يعد الزهايمر أكثر الأسباب شيوعاً للإصابة بالخرف؛ وهو مجموعة من اضطرابات الدماغ ينتج عنها فقدان المهارات الفكرية والاجتماعية، حيث تكون هذه التغيرات حادة بدرجة تكفي لإعاقة الحياة اليومية.
وفي مرض الزهايمر، تتدهور حالة خلايا الدماغ نفسها وتموت، مما يتسبب في تدهور مستمر في الذاكرة والوظائف العقلية. وقد تعمل أدوية مرض الزهايمر واستراتيجيات إدارته الحالية على تحسين الأعراض لكن بصفة مؤقتة. وفي بعض الأحيان قد يساعد هذا الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر على تحسين وظائفهم العقلية والحفاظ على استقلاليتهم.
ونظراً لعدم وجود دواءٍ شافٍ لمرض الزهايمر تماماً، فمن الأهمية بمكان السعي للحصول على خدمات الدعم والرعاية الصحية لتقليل أو تجنب المضاعفات السلبية للمرض.
وتساهم ممارسة الرياضة والأنشطة الرياضية وخاصة رياضة المشي في تحسين مزاج مرضى الزهايمر والحفاظ على حالتهم الصحية العامة.
عوامل
ومن العوامل التي تقلل من نسبة الإصابة بالمرض، ارتفاع مستوى الثقافة والتعليم، وممارسة المهن المحفزة للدماغ، وممارسة النشاطات الذهنية خلال فترات الفراغ والراحة مثل القراءة وممارسة الألعاب التي تحتاج لمهارات فكرية مثل لعب الشطرنج، وزيادة فترات التواصل الاجتماعي.
خطورة
ووفقاً لإحدى دوريات مايوكلينك، يأتي تقدم العمر على رأس عوامل الخطورة للإصابة بمرض الزهايمر. ولا يعني هذا أن الزهايمر يعد جزءاً من الشيخوخة الطبيعية، لكن خطورة الإصابة به تزداد بدرجة كبيرة بعد بلوغ سن 65 سنة. فتقريباً نصف الذين تتجاوز أعمارهم 85 سنة مصابون بالزهايمر.
وتفيد بعض الأدلة أن نفس العوامل التي تزداد معها مخاطر الإصابة بأمراض القلب قد تؤدي أيضاً إلى زيادة فرصة الإصابة بمرض الزهايمر. ومن أمثلتها:
ـــ قلة ممارسة الرياضة
ـــ التدخين
ـــ ارتفاع ضغط الدم
ـــ ارتفاع الكوليسترول بالدم
ـــ ارتفاع مستويات الحمض الأميني
ـــ داء السكري الذي لا يتم السيطرة عليه جيداً
ـــ اتباع نظام غذائي ليس غنياً بالفاكهة والخضروات
ترتبط عوامل الخطورة هذه أيضاً بالخرف الوعائي، وهو نوع من الخرف ينجم عن تلف الأوعية الدموية التي في الدماغ. إن التعاون مع فريق الرعاية الصحية لوضع خطة معينة للسيطرة على هذه العوامل سوف يساعد في حماية قلبك.
برامج علاجية
وهناك العديد من خدمات الرعاية الصحية لمرضى الزهايمر، والتي تساعد في تحسين الوظيفة الدماغية للمريض، وتساهم في تأخير تطور الحالة المرضية والحد من وصوله إلى مراحل متأخرة، حيث تساعد العلاجات على تحسين وظيفة الخلايا الدماغية وتقوية التفاعل بين هذه الخلايا مع أهمية توفير البيئة الداعمة والآمنة والمحفزة للمرضى المصابين بداء الزهايمر.
علامات
تظهر العلامات الأولية لمرض الزهايمر من خلال ضعف الذاكرة، وتغير المزاج، والانطواء وصعوبة التعبير عن الذات، وعدم التعرف على الأشخاص، وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة، وقلة القدرة على تفسير وفهم الأشياء، وعدم القدرة على إجراء العمليات الحسابية البسيطة وحدوث التقلبات في أوقات النوم والمشي العشوائي، والتوهمات الذهنية.
تمارين منتظمةكما تعد ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة جزءاً مهماً من خطة أي شخص يريد أن ينعم بالعافية؛ ومرضى الزهايمر ليسوا استثناءً من هؤلاء. فممارسة أنشطة مثل المشي يومياً لمدة 30 دقيقة يساعد على تحسين المزاج والحفاظ على صحة المفاصل والعضلات والقلب. كما تساعد ممارسة الرياضة على أن ينعم الشخص بالنوم الهادئ والوقاية من الإمساك. تأكد من حمل مريض الزهايمر بطاقة تعريف شخصية معه إذا كان سيمشي وحده بدون صحبة أحد.
