوها. وتحكي عن المسلمين في الغرب، كيف يعيشون ويمارسون طقوسهم الإيمانية، وكيف يتم التعامل معهم حتى لو كانوا سياحاً برفقة أطفالهم، وكيف أساء بعض المتطرفين للإسلام بإلصاقه بجرائم تخالف نهجه وسماحته، ليتغير مع ذلك الكثير؟
فكر خاطئ
استعرضت حلقة «التهمة.. الله أكبر» كيف يمكن أن يتغير مصير الإنسان في لحظة، ليس بسبب اختلاف الثقافات، ولا بسبب خطأ في نطق كلمة واستبدالها بأخرى، بل بسبب فكر خاطئ غزا العقول، واستعمر القلوب، فتحولت الحياة إلى غابة يترصد كل بشري فيها لآخر لا يشبهه، والسبب في ذلك يعود للأفكار الخاطئة التي انتشرت وعُممت فبات تغييرها مهمة صعبة، تكاد تكون مستحيلة.
«أنا لو بسرق.. ما بسرق شنطة.. بسرق وطن لأني محتاج وطن»، هذه العبارة كانت إحدى رسائل الحلقة الأولى التي حفرت عميقاً في الوجدان، لتعكس واقعاً عربياً مؤلماً بطله طفل، فقدَ وطنه في غمضة عين، واختزلت عبارته بين ثناياها الكثير من الجراح والرغبة في العودة إلى حضن الوطن.
ملامسة الواقع
قصص يبدو من الوهلة الأولى أنها ستكون مثيرة وجاذبة، فالحلقة الأولى امتلأت على آخرها بالرسائل المؤثرة، وهذا ليس غريباً على الكاتبة هبة مشاري حمادة، التي قدمت في الأعوام الماضية باقة من أجمل الأعمال الدرامية اللافتة، وتسعى بشكل واضح للتخلص من التقليدية وتوابعها، لتلامس الإنسان .
حيث كان. وبالحديث عن أداء الفنانة سعاد العبدالله، فليست هناك كلمات تنصفها، فرغم براعتها في المزج بين الكوميديا والتراجيديا في الحلقة الأولى، إلا أن أداءها في الحلقة الثانية التي حملت عنوان «الطرمة» كان بليغاً إلى حد البكاء، إذ لعبت دور أم صماء بكماء، إلا أن حركاتها وإيماءاتها وانفعالات وجهها فاقت كل الكلمات.
هفوات إخراجية
وتبقى في كل عمل هفوات تتصيدها عين المُشاهد، ورغم أن الحكم على الأعمال الدرامية قد لا يكون منصفاً من الحلقات الأولى، إلا أن عين المُشاهد لم تعد تتقبل الأخطاء ولو كانت بسيطة.
وفي «كان في كل زمان» طرأت بعض الأخطاء الإخراجية، أبرزها يتمثل في اللغة العربية الفصيحة التي كان يتحدث بها الضباط في مركز الشرطة، وهو أمر غير منطقي في بلد أجنبي، كما أن النقلات بين مشهد وآخر لم تكن سلسة ومتقنة، إلى جانب رد فعل الأم «سبيكة»، الذي تزامن انفعالها مع إطلاق جرس الإنذار، وكاد ذعرها يسبق إطلاقه.