وسط مؤشرات دولية لا تحبذ استخدام القوة ضد العراق لحمله على استئناف تعاونه مع فرق التفتيش الدولية دشن ويليام كوهين وزير الدفاع الامريكي جولة أوروربية وخليجية للتشاور بشأن الأزمة .. وفيما بدأ مجلس الأمن مشاورات حول مشروع قرار بريطاني يخلو من التهديد بشن ضربات عسكرية ضد بغداد حسب مصادر دبلوماسية, وصل وزير الدفاع الامريكي إلى السعودية حيث التقى الملك فهد بن عبدالعزيز عاهل السعودية الذي ابلغه رفض بلاده استخدام اراضيها لضرب العراق, وفقا لما اعلنه مصدر سعودي رفض ذكر اسمه, وفي الوقت ذاته أكدت موسكو على لسان سفيرها بالقاهرة معارضتها لاستخدام القوة تحت (أي مبرر) لتسوية الأزمة فيما شددت بكين على ضرورة (الحوار) داعية بغداد في الوقت ذاته الى التعاون مع المفتشين. من جانبه استعد العراق للاسوأ واكد انه وضع في حسابه وقوع كل شيء, فيما اعلن فلاديمير جيرنوفسكي, زعيم اليمين الروسي المتطرف عقب لقاء مع صدام حسين امس ان الاخير يشترط وضع جدول زمني لفك الحصار المضروب حول العراق قبل السماح للمفتشين باستئناف عملياتهم. وتكرارا لموقفيهما منذ نشوب الازمة لوحت واشنطن ولندن مجددا بأن استخدام القوة ضد العراق خيار غير مستبعد. في حين استدعت فرنسا ممثلها في بغداد للتشاور حول الأزمة ووجهت رسالة حازمة للعراق حول خطورة قراره بوقف التعاون مع لجنة التفتيش الخاصة. واعتبر وزير الدفاع الامريكي وليام كوهين ونظيره البريطاني جورج روبرتسون خلال لقاء امس بمطار هيثرو في لندن ان (جميع الخيارات مفتوحة) حيال العراق الذي اثار ازمة جديدة مع الامم المتحدة برفضه السماح للمفتشين بمراقبة ترسانته. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية ان الوزيرين اتفقا على اعتبار رفض صدام حسين التعاون مع الامم المتحدة غير مقبول ولقي تنديد مجلس الامن بالاجماع) . واعلن وزير الدفاع جورج روبرتسون (لدينا (طائرات) تورنادو تابعة لسلاح الجو عند الحدود مع العراق ونحن مستعدون. وقواتنا جاهزة ونبقى في حال تأهب) . وأكد كوهين قبل ساعات من وصوله الى منطقة الخليج ان كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع الازمة الجديدة بما في ذلك استخدام القوة لاجبار العراق على تنفيذ كل القرارات الدولية الصادرة بحقه وعلى رأسها التعاون التام مع فريق التفتيش الدولي عن اسلحة الدمار الشامل. وقال كوهين ان صدام حسين يخطىء كثيرا اذا ما ظن انه يستطيع تحدى الارادة الدولية لان المجتمع الدولى لن يسمح له بامتلاك اى نوع من اسلحة الدمار الشامل. واضاف كوهين بان الازمة الجديدة تزيد خطورة عن الازمات الاخرى وان الاستعدادات للتعاطي معها جاهزة منذ الازمة الاخيرة التي فجرها العراق في فبراير الماضي. ومن جهته اكد وزير الدفاع البريطانى ان بلاده متفقة تماما مع الموقف الامريكي وان القوات البريطانية مستعدة اكثر من اي وقت مضى للمشاركة في اي عمل عسكري ضد العراق. وقال روبرتسون ان بلاده لن تسمح لبغداد املاء شروطها على الامم المتحدة وانه يتوجب على الحكومة العراقية ان تعي (بأنها تلعب بالنار) اذا ما الغت تعاونها مع فريق التفتيش الدولي. واشار