تتميز بذور دوار الشمس بقشرتها الملوّنة بالأبيض والأسود والتي تغلّف النواة التي تُعدّ صالحة للأكل، كما يمكن أكل القشرة أيضاً، وقد زُرِعت قديماً على مدار قرون عديدة من قِبَل السكان الأصليّين لأمريكا الشماليّة، وتعتبر صالحة للأكل بعد نضجها، حيث يمكن تناولها وحدها، أو إضافتها إلى الفواكه، والخضراوات، والألبان قليلة الدسم، كما تُعدّ بذور دوار الشمس مصدراً جيداً للبروتين، ويمكن تناولها مع بعض أنواع البقوليّات، لتكون بديلاً عن اللحوم.

فيتامين هـ: تُعدُّ بذور دوار الشمس وزيت دوار الشمس من الأغذية الغنية بفيتامين هـ وهو من الفيتامينات الذائبة في الدهون، وهو مادة مضادة للأكسدة، تُخلص الجسم من الجذور الحرة؛ إذ إنّ تراكم هذه الجذور يلحق الضرر بخلايا الجسم، كما قد يُحسن فيتامين هـ من وظائف الجهاز المناعي.

الكالسيوم: تحتوي بذور دوّار الشمس على كميّةٍ جيّدةٍ من الكالسيوم الذي يعزز قوّة وصحّة العظام، ولكن قد تحتوي بعض الأنواع منها على نسبة مرتفعة من الملح المُضاف، الذي يستنفذ مستويات الكالسيوم في الجسم، ولذا يجب اختيار البذور غير المُملحة لتحصيل أعلى فائدة من محتوى الكالسيوم فيها.

السيلينيوم: تعدُّ بذور دوار الشمس من الأغذية الغنيّة بعنصر السيلينيوم المهمّ للتكاثر، وتصنيع المادة الوراثية المعروفة بالـ DNA، كما أنّه يساهم في تقليل الإجهاد التأكسدي الناجم عن الجذور الحرة، وذلك لأنّه يساعد الجسم على بناء بروتيناتٍ خاصّة تُسمّى الإنزيمات المضادّة للأكسدة، والتي تُقلل من الضرر الذي يصيب الخلايا بفعل الإجهاد التأكسدي.

فيتامينات ب: إذ يحتوي كل 28 غراماً من بذور دوار الشمس على ما يقارب 20% من الكميات المُوصى بتناولها يومياً من حمض البانتوثينيك، الذي يُعرف بفيتامين ب5، كما تحتوي على فيتامين ب3 أو ما يُعرف بالنياسين، إضافةً إلى وجود فيتامين ب6، وفيتامين ب9 أو الفولات.

الألياف الغذائيّة: يعود تناول الألياف على الجسم بالعديد من الفوائد الصحيّة، فهي تُساهم في الحفاظ على حركة الأمعاء بشكلٍ سليم، كما أنّها قد تساعد على خفض مستويات الكولسترول، والتحكم بمستوى السكر في الدم، وتعزيز إنقاص الوزن

الدهون الصحية: تحتوي بذور دوّار الشمس على الدهون الأحاديّة غير المشبعة، والدهون المتعددة غير المشبعة التي قد ترتبط بتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، والتقليل من ارتفاع ضغط الدم، ولكن على الرغم من ذلك تجدر الإشارة إلى أنّ استهلاك الدهون ذات المحتوى العالي بالسعرات الحراريّة، قد يؤدي إلى زيادة الوزن والتأثير سلباً في الصحة، وبالتالي فإنّه ينصح بالاعتدال في استهلاكها.

فوائد بذور دوار الشمس حسب قوة الدليل العلمي تمتلك بذور دوار الشمس عدّة فوائد صحيّة، إلّا أنّ الدراسات التي أُجريت عليها غير قوية، وفيما يأتي ذكر بعض فوائدها التي ما زالت بحاجة للمزيد من الدراسات لإثباتها:

تقليل الالتهابات: أشارت دراسةٌ أوليّةٌ نُشرت في مجلة American Journal of Epidemiology عام 2006، إلى أنّ تناول المكسرات والبذور مثل بذور دوّار الشمس بشكلٍ متكرر، يُقلل من مستويات البروتين المتفاعل-C، ويُعدُّ ارتفاع كمية هذا البروتين في الدم من العلامات التي تدل على الالتهاب، ويساعد فيتامين هـ الموجود بكميات كبيرة في بذور دوار الشمس على التقليل من مستويات البروتين المتفاعل-C، وبالتالي قد يساهم تناول بذور دوار الشمس في خفض الالتهابات والأمراض الناتجة عنها

تعزيز صحة القلب: يُعدُّ الارتفاع في ضغط الدم أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب المختلفة، وقد أشارت دراسة صغيرة نُشرت في مجلة ISRN Nutrition عام 2012، وأُجريت على 22 امرأة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، حيث تم إضافة بذور دوار الشمس ونوع من المكسرات إلى أنظمتهنّ الغذائيّة يومياً مدة ثلاثة أسابيع، وأظهرت النتائج انخفاضاً في مستويات الكولسترول الضارّ، ومستوى الكوليسترول الكليّ، والدهون الثلاثية لدى هؤلاء النساء، كما تحتوي هذه البذور على المغنيسيوم، والبوتاسيوم، وغيرها من المركبات المفيدة في تقليل ضغط الدم

