تزخر «دبي أوبرا» بالعروض المسرحية المتميزة على طول العام، لتكون أيقونة الثقافة والجمال ومركزاً لاستقطاب متذوقي الموسيقى والعروض المسرحية.

حيث تقدم «دبي أوبرا»، بالتعاون مع «برودواي إنترتينمت جروب»، عروض المسرحية الموسيقية الشهيرة «الأجنحة المتكسرة»، يومي غد وبعد غد (الجمعة والسبت)، والتي تستند إلى قصة الكاتب اللبناني الراحل جبران خليل جبران التي نشرها عام 1912 وتحمل ذات العنوان، وتروي معاناته الشخصية.

ثراء الأدب

وتستضيف دبي أوبرا 3 عروض للمسرحية تجمع الأصوات الرائعة والأداء المتميز والسينوغرافيا الممتعة، ويعد العرض المسرحي قطعة مذهلة من الموسيقى المعاصرة تعكس ثراء الأدب والفلسفة العربية، وتهدف إلى تعريف الجمهور حول العالم بجمال وتعقيد الفن والأداء في منطقة الشرق الأوسط.

«البيان» التقت بمجموعة من الممثلين، منهم الممثل والكاتب اللبناني البريطاني نديم نعمان، الذي عبّر عن سعادته لوجود العرض في إمارة دبي بالذات، حيث يعتبرها نقطة التقاء وجسر تواصل إلى كل الجنسيات المتعددة والمختلفة في اللغة والثقافة، ما يخلق تنوعاً مميزاً مختلفاً عن باقي الدول، ويجعلها محوراً للكثير من أجل التبادل الثقافي والتعرف إلى الآخر.

ويقول عن العرض: اخترت نقل رواية «الأجنحة المتكسرة» للكاتب جبران خليل جبران إلى عرض مسرحي، لأن الكاتب هو أيقونة ثقافية واسم كبير في عالم الأدب والفن.

ولكن لا أحد وضعه على المسرح بعد، وأدركنا أن جبران يمثل سرد اليوم عن المساواة بين الجنسين وعن الحرية والتسامح وحياة المهاجرين بسبب الضغط أو الحرب، وقد ناقش جبران هذه العناوين طوال الوقت، وهذا الكتاب هو المقدمة المثالية عن جبران وهو في عمر 18، وكيف كان يتعلم عن العالم ومدى صعوبة ذلك.

عادات وتقاليد

وفي حديثنا مع بطلة العرض المسرحي البريطانية هانا قرشي، التي تشبه إلى حد كبير الوجوه الشرق أوسطية ليقتنع الجمهور بها وبشخصيتها التي تقدمها وهي شخصية «سلمى كرامي» التي وقع في غرامها «جبران» وهي ابنة صديق العائلة ورجل الأعمال المرموق فارس كرامي، لكن سرعان ما تمت خطبتها لمنصور بك غالب، ابن شقيق الأسقف بولس غالب صاحب النفوذ، طمعاً بثروة عائلتها.

وهنا يبدأ نضال جبران وسلمى لإنقاذ حبهما من سطوة العادات والتقاليد والتوقعات المفروضة عليهما من قبل المجتمع. وتقول عن تجربتها في دبي إنني متحمسة للعرض في دبي، فالجمهور هنا كبير ومتنوع، ومتحمسة للتجربة أيضاً في مناخ مختلف عن العروض السابقة التي قدمناها في لندن، وأدعو الجميع للحضور وللاستمتاع بالعرض الموسيقي المسرحي.

كما أن القصة تأخذ الجمهور إلى أجواء لبنان الجميلة، وأشعر بالفخر لكوني قادرة على أن أكون جزءاً من القصة المسرودة وأقدم للشرق الأوسط أداءً مميزاً للمسرح الموسيقي.

وقد أحببت الشخصية التي أمثلها، فهي تعبّر عن شخصية نساء الشرق الأوسط القوية والنبيلة، والتي تمثل صراعات نساء الشرق الأوسط عبر التاريخ.

كما استضافت بالأمس أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية فريق عمل «الأجنحة المتكسرة» للإقامة الفنية وإجراء البروفات في مرافقها العالمية المستوى.

حيث يتيح هذا التعاون فرصة مثالية لتعزيز النشاط المسرحي في المنطقة ويوفر لطلاب الفنون الأدائية بالأكاديمية في المرحلة الجامعية خبرة عملية قيّمة بإشراف خبراء مرموقين في القطاع من مختلف أنحاء العالم، ما يساعدهم على اكتساب فهم أعمق ورؤية أوضح للسير على خطى الممثلين والفنيين المسرحيين الناجحين على خشبة المسرح العالمية وفي حياتهم العملية.

فريق متميز

وتعتبر المسرحية ثمرة تعاون فريق متميز يضم ثنائي التأليف نديم نعمان ودانا الفردان، والمخرجة برونا لاجان، والمنتج علي مطر، والموزع الموسيقي جو دافيسون.

حيث عُرضت المسرحية للمرة الأولى في مسارح «ويست إند» بلندن في أغسطس 2018، حين تم بيع التذاكر بالكامل، لتحط رحالها بعد ذلك في لبنان، مسقط رأس المؤلف، وتحقق نجاحاً لافتاً خلال مهرجانات بيت الدين الشهيرة في يوليو 2019.

شراكة

أعلنت دبي أوبرا وبروداي إنترتينمنت جروب عن شراكتهما مع مبادرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو): «الشارقة عاصمة عالمية للكتاب 2019»، للاحتفال بأهمية وقوة ميادين الثقافة والشعر والأدب والأداء المسرحي بوصفها عاملاً حيوياً لتوحيد الشعوب.