3 سنوات هي الفترة التي غاب فيها الكوميديان الفلسطيني عماد فراجين، عن الشاشة، وغابت معه سلسلة حلقات «وطن ع وتر»، لتفقد شاشات التلفزة الفلسطينية على اختلافها منذ ذلك الحين «ابتسامة ساخرة»، اعتاد فراجين رسمها على ملامح متابعيه، عبر ما يقدمه من حلقات تفيض بجرعات ألم وكوميديا سوداء، طرق من خلالها أبواب قضايا عديدة، بعضها فلسطينية الهوى، وأخرى عربية النكهة والمحتوى.
فراجين عاد في رمضان الحالي، إلى الواجهة مجدداً، عبر شاشة قناة رؤيا الأردنية، ليطلق العنان لسياط نقده لتضرب في كل مكان، في محاولة منه لأن يعري الممارسات السلبية في المجتمع، بأسلوب «الضاحك الباكي»، فتارة يضحكنا «أبو الفراجين» على جهلنا، وتارة يبكينا على ما أصابنا من جروح، لتأتي إطلالة «أبو الفراجين» الجديدة بعد ثلاث سنوات دأب فيها وفريق عمله على التنقل بين مسارح العاصمة الأردنية عمّان، لتقديم «ستاند أب كوميدي»، يشبه إلى حد كبير شكل برنامجه «وطن ع وتر»، والجلوس وراء ميكروفون الإذاعة لتقديم برنامج «ولعت» الذي أطلق فيه العنان لسياط نقده.
في «وطن» اعتاد فراجين أن يتسلح بكل أشكال الجرأة، في نقده اللاذع الذي يضرب فيه «على وتر» العواطف، والوجع العربي، مقتبساً نصوص بعض حلقات البرنامج من وقائع مجتمعية مؤلمة، وممارسات أفراد المجتمع المختلفة وخاصة تلك التي تبرز فجأة ومن دون سابق إنذار، خلال أيام الشهر الفضيل، حيث فضل «أبو الفراجين» معالجتها على طريقته الخاصة في حلقة «ليش معصب»، وفيها قدم نماذج مختلفة من المجتمع الذي يصاب بحالة «عصبية» من كل شيء، حتى وإن كانت الأمر لا يتعدى مسابقة غنائية.
لم تكن «قفشات» عماد فراجين هذه المرة قاصرة على المجتمع الفلسطيني، وإنما فضل في برنامجه أن يمنحه صبغة عربية عامة، فهو لم يكتف بما خلفه «فنان ايدول» من انقسامات عربية عربية، وإنما طرق في برنامجه أبواب مشاهير «السوشيال ميديا»، وقدم خلاله بعض «لطشات عربية» لمن يستحقها في فئات المجتمع، لتظل قضية «اللاجئين» هي الأبرز بين حلقات الموسم الحالي، حيث «رش» فيها أبو الفراجين، الملح على «جرح عربي غائر»، داعياً فيها إلى ضرورة التمسك بأرض الوطن، وعدم تكرار «التغريبة الفلسطينية» مرة أخرى.
داعش
أبو الفراجين، لم يترك حلقات برنامجه تمضي، من دون أن تقدم «لطشات» سياسية عامة، وأن يوجه صفعات لأصحاب تنظيم داعش، ومن والاهم من الإرهابيين، ليكشف في حلقة «أبو قتادة ينشق عن داعش» تحديداً عن الوجه الحقيقي، لأبناء هذه التنظيمات.