عندما تكون صحتك جيدة يلعب الالتهاب دور الصديق الجيد الذي يحمي الجسم. لكن إذا بدأت الخلايا المناعية في العمل بصورة مبالغة يمكن أن يتوجه ذلك الالتهاب ضدنا. تتعدد الأسباب الكامنة خلف هذا النوع من الالتهاب المضر المزمن ومن ضمنها الفيروس أو البكتيريا، اضطراب في المناعة الذاتية، الأطعمة الدهنية والمليئة بالسكريات، أو طريقة تعاملك مع التوتر. إليك بعض الطرائق التي يؤثر من خلالها الالتهاب على صحتك على المدى القصير والطويل.



1- يحارب الالتهاب العدوى:

يظهر الالتهاب جلياً ويكون الأكثر فائدةً عندما يساعد في ترميم جرح أو محاربة مرض. لا بد من أنك لاحظت مسبقاً الاستجابة الالتهابية للجسم في حالات إصابتك بالحمى أو احتقان الحلق مع تورم الغدد، أو عند إصابتك بجرح تحول إلى الأحمر وأصبح ساخناً عند لمسه. التورم، الاحمرار، والحرارة كل هذه دلائل على أن جهازك المناعي يرسل كريات دم بيضاء، كريات مناعية تحفز عوامل النمو، ومغذيات إلى المنطقة المصابة. في هذه الحالة، يكون الالتهاب أمراً صحياً ووظيفته ضرورية للشفاء. لكن هذا النوع من الالتهاب المساعد مؤقت فقط؛ فعندما يشفى الجرح أو العدوى يجب أن يختفي الالتهاب.



2- يحضرك الالتهاب للعراك:

يظهر نوع آخر من الالتهاب كاستجابة للتوتر العاطفي. فعوضاً عن تسارع كريات الدم إلى جزء واحد من الجسم، يتم إطلاق علامات للالتهاب تسمى بروتينات سي التفاعلية (C-reactive proteins) في مجرى الدم لتسير في الجسم. هذا هو رد فعل الجسم البيولوجي لخطر وشيك وهو استجابة تغرق الجسم بهرمون الأدرينالين وتساعده على الهروب من المواقف التي تهدد حياته. لكن التوتر الشديد الذي يستمر فترة طويلة من الزمن أو الإسهاب في التفكير حول أحداث سابقة توترك – قد تسبب ارتفاع بروتينات سي التفاعلية بشكل دائم مما قد يكون عاملاً مسبباً للعديد من الحالات الصحية المزمنة.



3- يمكن للالتهاب أن يؤذي أمعائك:

تتجمع العديد من خلايا الجسم المناعية حول الأمعاء. تتجاهل هذه الخلايا المناعية تريليونات البكتيريا المفيدة التي تعيش في الأمعاء معظم الوقت. لكن بالنسبة لبعض الأشخاص يبدو أن هذا التحمل ينسحق، ونبدأ خلاياهم المناعية بالرد على البكتيريا مما يخلق التهاباً متكرر.

يمكن للخلايا المناعية أن تهاجم الجهاز الهضمي بحد ذاته وهي حالة من المناعة الذاتية تعرف بمرض التهاب الأمعاء. ومن عوارضه الإسهال، التشنجات، القرح، وقد يتطلب تدخلا جراحيا لإزالته من الأمعاء. لم يستطع الأطباء التوصل بعد إلى سبب أكيد لهذه الحالة لكن للجينات، المضادات الحيوية، الحمية الغذائية، وطريقة التعامل مع التوتر أثر واضح في هذه الحالة.



4- يمكن للالتهاب أن يؤذي مفاصلك:

يمكن أن يتعرض المفصل إلى ضرر كبير إذا أصيب بالتهاب. إحدى حالات الضرر الذي يصيب المفصل هي التهاب المفصل الروماتويدي (RA) – وهو مثال آخر عن اضطراب المناعة الذاتية والذي يتضمن عنصراً وراثياً. لكنه يرتبط أيضاً بالتدخين، نقص الفيتامين د، وعوامل خطر أخرى. يختبر الأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي ألماً وصلابة في مفاصلهم الملتهبة. لكن بما أن ردة الفعل المناعية لا تقتصر على المفاصل يرتفع احتمال إصابة هؤلاء الأشخاص بالتهابات في العيون وأجزاء أخرى من الجسم.



