يتوجه مهرجان «أم الإمارات» بمناطقه الخمس إلى الأسرة وبالأخص الأطفال، وتأتي فعالياته متناسبة مع رؤية أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بترسيخ أهمية تعزيز الترابط الأسري وثقافة التنوع الحضاري والتسامح بين أفراد المجتمع الإماراتي.

مغامرات

ويمكن للأهل أن يكتشفوا من جديد جوانب مختلفة من شخصية أولادهم خلال تواجدهم في أروقة مهرجان «أم الإمارات»، حيث المجالات مفتوحة لتجربة أشياء لم يجربوها من قبل في منطقة الأنشطة، مثل الرمي بالقوس والسهام، ورياضة ردود الأفعال المصمّمة لاختبار سرعة وزمن ردّ الفعل، وقيادة سيارات سباقات الكثبان الرملية بالتحكم عن بعد ضمن منطقة رملية مصمّمة خصيصاً لذلك.

بالإضافة إلى الاستمتاع بالعروض التي يقدّمها رياضيون موهوبون، كما يمكنهم التزلج على الجليد، أو المشي على الحبل، أو ممارسة رياضة التسلق، أو الانزلاق بواسطة الحبل، وغير ذلك من ألعاب تمنح الأطفال انطلاقة جديدة يحررون من خلالها طاقتهم ويكتشفون قبل أهاليهم عدداً من المهارات التي يمكن تنميتها فيما بعد.

أجواء اجتماعية

بينما تقدم مساحة أخرى من منطقة الأنشطة على طول الواجهة البحرية أجواء اجتماعية مريحة للزوار تتضمن سلسلة من الألعاب المعروفة. حيث تم تصميم مضمار غولف مصغّر يهدف إلى تحدي الضيوف للتغلب على الأنفاق والمنحدرات الصغيرة الممتدّة على سطح حديقة الكورنيش، بالإضافة إلى مفهوم حديث وعصري لألعاب كرة الطاولة والبلياردو وطاولات كرة القدم، وغير ذلك الكثير من الأنشطة البدنية الترفيهية المبتكرة والتي أضافت الكثير من أجواء المرح والبهجة على المنطقة المجاورة للشاطئ.

تجارب فنية

الرياضة لم تكن كل شيء، بل كان هناك فرص مختلفة لاختبار مهارات الأطفال في مجال الفنون، حيث تقام ورش عمل يومية في منطقة الفنون يمكن للأطفال الالتحاق بها يومياً، ومن خلالها يقومون بالرسم بالألوان المائية أو الخشبية، أو تلوين قطع جذابة مثل فراشات، أو إيصال النقاط بشكل صحيح كي يظهر الرسم الموجود والذي عادة ما يكون إحدى الشخصيات الكارتونية، كما يمكنهم تعلم طريقة الرسم بالرمال، والخروج بالعديد من الأشكال التي تعكس مخيلتهم.

ولم تقتصر الفنون على الرسم بل هناك ركن يعلم كيفية صنع الأدوات الموسيقية من الأدوات المنزلية، وهذا الأدوات تبدو بسيطة مثل الطناجر المختلفة الأحجام والمقالي المعلقة على حامل خشبي في ركن خاص، والتي يمكن للطفل تجربة إصدار إيقاع معين منها والذي يبدو نشازاً في البداية، لكن بفضل توجيهات المشرف على هذا الركن يصبح فيما بعد منسجماً.

وفي ركن آخر صمم بعنوان «عالم القصص الملونة» يمكن للزوار مع أطفال وراشدين التقاط صور شخصية ضمن صفحة مجسمة لشخصيات كارتونية معروفة من قبل الأطفال.

أركان الحركة

وتتميز ساحة «أركان الحركة» بأنها تفتح آفاقاً جديدة من الخيال، سواء عبر المجسمات القابلة للنفخ والمفعمة بالألوان والأضواء الجميلة والتي استقطبت ما يزيد على 3 ملايين زائر عبر القارات الخمس، أو الدخول إلى عالم من المرح في برك الأضواء، حيث تقوم حركات اللعب التفاعلية بإحداث مؤثرات ضوئية رائعة عبر مجموعة من الدوائر تكونها وسائد تفاعلية دائرية.

