التعلق بحياة البحر هاجس قديم وحب متوارث لسكان الإمارات، ويعد صيد الأسماك بواسطة الشباك مهنة قديمة لا تزال حاضرة لدى الكثيرين من أبناء الإمارات، وعند الحديث عن الصيد بـ«الضغوة» لا بد من تكاتف البحارة والصيادين في نقطة واحدة يقومون بصيد الأسماك جماعةً، وبطريقة تجمع بين المتعة والتحدي والإنجاز.

تمسك بالموروث

لا يزال صيادو الساحل الشرقي يستخدمون الصيد بـ«الضغوة» كأسلوب تقليدي يعتمد على العمل الجماعي للأفراد ويعود غانم الكعبي، أحد صيادي كلبا، بذاكرته إلى وقت مضى، وفي ظل ندرة الموارد الغذائية، كانت تعتبر فرصة ثرية لتوفير مخزون غذائي صالح لمختلف المواسم باستخدام الإمكانات المتاحة آنذاك، لكن كما يقول، مع توافر الليخ أي الشباك، والحبال في الأسواق المحلية، واستخدام مركبات الدفع لسحب الشباك من البحر، كل هذا سهل عملية الصيد، لتصبح أيسر على البحارة في الوقت الحالي.

 «الضغوة » تعتمد على العمل الجماعي

 

وسيلة اجتماعية

بالرغم من اختلاف ملامح الحياة بين الماضي والحاضر، حسب ما يبين غانم الكعبي، وتطور الإمكانيات الخاصة بالصيد إلا أن هذه الوسيلة لا تقتصر على كونها أسلوباً تقليدياً لصيد أنواع محددة من السمك لتوفير الغذاء بل تتعداه إلى كونها وسيلة اجتماعية مميزة، ويضيف قائلاً: كان أبناء المنطقة الواحدة يجتمعون بكل حماس وحب للمشاركة في جمع الرزق، وحينها يقال إنهم ذاهبون لـ«الضغاية»، يجتمعون بعدد كبير ويقومون بصيد الأسماك بواسطة الشباك المتراصة، والمحاكة بشكل حلقات مربعة لكيلا تخرج الأسماك منها.

دقة وتركيز

تعد «الضغوة» من أصعب عمليات الصيد لكونها تعتمد على الصيد بالشباك الطويلة وبتعاضد مجموعة من الصيادين في آن واحد فكلما كثر العدد كانت الحصيلة أفضل، ويشرح الكعبي تكنيك رمي الشباك بدءاً من لحظة الانطلاق ويقول: يخرج 3 أشخاص على القارب محملين بالشباك فعندما يحددون موقع الصيد المطلوب في البحر عندها يرمون الشباك بواسطة القوارب يقومون بإحاطة الموقع المطلوب من الأفراد بالغالب من جهتين على جانبي الشاطئ لكي يسحبوا الشباك من البحر بعد عدة دقائق.

لحظة الفوز

هذه العملية هي خلاصة مراحل عديدة للصيد بالضغوة، حيث تحمل في طياتها حالة التعاضد والتعاون بين الجميع لتقاسم أخيراً ما جاء به البحر، وحول هذه المرحلة يقول الكعبي: تعد هذه الآلية المبهجة من أجمل المراحل التي نترقبها بشغف ومحبة وهنا نستعين بسيارات الدفع الرباعي من أجل جر الشباك من العمق إلى الشاطئ لتكتمل العملية بنجاح.