قال الله تعالى ((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُون َ)) آية رقم (30) من سورة الأنبياء. حينما نتأمل هذه الآية ندرك أن الماء هو لب الحياة على كوكب الأرض فهو جزء لا يتجزأ من تركيبة كل ما خلقه الله وهو السر في بقاء الحياة على هذا الكوكب.

وإذا أمعنا النظر في أجسامنا فسوف نعلم بأن الماء يدخل في تركيبة الأنسجة والخلايا، حيث يلعب الماء في أجسامنا دوراً محورياً، فعلى سبيل المثال أجسامنا تتكون إلى ما يصل الـ 60٪ من الماء، والقلب والمخ يحتويان على ٧٣٪ من الماء والرئتين تحتويان على ٨٣٪ من الماء وأما الجلد فهو يحتوي على 64٪ من الماء والعضلات والكلى تحتوي على ٧٩٪ من الماء وحتى العظام تحتوي على ٣١٪ من الماء.

وللماء دور مفصلي في جميع العمليات الحيوية في جسم الإنسان فهو يساعد في عملية الهضم، ويعمل على نقل العناصر الغذائية إلى جميع أجزاء الجسم وهذا الدور مهم للغاية، ويعمل على توازن الجسم، وذلك بتنظيم عمل الإلكترو لايت وهي عبارة عن مادة سائلة تدخل في تركيبة الخلية العصبية، ومن مهامها نقل الأوامر العصبية من وإلى أعضاء الجسم المختلفة. بالإضافة إلى أن الماء يعمل على إعطاء السيولة للدم، فبذلك يساعد القلب على ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم.

بالإمكان الاستدلال بلون البول لمعرفة ما تمر به أجسامنا من حالات، فعلى سبيل المثال اللون الأصفر الفاتح المائل إلى البياض يدل أن الجسم قد حصل على الماء الكافي، أما في حال تغير اللون من الفاتح إلى الغامق فإنه يدل على نقص السوائل في الجسم ويتطلب من الفرد شرب المزيد من السوائل، وأما إذا كان لون البول بنياً مائلاً إلى الاحمرار فإنه يدل على احتمال وجود حصوات في الكلي أو كدلالة على وجود إصابة في الكلي أو في المسالك البولية، وكذلك من علامات نقص الماء في الجسم جفاف العين والشعر والبشرة والجفاف بشكل عام، وأيضاً الصداع والضيق والشعور بالتعب.

يتم فقدان الماء بشكل مستمر من الجسم عن طريق البول أو التعرق أو العمليات الحيوية، لذلك علينا تعويض ذلك عن طريق شرب السوائل مثل شوربة الخضار أو تناول الخضار التي تحتوي على كمية كبيرة من الماء مثل الخيار والطماطم، والفواكه مثل البطيخ والشمام. ويجب شرب كمية كافية من الماء حتى وإن كنت لا تشعر بالعطش ويفضل شرب ما يتراوح بين 8 إلى 10 أكواب في اليوم.

ولمعرفة نسبة احتياجك للماء اضرب وزن الجسم في 30 سوف تحصل على النسبة المناسبة التقريبية لجسمك مع مراعاة أن الرياضيين تزيد احتياجاتهم من الماء الغني بالمعادن، والناس الذين يعملون خارج المنزل أو المكتب وخصوصاً في الأجواء الحارة.