لا يزال بإمكان الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر ويعانون من مشكلات في المشي استخدام عجلة ثابتة أو المشاركة في تمارين رياضية تؤدى على الكرسي الثابت. تباينت نتائج الدراسات حول دور النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة أو خيارات أسلوب الحياة الصحي في الوقاية من التدهور الإدراكي أو علاجه تماماً كأن لم يكن. علماً بأن هذه الخيارات الصحية تساعد على أن ينعم الشخص بصحة عامة جيدة وقد تلعب دوراً في الحفاظ على الصحة العقلية، وبالتالي لا يوجد ضرر في إدراج هذه الاستراتيجيات في خطة التعافي العامة:
ـــ لطالما اشتهرت التمارين الرياضية المنتظمة بفوائدها لصحة القلب، وقد تساعد أيضاً في الحيلولة دون التدهور العقلي.
ـــ الحمية الغذائية قليلة الدهون الغنية بالفاكهة والخضروات تعد خياراً آخر للحفاظ على صحة القلب تساعد أيضاً على حماية الصحة الإدراكية.
ـــ الأحماض الدهنية أوميغا 3 تعد جيدة لصحة القلب. إن أكثر الأبحاث التي أظهرت فوائد محتملة للصحة الإدراكية تعتمد تناول السمك كمعيار لمقدار الأحماض الدهنية أوميغا 3 التي يتم تناولها في الطعام.
ـــ المشاركة الاجتماعية والتحفيز الذهني تبعث على مزيد من الرضا عن حياة الشخص، كما تساعد في الحفاظ على الوظائف العقلية.
ـــ التمارين للحفاظ على صحة المفاصل والعضلات والقلب
خطوات لدعم الشعور بالسعادة
يمكن اتخاذ العديد من الخطوات التي تسهم في دعم شعور مريض الزهايمر بالسعادة، ومواصلة قدرته على أداء وظائفه، ومنها:
ـــ الحرص على وضع مفاتيحك الخاصة ومحفظتك والهواتف المحمولة ونحوها من الأشياء القيمة في نفس المكان في المنزل، بحيث تتفادى ضياعها.
ـــ مراجعة الطبيب لمعرفة ما إذا كانت هناك فرصة لتبسيط نظام الدواء إلى جرعة واحدة يومياً.
ـــ الحرص على حمل هاتف محمول مزود بتقنية التعرف على موقع الهاتف بحيث يتسنى إجراء اتصال في حال عدم معرفة الطريق أو حدوث ارتباك، وحتى يتسنى أيضاً لغيرك تتبع مكانك عبر الهاتف.
ـــ الحرص على برمجة أرقام الهاتف المهمة في الهاتف، بحيث لا تُضطر إلى محاولة استعادتها.
ـــ التأكد من أن تكون المواعيد المعتادة في نفس اليوم وفي نفس الوقت قدر الإمكان.
ـــ استخدم مفكرة أو لوحة سبورة في المنزل لتتبع المواعيد اليومية.
ـــ التخلص من الأثاث الزائد والأشياء الكثيرة التي تبعث على الفوضى والسجاجيد الصغيرة.
ـــ تركيب درابزين قوي على السلالم وفي الحمام.
ـــ التأكد من أن تكون الأحذية والخفاف مريحة الارتداء وسهلة السير بها.
ـــ التقليل من عدد المرايا. فالأشخاص المصابون بمرض الزهايمر قد يشعرون بالارتباك أو الخوف عند رؤية صور في المرايا.
تكيف
ويعاني الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر من مزيج من العواطف؛ كالارتباك والإحباط والغضب والخوف والشك والحزن والاكتئاب.
فإذا كنت تقوم برعاية شخص ما مصاب بالزهايمر، فقد تكون طوق نجاة له للتكيف مع المرض بوجودك بجانبه للاستماع له وطمأنته بأن الحياة لا تزال ممتعة، مع توفير الدعم وبذل أقصى ما في الوسع لمساعدة هذا الشخص على الحفاظ على كرامته واحترامه لذاته.
كما أن وجود بيئة هادئة ومستقرة داخل المنزل لا شك سيقلل من المشكلات السلوكية. مما يزيد من إثارة القلق لدى المريض تعرضه لمواقف جديدة أو ضوضاء أو وجوده بين مجموعات كبيرة من الناس أو الضغط عليه أو حثه بشدة ليتذكر شيئاً ما، أو يُطلب منه إنجاز مهام معقدة. بمجرد أن يصل الشخص المصاب بمرض الزهايمر إلى الاضطراب والقلق، فسرعان ما تتدهور قدرته على التفكير بوضوح أكثر من ذي قبل.