5- يرتبط الالتهاب بمرض القلب:

يمكن لأي جزء من جسمك قد تعرض لإصابة أو ضرر أن يحفز الالتهاب حتى داخل الأوعية الدموية. يمكن لتشكل لوحات دهنية في الشرايين أن يحفز حدوث الالتهاب بشكل متكرر. تجذب اللوحات الدهنية كريات الدم البيضاء، تنمو أكبر، وقد تشكل تخثرات دموية مما قد يسبب نوبة قلبية.



6- يرتبط الالتهاب بارتفاع احتمال الإصابة بالسرطان:

تم ربط الالتهاب المتكرر بسرطان الرئة، المريء، عنق الرحم، والجهاز الهضمي. قد يكون الالتهاب ناتجا عن البدانة، العدوى المتكررة، تهيج كيميائي، أو حالة مزمنة، كل هذه الأمور تم ربطها بازدياد احتمال الإصابة بالسرطان. عندما تبدأ الخلايا المناعية بإنتاج الالتهاب، يتدهور تنظيم المناعة ويخلق البيئة الأمثل لنمو الخلايا السرطانية.



7- قد يخرب الالتهاب نومك:

بينت إحدى الدراسات التي أجريت في 2009 أن الأشخاص الذين سجلوا نومهم لمدة أكثر أو أقل من المعدل ظهرت لديهم معدلات عالية من البروتينات المرتبطة في الالتهاب عند إجرائهم اختبار دم مقارنة بالأشخاص الذين سجلوا نوم ما يقارب 7.6 ساعات في الليلة. أنشأ هذا البحث ارتباطاً بين الاثنين (وليس سبباً ونتيجة)، لذا فإن مؤلف الدراسة لا يستطيع أن يؤكد ما إذا كان الالتهاب يؤدي إلى النوم لمدة أطول وأقصر أو العكس. كما ومن المحتمل تسبب قضية أخرى كامنة مثل التوتر الدائم أو المرض بهاتين الحالتين.



8- الالتهاب مضر لرئتيك:

قد يسبب الالتهاب في الرئة تجمع سوائل وتضييق مجرى الهواء مما يجعل التنفس صعباً. العدوى، الربو، ومرض الانسداد الرئوي (والذي يتضمن انتفاخ الرئة والالتهاب الشعبي) كلها تتميز بالتهاب الرئة. وقد تم الربط بين التدخين، التعرض للهواء الملوث أو المواد الكيمائية المنزلية، البدانة، واستهلاك اللحوم المعالجة بالتهاب الرئة.



9- يتلف الالتهاب اللثة:

يمكن للالتهاب أيضاً أن يعيث فساداً في فمك، إذ أنه قد يسبب التهاب اللثة المتكرر والذي ينتج عن تراكم البكتيريا. يسبب هذا المرض تبدد اللثة والهيكل العظمي المحيط بالسن الأمر الذي يضعفه ويتلفه. يسهم تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بشكل منتظم في الوقاية من التهابات اللثة. لا يقتصر التهاب اللثة على التأثير في صحة فمك فحسب إذ تظهر الدراسات ارتباطاً بين التهاب اللثة وأمراض القلب. يمكن للبكتيريا المتواجدة في الفم أن تحفز ظهور التهابات في أماكن أخرى من الجسم.



10- يزيد الالتهاب من صعوبة خسارة الوزن:

البدانة هي أحد المسببات الرئيسية للالتهاب في الجسم، وخسارة الوزن هي الطريقة الأكثر فعالية لمحاربته. لكن يصعب القيام بهذا الأمر أحياناً، إذ أن معدلات البروتينات المرتبطة بالالتهابات المرتفعة تجعل خسارة الوزن أكثر صعوبة. كبداية، يؤثر الالتهاب على إشارات الجوع ويبطأ عملية الأيض لذا يميل الفرد إلى تناول الطعام بشكل أكبر لكنه يحرق سعرات حرارية أقل. كما ويزيد الالتهاب من مقاومة الأنسولين (مما يزيد احتمال الإصابة بمرض السكري).

للمزيد من أحداث الدراسات التي تربط بين ممارستنا اليومية وأوضاعنا الصحية اطلعوا على المضمون المنشور تحت وسم #جسمي_يتفاعل.