يقولون : أن الرجال على اختلاف مشاربهم يرددون (الاعتراف بالخطأ فضيلة), لكنهم عندما يخطئون بحق زوجاتهم تصعب المسألة عليهم ويعرضون عن هذه الفضيلة الجميلة ! فالرجال الشرقيون يكابرون ويرون أن الاعتذار يقلل من رجولتهم..في حين أن الرجولة مرادفة للشهامة والصدق والرجل متى ما كان صادقاً فأنه سوف يكبر في عين زوجته،ويصبح جديراً بالحب والاحترام..أما المرأة ولأنها عاطفية وودودة بطبعها فــي لا تتردد بالاعتذار والمبادرة بالصلح حتى لا تتراكم المواقف والانفعالات السلبية بينها وبين زوجها،وتُشكل ضغوطا نفسية عليهما..وربما هذا ما أكدت عليه دراسة كندية موضحة أن «النساء أكثر اعتذاراً من الرجال« !
«الحواس الخمس» نـاقش هذا الموضوع مع مجموعة من الشخصيات التي تراوحت ردودها،إلا أن النقطة التي تم الاتفاق عليها أن الاعتذار يعتبر ثقافة يجب أن ندرك ماهيتها،ونستوعبها جيدا،فهي ليست مسألة كرامة،ولا دلالة على ضعف الشخصية،وإنما وعيٌ تام بأهمية تنقية القلوب من شوائب هي في غنى عنهــا.
يمنعه كبرياؤه
سكينة أحمد ( موظفة ) تبدي رأيها في الموضوع قائلة: الكبرياء والاعتذار بين الزوجين أو بين صديقين أو بين أب وابنه هي ثقافة - وبلا مبالغة - نفتقر إليها،فصدور الاعتذار على نمط معين له أثره الإيجابي لدى المتلقي، والتنويع فيه له جاذبية خاصة عند النساء اللاتي أصابهن شيء من الملل والرتابة والإحباط في حياتهن الزوجية..وشخصيا أُرجح أن المرأة هي أكثر اعتذارا من الرجل الذي يمنعه في الأساس كبرياءه إن أخطأ من الاعتذار لزوجته ! مُتسائلة : لماذا لا يعترف الرجل بهذا المبدأ وهو الاعتذار عما بدر منه من خطأ وبالذات في حق المرأة ؟
ومن جانب آخر تضيف سكينة أحمد : مُضيفة : يا حبذا لو تخلى الزوجان عن العناد والإصرار على الرأي,فبعض التنازلات تسير الأمور,وطرد فكرة أن الاعتذار هو قلة قدر أو إهانة فلا كرامة بين الأزواج ,واسترجاع الذكريات الجميلة بينهما,وتفهم كلا الطرفين لغضب الآخر حتى لا تتفاقم الأمور وتكبر المشكلة,فعندما يشد أحدهما على الآخر أن يرخي الحبل لتهدأ الأمور.
ثقافة راقية
فيلاالاعتذار ثقافة لها آدابها وسلوكياتهالالا كلماتٌ أكد عليها الإعلامي فهد الفارســــي..مشيرا بأنه يتحتم على كل مخطئ من كبير أو صغير أن يعتذر، فهذا ما تحتّمه ثقافة الاعتذار إن أردنا أن نكون حضاريين،راقين في تصرفاتنـا! موضحا هنا أن الرجل يعتذر إن أخطأ،بل ربما يكون حتى أكثر اعتذارا من المرأة،وهذا في حد ذاته يدل على شجاعته في تحدي المواقف والصعوبات وانه يعترف بالخطأ الذي ارتكبه،فكثير منا اليوم عندما يخطئ لا يعترف بالخطأ ! فالاعتذار يعتبر بلسما يداوي الجروح النفسيَّة،فكم أصلحت كلمة فيلاأنا آسفلالا أو فيلاأنا آسفةلالا الكثير و الكثير من المواقف التي انتهت بانقطاع طويل.
