تزدهر نباتات الخريزة أو الساليكرنية التي تُزرع باستخدام المياه المالحة في مزارع الإمارات الصحراوية، وهي تساعد حالياً في إنتاج برغر "صحي" في إحدى شركات الأغذية المجمدة، لتظهر بذلك إمكانات الزراعة المستدامة في أصعب الظروف، وفقاً لما أفادت به وكالة "فرانس برس". 

ويتم استخدام الخريزة، وهو نبات عصاري يختزن الماء، كبديل للملح في صنع فطائر البرغر في شركة "غلوبال فوود اندستريز"، وذلك في نجاح زراعي في دولة الامارات التي تستورد 90% من احتياجاتها الغذائية تقريباً. 

تقول مسؤولة التسويق والابتكار، تينا سيغسموند، لوكالة "فرانس برس": "أنت تحصل على نكهة مالحة مع كمية أقل من الصوديوم، ولكن تحصل أيضاً على فوائد أخرى". فالنبات الذي يشبه الهليون يقلل من محتوى الصوديوم بنسبة 40% في البرغر الذي تنتجه الشركة والذي يحتوي أيضاً على دجاج وكينوا وكرنب مجعد. 

وينمو هذا الجنس النباتي في أجزاء من أمريكا الشمالية وأوروبا وجنوب افريقيا وجنوب آسيا، وتعتبر الخريزة مثالية للمناح الإماراتي القاسي، وهي تحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا والالتهاب، حسبما أفادت سيغسموند. 

وكان قد تم البدء بزراعتها العام الماضي في عدد من المزارع في جميع أنحاء الإمارات كجزء من تجربة باستخدام جريان المياه المالحة من محطات تحلية المياه من قبل المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) ومقره دبي. 

وقد أفاد كبير العلماء في "إكبا"، اوغستو بسيرا لوبيز-لافال، إن الأبحاث جارية الآن لإنتاج المزيد من "المحصول عالي القيمة" والذي يباع مقابل 20 دولارا للكيلو في فرنسا. 

وقال لوبيز- لافال لوكالة "فرانس برس": "انتقلنا من .. بناء هذا النموذج الاولي الى التجربة على نطاق واسع مع ثمانية مزارعين. والسؤال الآن هو كيفية توسيع نطاقه"، مضيفاً أنه في المستقبل من الممكن أن تصبح الخريزة مكوناً غذائياً مهماً حقاَ. فإذا كانت هناك قيمة اقتصادية وتم تطوير نظام الإنتاج لهذا الغرض، فمن الممكن أن تصبح بديلاً عن الملح وأي مغذيات دقيقة أخرى تضاف اليوم صناعياً إلى الأغذية المصنعة. 

وإلى حين تحقيق ذلك، تقول سيغسموند إن الخريزة لا تزال منتجاً متخصصاً وفوائدها الصحية غير معروفة لمعظم الناس، مضيفة: "ليست منتجاً يحقق ربحاً كبيراً ولكننا نؤمن به وسنواصل العمل".