الوزير البريطاني الى وقوف كل الدول الاوروبية الى جانب الموقف البريطاني حيال الازمة الجديدة بين العراق والامم المتحدة وان بلاده اجرت مشاورات بهذا الصدد مع شركائها الاوروبيين الذين دعموا التوجهات الامريكية البريطانية اذا لم يرجع العراق عن قراره برفض التعاون مع المفتشين الدوليين. في غضون ذلك قالت مصادر عربية انه من المتوقع ان يجري وزير الدفاع الامريكي وليام كوهين مشاورات عاجلة في الكويت اليوم الاربعاء حول الأزمة. وذكرت المصادر ان كوهين سيصل الى الكويت قادما من السعودية في اطار جولة اقليمية يقوم بها حاليا. وفي أنقرة ذكر مصدر دبلوماسي تركي أمس ان وزير الدفاع الامريكي سيقوم الجمعة بزيارة خاطفة الى انقرة للتحادث مع المسؤولين الاتراك حول الأزمة بين العراق والأمم المتحدة. وبموازاة ذلك شرع مجلس الأمن في مناقشة مشروع قرار من المتوقع ان يدين العراق, لكنه لن يدعو للتحرك عسكريا ضده. ومن غىر المتوقع ان ىصدق المجلس على مشروع القرار قبل غد الخميس على اقل تقدير ومن المتوقع ان يدور حوله البيان الصحفى للمجلس السبت المقبل. وىطلب مشروع القرار من العراق العدول عن قراره حظر عمليات التفتيش ويصف تصرفات بغداد بأنها (انتهاك صارخ) يالمجلس. ويقول بيتر بيرلى رئيس دورة مجلس الامن الحالية (انا واثق من حرص المجلس على ان يجيء رد فعله لمثل تلك الاستفزازات العراقية قويا وايجابيا للغاية) . وحتي الان اتحد كل اعضاء مجلس الامن في موقفهم المناهض للعراق ومن بينهم روسيا والصين وفرنسا الاكثر تعاطفا مع انتقادات بغداد لباتلر ولجنته والتي تضغط من اجل رفع العقوبات. لكن من المشكوك فيه ان توافق اي من الدول الثلاث علي استخدام القوة التي هددت الولايات المتحدة وبريطانيا باللجوء اليها بموافقة المجلس او بدونها. وقال دبلوماسي غربي ان من المفترض ان يعكس المشروع الموقف الذي اتخذه مجلس الأمن السبت وندد فيه بقرار العراق وقف أي تعاون مع مفتشي لجنة الأمم المتحدة الخاصة المكلفة بنزع أسلحة الدمار الشامل العراقية (يونسكوم). علي الناحية الاخري استعد العراق للاسوأ وقال رئيس المجلس الوطني العراقي سعدون حمادي (ان العراق قد وضع في حسابه وقوع كل شيء, منذ ان اوقف تعاونه مع اللجنة الخاصة للامم المتحدة المكلفة نزع اسلحته المحظورة. واضاف حمادي (اننا نعرف ان امريكا ذات نوايا عدوانية لكن هذا لم يمنع العراق من ان يقف ويدافع عن مصالحه الحيوية ويعلن رأيه. وبدأ العراق امس عملية تعبئة لخوض (المعركة الاخيرة) قبل رفع الحظر. من جانب اخر قال فلاديمير جيرنوفسكي زعيم اليمين الروسي المتطرف الذي يزور العراق حاليا ان الرئيس العراقي صدام حسين يشترط جدولا زمنيا لرفع الحظر قبل ان يسمح للمفتشين بمعاودة انشطتهم. واضاف جيرنوفسكي بعد ساعتين من لقاء صدام ان الرئيس العراقي ليست لديه ايه مشكلة في مسألة مراقبة الاسلحة العراقية لكن فقط يريد معرفة متي سينتهي الحظر: هذا العام, ام العام المقبل ام القرن المقبل, واكد جيرنوفسكي ان العراق فعل كل مابوسعه لتطبيق قرارات الامم المتحدة لكن الامم المتحدة لم تفعل شيئا للعراق. ـ الوكالات