وترافق جميع هذه الأنشطة خلفية موسيقية عصرية، حيث يقوم منسقو الأغاني بتشغيل نظام صوتي يغطي المنطقة بأكملها.

تذاكر المهرجان

تفتتح أبواب المهرجان في الرابعة عصراً وحتى منتصف الليل، وتتوفر تذاكر دخول المهرجان عند المداخل مقابل 20 درهماً للبالغين و10 دراهم للأطفال تحت سن 12 عاماً ويدخل الأطفال تحت 5 سنوات مجاناً، وسيتم تخصيص إيرادات الدخول لجمعيات خيرية بالتنسيق مع الجهات المختصة.

مركز خدمات المزارعين.. منصة الاستدامة والأسر المُنتجة

يشارك مركز خدمات المزارعين بأبوظبي في فعاليات «مهرجان أم الإمارات» وتتنوع الفعاليات التي يشارك بها المركز من أجل إبراز أهمية الزراعة في المجتمع، باعتبارها رافداً مهماً للتنمية المستدامة وتنويع مصادر الدخل للأسر المواطنة.

حيث ينظم ورش عمل عدة حول الزراعة المائية من خلال عرض حي لآليات وطرق الزراعة المائية والزراعة العضوية فضلاً عن الزراعة المنزلية التي تسهم في تحقيق التنمية الأسرية والتشجيع على ممارسة الزراعة على نطاق واسع في المجتمع.

كما يقيم المركز خيمة لبيع منتجات «حصاد مزارعنا» من الخضروات والفواكه والتمر والعسل المحلي لجمهور المهرجان بالإضافة إلى تذوق مأكولات معدة من المنتجات المحلية، وذلك بهدف الترويج لها وإبراز مزايا الإنتاج المحلي بوصفه طازجاً وآمناً، حيث يصل مباشرة من مزارع أبوظبي.

وفي شرحه عن هذه المشاركة قال ناصر محمد الجنيبي الرئيس التنفيذي للمركز بالإنابة إن مشاركة المركز في فعاليات المهرجان تأتي في الأساس تقديراً للدور الريادي والإسهامات الحضارية لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) وعطائها الوطني في دعم التنمية المجتمعية بمختلف مجالاتها، وأشار إلى أن المهرجان يمثل في الوقت نفسه فرصة لتنمية الوعي بشأن التنمية الزراعية المستدامة والدور الذي يلعبه المركز في هذا الإطار.

وأضاف الجنيني لدينا العديد من الفعاليات التي تعكس الرؤية الداعمة للزراعة المستدامة وتعزيز مكانة المنتج المحلي من الخضروات واللحوم باعتباره منتجاً طازجاً وآمناً، ويتم إنتاجه وفق أفضل الممارسات الزراعية المطبقة عالمياً، وأكد أن المهرجان فرصة ليتعرف الزوار من مختلف الجنسيات والثقافات على جودة المنتجات المحلية المعروضة في خيمة «حصاد مزارعنا».

وأوضح: يدعم مركز خدمات المزارعين أصحاب المزارع في إمارة أبوظبي بطريقة مسؤولة اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً من خلال تقديم خدمات الإرشاد الزراعي والتدريب الفني وتطبيق أفضل الممارسات الزراعية، لذا ينظم المركز ورش عمل عدة تهدف إلى الترويج لأفضل الممارسات الزراعية.

كما يمكن لزوار المهرجان مشاهدة عرض حي لنظام الزراعة المائية وكيفية زراعة الخضروات في البيوت المحمية فضلاً عن تذوق أصناف مختلفة من البطاطا الحلوة التي ننصح بزراعتها لملاءمتها للبيئة الزراعية المحلية وتوفير عائدات مالية جيدة للمزارعين.