وبالإضافة إلى ذلك فإنّ بذور دوار الشمس غنيّةٌ بالأحماض الدهنيّة غير المشبعة، وخاصّةً حمض اللينولييك الذي قد يساعد على استرخاء الأوعية الدموية وانخفاض ضغط الدم، ففي مراجعةٍ منهجيّةٍ وتحليلّ إحصائيٍّ لـ 13 دراسة نشرت في مجلة Circulation عام 2014، تبيّن أنّ زيادة مستويات حمض اللينولييك ترتبط بانخفاض مرض القلب التاجي بنسبة 15%، كما كان هناك انخفاضٌ بنسبة 21% في حدوث الوفاة نتيجة الإصابة بأمراض القلب التاجية.

تقليل مستويات الجلوكوز: أشارت دراسةٌ أوليّةٌ نُشرت مجلة Research Journal of Pharmaceutical, Biological and Chemical Sciences، على 24 فأراً مُصاباً بارتفاع مستويات سكر الدم، وكان هناك انخفاض في سكر الدم لدى المجموعة التي تناولت بذور دوّار الشمس، كما قلّت الدهون الثلاثية، ومستويات الكولسترول الضارّ لديها، لذا يمكن أن يكون لهذه البذور فوائد لدى مرضى السكري، ولكن ما زالت هناك حاجةٌ لتأكيد هذه النتائج على البشر.

تقليل خطر الإصابة بالسكري: ففي دراسةٍ أوليّة على فئران نُشرت في مجلة International Journal of Pharmacy and Pharmaceutical Sciences لدراسة الآثار المحتملة للمستخلص الكحولي لبذور دوار الشمس في تقليل السكري والمضاعفات الناتجة عنه، تبيّن أنّ مستخلصات بذور دوار الشمس خفّضت مستوى السكر في الدم لدى الفئران المصابة بالسكري من النوع الثاني، كما أظهرت تحسناً في مستويات الدهون، والوزن، لكن ما تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات لمعرفة هذا التأثير

فوائد بذور دوار الشمس للحامل تُوصى الأم الحامل بإدخال الأطعمة الغنيّة بالمغذيات للحصول على نظامٍ غذائيٍ صحي ومتوازن، وتوفير المواد الغذائية الأساسيّة، والطاقة اللازمة لنموّ الجنين وتطوّره، ومساعدة الجسم على مواجهة أي تغيُرات قد تطرأ، ومن الجدير بالذكر أنّ بذور دوار الشمس تحتوي على العديد من المواد الغذائيّة التي يجب أن تُضاف إلى النظام الغذائيّ للأمّ الحامل، مثل: البروتينات، والدهون الأحاديّة غير المشبعة، والزنك، والحديد، كما تُعدّ بذور دوار الشمس من المصادر الغذائية الغنية بالمغنيسيوم، وهو عنصرٌ مُهمٌّ لبناء العظام، والأسنان، والأنسجة، ومساعدة البروتينات على أداء وظائفها بشكل جيد، وقد يلعب دوراً في التقليل من خطر الولادة المبكرة، ومن الجدير بالذكر أن كل 28 غراماً من بذور دوار الشمس تُغطي 8% الاحتياجات اليوميّة من الحديد الموصى بتناولها يومياً.

أضرار بذور دوار الشمس

درجة أمان بذور دوار الشمس تُعدّ بذور دوار الشمس من الأطعمة الصحية، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ من المهمّ استهلاكها باعتدال، ولذلك لاحتوائها على عنصر الكادميوم؛ والذي يُعدّ من العناصر الشحيحة التي تتوفر في التربة بشكل طبيعي، إلا أنّ كميات هذا المعدن تكون أعلى في التربة التي يُزرع فيها دوار الشمس في بعض المناطق، إذ إنّ نبتة دوار الشمس تنقل هذا المعدن من التربة لتخزنه في بذورها، لذا فإنّ كميات الكادميوم تكون مرتفعةً في بذور دوار الشمس أكثر من غيرها من الأطعمة، وقد تُلحِق الكميّاتُ المرتفعة منه الضرر بالكلى عند التعرض لها لفترة زمنية طويلة، لذا ينبغي الاعتدال في تناول هذه البذور.

محاذير استخدام بذور دوار الشمس يعاني بعض الأشخاص من حساسية اتجاه بذور الشمس، وعلى الرغم من أنّ المعاناة من هذه الحساسيّة تُعدّ نادرة الحدوث، ولكن هناك العديد من الحالات التي تم تشخيصها بهذه الحساسيّة، ويزداد خطر الإصابة بها عندما يعاني الشخص من أنواع أخرى من الحساسية، وتحديداً حساسيّة اتجاه الفول السوداني، وغالباً ما يكون الأطفال الفئةَ الأكثر عرضةً للحساسية الغذائّية مقارنة مع البالغين، وتشمل أعرض الحساسية الإكزيما، والحكة في الفم، والقيء، واضطرابات المعدة، والعوار أو صدمة الحساسية، وتتراوح هذه الأعراض في حدتها بين درجة متوسطة إلى شديدة.