ليس انتقاصا للرجولة
حنـــان عبدالله المــازم ( ربة بيت) تقول : كرامة الرجل لا تُكسر في تقديم بعض كلمات الاعتذار لهذه الأنثى الحنون..على أن يكون الرجل قد أخطأ في حقها من بعيد أو قريب..ولا يقوم هذا الرجل في تكرار الأخطاء حتى لا يتكرر اعتذاره لها فيصبح اعتذاره أمر لا قيمة له عند الأنثــى..مضيفة : هناك أمر أحب أن أنوه إليه وهو وجود بعض النساء اللاتي يعتبرن الاعتذار أمر يزيد من غرورهن وتكبرهن وعدم الاهتمام لاعتذار الرجل فيسقط من عينها هذا الرجل الذي كان في يوم من الأيام محبا ومخلصا في حبه لها.
مشيرة في قولها : هناك أيضا رجال يعتقدون بأن الاعتذار من المرأة عبارة عن انتقاص لرجولتهم وكبريائهم وعزة لأنفسهم..فهو لا يتنازلون أبداً للاعتذار لها مهما كان حجم الخطأ على الرغم من اعترافهم داخل أنفسهم بأنهم مخطئون ولكنهم قد يلجأون لطرق غير مباشرة للاعتذار كأن يحاولوا محادثة الزوجة بطريقة مهذبة أو إحضار أي شيء تحبه..وهنا قد تتفهم الزوجة موقف الزوج ونفسيته وتحاول أن تتأقلم مع طبيعته وتقدر له اعتذاره ولو بطريقته غير المباشرة لتستمر الحياة بينهما ولكن برتابة وملل.
نجاح العلاقات البشرية
أما بدر محمد صعب ( رجل أعمــال) فيوضح : لا أرى أبدا أن الاعتذار من علامات الضعف..لأن في الاعتذار فتح لآفاق واسعة أمام التواصل والنجاح في الحياة عموما..مُضيفــا : ولا ننكر أبدا أن العلاقات البشرية مليئة بالأخطاء والهفوات,خاصة عندما يتعايش شخصان من بيئتين مختلفتين تحت سقف واحد# كما بين الأزواج,ولأن العلاقة بين الزوجين من أسمى وأقوى العلاقات البشرية,والمودة من أهم الأسس لذلك الرابط المقدس,فلا فارق فيمن يبدأ الاعتذار أو من المخطئ عند الخطأ طالما أن هناك محبة ورغبة في استمرار الحياة الزوجية.
وجهة نظر
ويوضح الإعلامي طارق الحمادي ليست المسألة هنا من الأكثر خطا ؟ بقدر ما يجب أن نستوعب جيدا بأنه إذا أخطأنا فيجب الاعتذار،مع أهمية التحاور والتفاهم بعد الاعتذار،بهدف مزيد من الوضوح،وعدم العودة مرة ثانية لنفس الخطأ.
المرأة تحترم الرجل المعتذر
مها الطنيجي ( ربة بيت) تقول : الأهم من كلمة الاعتذار هو محاولة الزوج عدم الإساءة إلى زوجته وعدم إتيان أفعال يجرح مشاعرها حتى لا يندم على أفعاله تلك ويقدم لها الاعتذارات،أي أن قيراطاً من الوقاية خير من قنطار من العلاج..ومن جانب آخر توضح الطنيجي : قبل كل شيء أقول أن المرأة تقدر وتحترم الرجل الذي يتواضع ويقدم لها الاعتذار لكن يجب أن يكون تقديم الاعتذار لمرات قليلة طيلة حياتهما الزوجية لان كثرة الاعتذارات تعني كثرة الأخطاء التي يرتكبها بحقها..فليس من المعقول أن تقبل الزوجة جبلاً من الاعتذارات لتصفح بواسطتها عن جبال من الأفعال التي تجرحها من صميمها،لان الأصل هو أن لايخطىء الزوج في حق زوجته لأن الخطأ هو استثناء،لذا يجب أن لا يصبح الاستثناء قاعدة.