ساهمت التكنولوجيا نهاية القرن العشرين في تغيير الكثير من علاقة الإنسان مع محيطه لتأخذ تطبيقاتها الحديثة حيزاً واسعاً من حياة الإنسان اليومية من علاقته بالإنترنت والهواتف المتحركة الذكية وغيرها من الأجهزة إلى فعل القراءة.

وشملت ثورة التقنيات الحديثة عالم القراءة، حيث باتت نسبة كبيرة تفضل قراءة الصحيفة أو متابعة الأخبار عبر الإنترنت، وشمل هذا التحول في الغرب نشر الكتب الإلكترونية. وتبنت العديد من دور النشر هذا التحول ليصبح جزءاً من نشاطها، لينافسها في بعض الأحيان النشر المستقل للكتّاب.

وإن لقي الكتاب الإلكتروني رواجاً في الغرب فإنه لا يزال يحبو في العالم العربي، وإن تناول الإعلام المرئي والمطبوع والمعارض والندوات المعنية بالكتاب والنشر، فكرته بنقاشات مسهبة بين مؤيد ومعارض، وكل يتغنى بمزايا فكرته.

وبهدف معرفة المزيد حول المزايا والفوارق بين المطبوع والمقروء، استطلعت «البيان» آراء قرائها في هذا المجال عبر موقعها الإلكتروني ووسائل التواصل الأخرى «تويتر» و«فيسبوك»، لتتوافق نسبة الذين يفضلون قراءة الكتاب الورقي 74 %، مقابل 26 % يفضلون الكتاب الإلكتروني. كما تواصلنا مع ثلاثة كتّاب إماراتيين شباب لمعرفة آرائهم في هذا المجال.

رائحة الورق

يقول الإعلامي أيوب يوسف مقدم برنامج «المقال» على قناة «سما دبي» الذي صدر له كتاب «فكروا فيها»: «من الطبيعي مواكبة تقدم التكنولوجيا وأنا من عشاق الكتاب المطبوع لكن رائحة الورق تسبب لي حساسية، لذا فأنا أقرأ الإلكتروني، إنها مسألة اعتياد في المحصلة. لكننا لا نستطيع الاستغناء عن الورقي خاصة فيما يتعلق بالبحوث التي يتطلب البعض منها، الرجوع إلى مجلدات ضخمة وقديمة».

أينما كنت

ويتحدث الكاتب عمر البوسعيدي الذي أصدر كتاباً باللغة الانجليزية معنياً بتطوير الذات «Just read it» أي لمجرد القراءة، عن علاقته بالكتاب الإلكتروني قائلاً: «نشرت كتابي بداية على الأون لاين، ولاحظت أن الأجانب يفضلونه أكثر من المطبوع.

وأغلب قراءاتي على هاتفي خاصة أني في حركة دائمة، لذا من السهل عليّ القراءة أينما كنت، كما يمكنني تعليم الفقرات للاستشهاد بها لاحقاً. أما الكتاب الخاص بمتعة القراءة مثل الرواية، فأختاره ورقياً».

جهاز «كيندل»

وتلقي الناشرة الشابة إيمان بن شيبة مؤسسة شركة «سيل للنشر» المزيد من الضوء على مزايا الكتاب الإلكتروني قائلة: «كانت قراءة الكتاب الإلكتروني سابقاً متعبة بالنسبة لي، إما بسبب الجهاز أو الإضاءة، ولكن منذ اقتنائي لجهاز «كيندل» الخاص بالقراءة وأنا لا أستغني عنه، فإن كنت أقرأ 12 كتاباً في العام أصبحت أقرا الآن 50. وتصل نسبة التوفير في سعر الكتاب أكثر من نصف قيمته. بالطبع لا تزال نسبة الكتب العربية الإلكترونية محدودة جداً للقيام بمقارنة موضوعية».

وبحماسة تقول: «كلنا أمل أن إعلان موقع أمازون قبل شهر عن تسويق الكتاب العربي، سيساهم في الترويج للإلكتروني له، حيث لا تزال دور النشر تتحفظ من الفكرة، إلى جانب تحول مكتبتنا الخاصة إلى مكتبة افتراضية حتى لا تشغل حيزاً من البيت».