متلازمة وليام هي نقيضة التوحد، وحالة طبية نادرة تصيب صاحبها بحبّ شمولي غير مشروط تجاه الجميع.
فإذا شاهدنا طفلاً لا يستطيع ردع نفسه عن عناق الآخرين، ولا يخاف الغرباء ويحب جميع الناس على حدّ سواء، فيجب أن نعتبر الأمر جميلاً، لكنه ليس كذلك دوماً.
يواجه الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة الجينية النادرة «متلازمة ويليام» صعوبات وتحديات لا تقلّ حدةً عن أولئك المصابين بالتوحد، تتوزع بين صعوبات التعلم وأزمة تكوين الصداقات. وتصيب المتلازمة 30 ألف أميركي يعانون مبدئياً من تخمةٍ في الأوكسيتوسين، أو هرمون الحبّ الذي يصيب شخصاً تقريباً من كل 10 آلاف حول العالم.
وتقول جينيفر لاتسون صاحبة كتاب «الصبي الذي أحبّ كثيراً: قصة حقيقية عن حميمية مرضية»، إن الناس يصفون متلازمة ويليام بنقيض التوحد برغم التداخلات بينهما. ويميل المصابون إلى الشعور بالمحبة والثقة حيال الجميع. واكتشف جون ويليام، طبيب أمراض القلب من نيوزيلاندا هذه الحالة في الستينيات، حيث يتسبب بها غياب بسيط للجينات في الصبغية السابعة.
وتظهر بعض الأعراض الخطيرة على المصابين كالإعاقة العقلية، واختلال وظائف القلب، ومشكلات في الأمعاء ونمو العضلات. ويشابه على صعيد النمو متلازمة داون، حيث يبلغ المعدل العام للذكاء لدى المصابين حوالي 50.
معركة مريرة
تصف لاتسون تربية المصاب بمتلازمة ويليام بالمعركة المريرة، لا سيما الأم التي يشعر ولدها حيالها بحب قوي وبدون شروط تماماً كما يشعر حيال سائق الحافلة المدرسية. كما لا يظهرون حياءً من أمور بديهية، ومهووسون على الدوام بالموسيقى.
وتختم لاتسون بوصف جميل للمتلازمة حين تقول: «برغم المساوئ، يظهر المصابون بمتلازمة ويليام أحد أفضل خصائص البشرية».