على مدار 4 ساعات كاملة تابعت الإمارات ودول العالم ظاهرة فلكية نادرة يقول العلماء إنها لن تتكرر مرة أخرى خلال القرن الواحد والعشرين، وهي ظاهرة أطول خسوف كلي للقمر، والذي استمر لمدة ساعة و43 دقيقة، إضافة إلى ظهور ما يُعرف بالقمر الدامي، حيث بدا القمر مصبوغاً باللون الأحمر، لأن الأرض وقعت بينه وبين الشمس، ومنعت سقوط أشعتها عليه، ونظراً لأن قرص القمر كان في أصغر حالاته كان هذا الخسوف الكلي الأطول في القرن الحالي.

كما تم رؤية ورصد العديد من الكواكب الأخرى، مثل كوكب المشتري والزهرة وزحل والمريخ، حيث بدا الأخير لامعاً وقريباً من الأرض، وبحسب العلماء كانت الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط من أفضل مناطق العالم لمشاهدة الخسوف بصورة كاملة.

مراحل

وبدأ القمر بدخول منطقة شبه الظل عند الساعة 9:15 مساء بتوقيت الإمارات، وبدأ الخسوف الجزئي عند الساعة 10:24، وبدأ الخسوف الكلي عند الساعة 11:30، ووصل الخسوف إلى ذروته بعد منتصف الليل بنحو 22 دقيقة من الصباح ، وانتهي عند الساعة 1:12 من صباح اليوم "السبت" في حين انتهي الخسوف الجزئي عند الساعة 2:19 صباحا، وخرج القمر من منطقة شبه الظل وانتهي الخسوف بشكل كامل عند الساعة 3:29 من صباح اليوم (السبت).

ويؤكد علماء الفلك أن خسوف القمر هو ظاهرة فلكية تحدث عندما يقوم ظل الأرض بحجب ضوء الشمس المنعكس من القمر في الأوضاع العادية وتحدث هذه الظاهرة عندما تكون الشمس والأرض والقمر في حالة اقتران كوكبي كامل فيكون خسوفا كليا وإن كان هذا الاقتران جزئيا فيكون الخسوف جزئيا.

رصد

على صعيد اخرقام مركز الفلك الدولي في أبو ظبي، وبرعاية ودعم وكالة الإمارات للفضاء، برصد الظاهرة ابتداءً من الساعة الثامنة مساء حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، بمنطقة شارع الكورنيش، حيث استقطب الحدث أعداداً كبيرة من الجمهور والمهتمين وتمكنوا من رؤية الكسوف بالعين المجردة وعبر التلسكوبات المختلفة التي أعدها مركز الفلك الدولي. وصرح محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، بأن الوكالة تدعم رصد هذا الحدث المميز لنشر ثقافة علم الفلك والفضاء الذي برع فيه علماء العرب والمسلمين لمدة طويلة وكان لهم باع طويل في تلك العلوم التي أصبحت الآن مجالاً واسعاً لغزو الفضاء وسبر أغواره.

دبي تابعت أطول خسوف كلي للقمر | آي بي إيه

 

وأكد المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي في أبوظبي، أن أقصر خسوف كلي للقمر حدث في هذا القرن يوم 4 أبريل 2005، وكانت مدة الخسوف الكلي 4 دقائق و48 ثانية فقط، وأضاف المهندس عودة أنه عادة لم تتم ملاحظة أي اختلاف على لمعان القمر في أول نصف ساعة من بداية الخسوف؛ لأن القمر كان وقتها في مراحله الأولى داخل منطقة شبه الظل ولم تكن الأرض قد حجبت قدراً كافياً من أشعة الشمس يمكن ملاحظته بالعين المجردة.

أحد الأطفال يتابع الخسوف من مكبر التلكسوب | تصوير: سالم خميس

 

ظاهرة الخسوف

وتجدر الإشارة إلى أن هذا القرن سيشهد 225 ظاهرة خسوف للقمر، منها 85 خسوفاً كلياً، وأطولها كان خسوف يوم أمس، ويؤكد الخبراء أن ظاهرة خسوف القمر الكلي أو الجزئي، وكذلك كسوف الشمس ووقع الكواكب على خط واحد لا تؤثر في الحالة الصحية للناس أو في المناخ، فالقمر يعكس أشعة الشمس ليس إلا، وما حدث هو أنه ظهر مظلماً لمدة وجيزة فقط.

القمر كما بدا في سماء أبوظبي

 

يراقب الخسوف في أبوظبي | تصوير: مجدي إسكندر

 

تشاهد الظاهرة باهتمام

 

 

 

المريخ

اقترب المريخ من الأرض أكثر مما حدث في عام 2003 لذلك قد يشاهد بعض المتابعين ما يبدو أنه نجم يتراوح لونه بين الأحمر والبرتقالي الذي سيكون في الواقع الكوكب الأحمر (المريخ)، ومنذ آلاف السنين يجول الإنسان بنظره في السماء بحثاً عن بشير خير أو نذير شؤوم، لكن علماء الفلك قالوا إنه لا يوجد ما يستدعي القلق.