جاء كتاب «علم الكلام الإسلامي في دراسات المستشرقين الألمان – يوسف فان إس أنموذجاً» محوراً للندوة الافتراضية الثانية، التي نظمتها جائزة الشيخ زايد للكتاب بالتعاون مع صالون الملتقى الأدبي، وذلك مساء أول من أمس.
وخلال الندوة ناقشت عضوات الملتقى المؤلف العراقي حيدر قاسم مطر الذي أهله هذا الكتاب للحصول على جائزة المؤلف الشاب للعام 2019- 2020.
تنوع ثقافي
في مستهل الندوة قالت أسماء صديق المطوع مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي:
طالما كان لقاء المفكرين والباحثين ضمن اهتمامات صالون الملتقى، لإيماننا أن النقاش وتنوع الأفكار هو السبيل إلى وصول لإعادة إحياء الوعي والعقل العربي. وأضافت: إن الكتاب الذي نناقشه يؤكد على هذا التنوع الثقافي الذي يعكسه نشأة علم الكلام بمدارسه المختلفة.
ومن ثم أشارت د.عزة هاشم المتخصصة في العلوم السياسية والتراث الإسلامي إلى أن علم الكلام لم يكف عن إثارة الجدل منذ نشأته إلى الآن.
وذكرت: يشغل قاسم منصب معاون رئيس الباحثين في قسم الدراسات التاريخية ضمن مؤسَّسة بيت الحكمة العلمية، التابعة للأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي في بغداد، وهو مدير تحرير مجلَّة «دراسات تاريخية» العلمية المُحكَّمة أصدر 10 مؤلفات إضافة إلى عمله على 20 دراسة بحثية وغيرها من البحوث والدراسات التي ما تزال قيد النشر.
وعن موضوع كتابه قال حيدر قاسم: ما يتضح من عنوانه أنه يتضمن شقين لموضوعين رئيسيين، هما علم الكلام والاستشراق، لذك حاولت جاهداً من خلال هذا الكتاب أن أعرف بهذين المحورين. وأضاف: مثل موضوع التلاقي بين ما قدم المستشرقون من جهد كبير في دراسة موضوعات علم الكلام الإسلامي.
وتابع: لذلك كانت البداية في دراستي وما قدمت مستبقاً فصول الكتاب بتمهيد حاولت من خلاله التعريف بعلم الكلام الإسلامي، لغوياً واصطلاحياً واشتقاقاته ومن أين انبثق هذا العلم وكيف تشكل وتكون مع بداية التاريخ الإسلامي.
واستطرد: ثم دخلت من ضمن هذا التمهيد إلى التعريف بالاستشراق مستقياً التعريفيات التي تناول مصطلح الاستشراق من المستشرقين أنفسهم مبتعداً عن ما قدمه زملائي وأساتذتي من الكتاب العرب المتخصصين بهذا المجال.
فصول
قال حيدر قاسم: في الفصل الأول قدمت لعلم الكلام الإسلامي، الذي تشكل بداية في مطلع التاريخ الإسلامي واعد علم الكلام الإسلامي الذي تبلور في عهد النبوة لذلك فهو علم الدفاع عن العقيدة الإسلامية ومن ثم تطور هذا العلم ليشمل منحى أخر بعد نشوء الكثير من الفرق والمذاهب الإسلامية المبكرة، وخصوصا مع نهايات القرن الأول الهجري.
وأضاف: وكان لي في الفصل الثاني من الكتاب بحثاً مطولاً عن الحركة الفكرية وتطورها في دولة ألمانيا بصورة عامة. وذكر: حاولت أن أبين الدولة التي احتضنت المدرسة الاستشراقية والتي نشأت منها وحاولت مراحل تطور الفكر والثقافة والفلسفة التي عاصرت هذه الدولة وهذه القومية منذ بدايات العصور الوسطى ولغاية العصر الحديث.
وأوضح قاسم: في الفصل الثالث كان هناك دراسة لعلم الكلام الإسلامي بصورة عامة كيف درس المستشرقون، وكان الجهد كبيراً لأستشف بعض مناهج الأساتذة الألمان بمختلف موضوعات التاريخ الإسلامي كونه موضوعاً متشعباً ويكتب فيه الجميع، ويحسب على التاريخ والفلسفة.
وقال: خصصت الفصل الأخير للأنموذج الذي اتخذته ولمستشرق ألماني يعد من أبرز من كتب وتخصص في علم الكلام الإسلامي.