للحظة، تشعر بأنك إنسان المستقبل، تُحلق على متن مركبة فضائية، تأخذك في رحلة علمية من طراز فريد، لتحط بك في مختبر أبحاث يتحدث لغة المعرفة والتكنولوجيا، مُجيباً عن جميع تساؤلاتك، بأسلوب سلس لا مكان للخرافة فيه.
هذا هو الحال في برنامج «لحظة 2»، الرحلة اليومية العلمية التقنية، التي يأخذك فيها الإعلامي ياسر حارب، ليحارب من خلالها الجهل، ويقضي على الأفكار المغلوطة، بطرحه لموضوعات متنوعة منتقاة بعناية، لطالما ألقت بعلامات استفهام كثيرة في وجوهنا، ورسمت بعد الإجابة عنها وفك ألغازها المبهمة، علامات تعجب ممزوجة بالدهشة.
توثيق عصري
برنامج قائم على البحث والاستكشاف، متكئ على الدراسات العلمية وتجارب العلماء، يعرض آخر التطورات التكنولوجية، ويوثقها بطريقة بصرية حديثة، مستعيناً بالأرقام والإحصاءات الدقيقة، وبأفضل تقنيات التصوير والمونتاج، ومنحازاً لتقنية الأبعاد الثلاثية المبتكرة.
«مستقبل الفضاء» و«الإنسان الخارق» و«أين سنعيش في المستقبل» و«ماذا يحدث عندما نصوم» و«كيف تعددت أعراق البشر» و«متى نصبح سعداء» وغيرها، هي باقة غنية حملها ياسر حارب في جعبته لهذا الموسم، لينطلق من خلالها مخاطباً العقل البشري، مستهلاً كل حلقة بقصة تُسهِّل اكتساب المعلومة وتقبلها، وتغرس الفكرة الصحيحة وتنتزع المغلوطة في «لحظة».
موضوعات خارقة
«الإنسان الخارق»، كيف لا ننجذب لعنوان لافت مثل هذا، وحكاية الحلقة بطلها اللاعب الشهير كريستيانو رونالدو، الذي لطالما خطف الأنظار بقدراته البدنية والذهنية الفائقة، ليجيب مقدم البرنامج عن سؤال لطالما راود الكثيرين حول القدرات المتفاوتة بين اللاعبين، مستعيناً بعلم الجينات والطفرات الجينية صاحبة اليد العليا في هذا الجانب، ليكشف عن الأسباب بشكل علمي.
وفي حلقة «ماذا يحدث عندما نصوم؟»، نجد أنفسنا أمام كم هائل من المعلومات، فعندما يأكل الإنسان وجبة واحدة، تتحول الطاقة الناتجة إلى الكبد، وتتخزن على هيئة مركب اسمه غلايكوجين، ويستغرق جسم الإنسان من 10-12 ساعة لحرق كل الغلايكوجين الموجود داخل الكبد، ولذا، فإذا تناولنا 3 وجبات في اليوم، فإننا لن نستنزف مخزون الغلايكوجين داخل أجسامنا إلا بالتمرين، وعندما ينتهي هذا المخزون في الكبد، يبدأ الجسم بحرق الدهون لتوفير الطاقة، وحينها تنطلق في الجسم الأجسام الكيتونية، التي بينت الأبحاث أنها تساعد الدماغ في مقاومة التشنجات التي تصيب الجسم، ولهذا السبب، كان الرومان القدماء يساعدون المصاب بالصرع على تحفيز إطلاق الأجسام الكيتونية داخل جسمه بمنعه من الطعام، على اعتقاد أنها تطرد الأرواح الشريرة، ليأتي العلم ويصحح النظرة المغلوطة، ويقضي على الخرافة بالتفسير العلمي لتأثير الصوم على الجسم.
فك الألغاز
أما لغز البشرة البيضاء والسمراء، وامتلاك بعض الشعوب لبشرة فاتحة وبعضهم الآخر لبشرة داكنة، واختلاف ألوان العيون في ما بينهم، فقد أكد العلم بعد فك الشفرة الجينية للإنسان، أن العامل الجيني هو سبب هذه الاختلافات، وكانت الحلقة شيقة جداً بالمعلومات الجديدة التي قدمتها.
ومع حلقة «متى نصبح سعداء»، سبر ياسر حارب في أغوار النفس البشرية، متنقلاً بأسباب السعادة المتغيرة من شخص لآخر، ومستعرضاً بأسلوب علمي تأثير السعادة في أدمغتنا وحياتنا، ليثبت من خلال العلم أيضاً أن السعادة لن تتأتى بالتعرف إلى الخطوات العشر للسعادة، أو قراءة كتب «كيف تكون سعيداً خلال 30 يوماً»، بل أن هناك جيناً يعرف بجين السعادة هو المسؤول، وأن التغيرات الجينية المرتبطة بالسعادة موجودة في 3 مناطق بالجسم، هي الجهاز العصبي المركزي والغدة الكظرية والبنكرياس.
تفاعل إيجابي
بمجرد عرض «لحظة 2»، لاقى البرنامج تفاعلاً إيجابياً على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ صنفه الكثيرون ضمن قائمة «أفضل برنامج بلا منازع»، وعلَّق أحدهم «من أروع البرامج، غني المعلومة، ثري القيمة، ممتع العرض، تقنية عالية في الإنتاج»، وآخر«أفضل ما يمكن أن تشاهده في رمضان، وأفضل المحتويات العلمية العربية على يوتيوب»، كما لاقى الإعلامي ياسر حارب، إشادة من قبل المغردين، لروعة أسلوبه وقدرته على توصيل الرسالة بأجمل صورة.