حقق المستشفى الرائد إقليمياً في الجراحات المعقدة وتشخيص الحالات النادرة إنجازاً جديداً من خلال إجراء عملية بضع الصدر لاستئصال ورم كبير الحجم بنجاح تام.
واستمرّت معاناة الطفلة البالغة من العمر أربع سنوات من المرض لمدة عشرة أيام، فقد تم تشخيصها بالتهاب الشعب الهوائية وعلاجها باستخدام الباراسيتامول والمضادات الحيوية وجهاز استنشاق بولميكورت في مستشفى آخر.
وعلى الرغم من السيطرة على الحمى، فإن الطفلة كانت تعاني السعال المستمر، ما دفع والديها إلى طلب المشورة الطبية من المستشفى الأمريكي دبي.
وبعد معاينة الطفلة، قرر الدكتور أحمد السويد، استشاري جراحة الأطفال في المستشفى الأمريكي دبي، على الفور إجراء صورة بالأشعة السينية لصدرها، التي كشفت عن وجود آفة كبيرة مستديرة تشبه الكتلة في منطقة المنصف الصدري من الجهة الخلفية اليمنى، وهي المنطقة الموجودة في الصدر بين الرئتين، والتي تضم القلب والهياكل ذات الصلة.
وتبين أن الآفة كانت موجودة في الجزء الخلفي من الجانب الأيمن من هذه المساحة بين الرئتين.
ولمزيد من التحقيق، قرر الدكتور السويد إجراء فحص بالأشعة المقطعية للصدر، وبعد التشاور مع لجنة الأورام، تم الاتفاق على المضي قدماً في إجراء خزعة موجهة بالأشعة المقطعية.
وأكدت الخزعة أن الآفة كانت ورماً كبيراً ونادراً، تم تشخيصه على أنه ورم عصبي عقدي، وهو نمو غير طبيعي في الخلايا العصبية.
وراجعت لجنة الأورام الحالة مرة أخرى وقررت ضرورة إجراء عملية بضع الصدر لإزالة الورم، وهي عملية تتضمن إجراء شق في الصدر للوصول إلى الرئتين أو الأعضاء الصدرية الأخرى.
ونظراً لحجم الورم وصلابته، فإن عملية تنظير الصدر أو الجراحة الروبوتية لن تكون كافية؛ إذ تتطلب الكتلة شقاً أكبر بكثير لإزالتها.
وكانت عملية جراحية صعبة، فقد كان الورم كبيراً للغاية ويقع بالقرب من الأوعية الدموية الرئيسة في منطقة الصدر.
إضافة إلى ذلك، تسبب الورم في اتساع كبير في المسافة بين الأضلاع المصابة، ما أدى إلى نتوء في العظام - وهو تشوه في انحناء الأضلاع - والتأثير في هياكل المنصف، بما في ذلك مجاري الهواء في الرئتين.
وانطوت العملية على العديد من المخاطر، بما في ذلك احتمال حدوث نزيف، وتلف القصبة الهوائية (المجرى الهوائي الكبير المؤدي من القصبة الهوائية إلى الرئتين)، وإمكانية الإزالة غير الكاملة للورم أو الكتلة.
وبقيادة الدكتور أحمد السويد، أخصائي جراحة الصدر وجراحة الأورام وجراحة المسالك البولية للأطفال وطب الأطفال حديثي الولادة وجراحة التشوهات الخلقية في المستشفى الأمريكي دبي، وبدعم من الدكتور أحمد عبد العزيز، أخصائي تخدير الأطفال، والدكتور مهران كريمي، أخصائي أورام الأطفال، حقق الإجراء، الذي استغرق ثلاث ساعات، نجاحاً باهراً، إذ تمت إزالة الورم الضخم الذي يبلغ حجمه 7.5 × 7.0 × 4.5 سم بالكامل، ما أدى إلى عدم الحاجة للعلاج الكيميائي، وخرجت المريضة بعد ثلاثة أيام، وهي الآن في رحلة التعافي الكامل.