«السوق» يجمع التراث والحداثة و«شمة والسردال» يروي قصص الغوص

تقدم منطقة «السوق»، وهي أحد المناطق الخمس الرئيسة في المهرجان، مفهوماً جديداً وعصرياً لمحبي التسوق، حيث يجتمع التراث العريق بالحداثة العصرية، في أجواء عائلية ممتعة، وقدم المسرح الرئيس بمنطقة السوق، العرض المتميز «شمة والسردال» للمرة الأولى لجمهور المهرجان، حيث تم تصميم العرض خصيصاً للمهرجان، والذي يروي قصص وحكايات رحلات الغوص، بحثاً عن اللآلئ، التي شكلت أحد جوانب التجارة قديماً في الإمارات.

ويُسلط «شمة والسردال»، الضوء على الدور الهام الذي لعبته الأمهات والنساء في الماضي خلال موسم الغوص ورحلاته الطويلة، حيث يعرض يومياً طوال فترة المهرجان. كما يقدم المسرح عروضاً أخرى مختلفة لفرق موسيقية مبدعة.

رحلة في البيئة الإماراتية

يعرف مهرجان «أم الإمارات» على الطبيعة الإماراتية، من خلال مجسمات تحتل مساحة كبيرة في منطقة «الحفاظ على البيئة» في خطوة حقيقية نحو تسليط الضوء على تشجيع ودعم أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، لكل المبادرات التي تتعلق بالتوعية البيئية. وتعمل منطقة الحفاظ على البيئة على تشجيع الوعي البيئي ضمن مساحة مخصصة للتعريف بالبيئة في الدولة.

«أم الإمارات» نموذج ورؤية للأجيال

في أحد الأركان المهمة في جناح أم الإمارات، تعرض مجموعة مختارة من الجوائز والألقاب التي حصلت عليها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك من جميع أنحاء العالم تكريماً واعترافاً بإنجازاتها، لتصبح بذلك نموذجاً يحتذى به، كل جائزة من هذه الجوائز تعرض ملخصاً حول المناسبة والظروف التي جرى من خلالها إهداؤها لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك.

وفي ركن «دعم بلا حدود» يتم إلقاء الضوء على عطاء سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وإيجابية عملها، وذلك من خلال ركن يستعرض بعض المبادرات التي قامت سموها من خلالها بتكريم الأفراد والاعتراف بجهودهم المبذولة لإحداث أثر إيجابي في مجتمعاتهم والمساهمة في بناء الأمة.

وتعرض الشاشات مجموعة من النماذج النسائية لإماراتيات يمثلن الطموح والتفاني والعمل الجاد، وهي القيم التي تدعو لها أم الإمارات، ويبرز هذا الركن دور المرأة والشخصيات النسوية الرائدة.

طلاب وطالبات الجامعات سفراء المهرجان

يتواجد في المهرجان عدد كبير من السفراء، من طلاب وطالبات الجامعات في الإمارات، الذين يعتبرون بمثابة دليل لكل الزوار. عن هذه التجربة قالت شيماء محمد المرزوقي طالبة في جامعة زايد: نقوم بإرشاد الزوار إلى المناطق التي يريدونها كما نقدم شرحاً مفصلاً عن بعض الأعمال الفنية المعروضة. وأشارت إلى أنها لم تكن المرة الأولى التي تشارك بها في المهرجان بل كان لها تجارب سابقة في مهرجان قصر الحصن.

وتشاركها التجربة زميلتها في جامعة زايد أيضاً عبير سالم التي قالت: كما زميلتي نشرح هنا للزوار عن الأعمال المعروضة في ركن فني يعرض مجسماً مصنوعاً من الرمال. وأشارت إلى أن هذه التجربة ممتعة بالنسبة لها وهو ما جعلها تشارك بأكثر من مهرجان كان آخرها مهرجان قصر الحصن.

وإلى جانب تواجد سفراء المهرجان لمساعدة الزوار، وفر المنظمون السيارات الصغيرة ضمن المناطق المتنوعة لنقل الزوار في حال رغبوا بذلك، إلى جانب الخدمات والمرافق العامة وغيرها من أمور توفر للزوار الراحة والمتعة.