اعلن العراق امس ان عزت ابراهيم الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة نجا امس الاول من محاولة اغتيال فاشلة في كربلاء وجاء الكشف عن هذه المحاولة الخطيرة مع تصاعد(حرب الوثائق)بين بغداد والامم المتحدة حيث اكدت السلطات العراقية انها لا تمتلك وثائق بشأن نزع التسلح في حين هددت بريطانيا وامريكا مجددا باستخدام القوة ضد العراق في حال رفضه تسليم الوثائق لريتشارد باتلر رئيس لجنة التفتيش, واستضافت من جهة اخرى اجتماعا للمعارضة العراقية التي تعهدت من جهتها بتسريع الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين بدعم من بريطانيا وامريكا التي قالت انها لن تتردد في تعزيز قواتها وتوجيه رد فعل قوي ضد العراق بشأن (الوثائق) والمستندات المطلوبة والتي بحث امرها مجلس الامن في اجتماع مغلق عقده امس. واعلنت وكالة الانباء العراقية الرسمية امس ان عزت ابراهيم الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة (اعلى هيئة قيادية فى العراق) نجا امس الاول من محاولة اغتيال فى كربلاء (على بعد 100 كلم جنوب بغداد). وقالت الوكالة (تعرض عزت ابراهيم الى محاولة اغتيال غادرة فى مدينة كربلاء صباح الاحد) . واضافت الوكالة لقد (نجا منها ولم يصب بأى سوء) . وتابعت الوكالة (ان الحادث وقع عندما وصل عزت ابراهيم في الساعة 10,30 من صباح الاحد الى ضريح الامام الحسين قبل ان يحضر احتفالا بذكرى ميلاد الامام الحسين الذي يصادف ايضا يوم كربلاء) ممثلا الرئيس صدام حسين. واضافت الوكالة (واثناء ترجل النائب من السيارة لمصافحة المستقبلين وبحضور اعداد غفيرة من الجماهير التي تجمعت للمناسبة اطلقت على الموقع قنلبتان يدويتان) . وتابع المصدر نفسه (وادى الحادث الى اصابة عدد من رجال حماية النائب والحاضرين وعدد من المواطنين بجروح ... ولاتزال التحقيقات جارية للقبض على مرتكبي الجريمة) ولم يشر المصدر إلى هوية المنفذين. وختمت الوكالة ان المسؤول العراقي (واصل برنامجه بعد الحادث حيث حضر الاحتفال والقى كلمة نيابة عن الرئيس العراقي) . وعرض التلفزيون العراقي مشاهد يظهر فيها عزت ابراهيم وهو يشارك في صلاة استسقاء في احد مساجد العاصمة بغداد. وتزامن هذا الحادث مع تصعيد في (حرب الوثائق) حيث قال مبعوث العراق لدى الامم المتحدة نزار حمدون ان بلاده لا تملك اي وثائق اضافية يعتقد العراق انها متعلقة بنزع التسلح. وكان حمدون يتحدث للصحفيين عقب تسليمه رسالة لرئيس مجلس الامن اعطى العراق فيها مزيدا من التفاصيل بشأن الوثائق التي طلبها ريتشارد باتلر رئيس لجنة التفتيش عن الاسلحة من العراق والتي قال العراق انها لا وجود لها او انها لا علاقة لها بعمل المفتشين. وفي بغداد اعتبر وكيل وزارة الخارجية العراقية رياض القيسي ان مطالبة رئيس لجنة الامم المتحدة الخاصة بوثائق حول برنامج التسلح الكيميائي العراقي (غير مبررة على الاطلاق) . واكد القيسي في مؤتمر صحافي في بغداد ان مسألة الوثائق التي يطالب بها باتلر سويت مع خلفه رولف ايكيوس مما يثبت ان (مطالبه غير مبررة على الاطلاق) . وفي نيويورك بدأ مجلس الامن الدولي اجتماعا مغلقا امس لبحث رفض العراق تسليم مجموعة من 12 وثيقة تتعلق بسلاح العراق الكيميائي والجرثومي والباليستي. وقال السفير البريطاني جيريمي جرينستوك قبل بدء الاجتماع (اعتقد ان مجلس الامن سيبدي قلقه الشديد ازاء هذا الموضوع) . واضاف ان بغداد (وعدت ثلاث مرات في الخامس عشر من نوفمبر بتعاون كامل غير مشروط) . وافاد دبلوماسي غربي ان اعضاء مجلس الامن الـ 15 سيحثون العراق عبر اعلان صحافي على التقيد بالتزاماته. وجاءت هذه التطورات مع عودة براكاش شاه ممثل الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان إلى بغداد لحضور تسليم الوثائق الكيماوية واعلان مسؤول عراقي ان خبراء نزع السلاح التابعين للامم المتحدة قاموا امس بـ (عمليات تفتيش مفاجئة) في ثمانية مواقع عراقية بينها موقع خاضع للمراقبة الدائمة. وفي لندن قال مسؤولون بريطانيون ان بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية قد تقرران توجيه ضربة الى العراق بعد قيام صدام حسين بعرقلة عمل المفتشين الدوليين فى العراق مرة اخرى. وقالوا ان رئيس الحكومة البريطانية تونى بلير والرئيس الامريكى بيل كلينتون يتوقع ان يناقشا احتمال توجيه ضربة للعراق فى حال عدم موافقة السلطات العراقية على تسليم وثائق مهمة الى اللجنة الدولية المكلفة ازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية (يونسكوم) . من جانبه قال متحدث باسم الخارجية البريطانية انه بغض النظر عن ادعاءات العراق حول موضوع الوثائق المطلوبة فان بريطانيا تنتظر رأى لجنة اليونسكوم فى هذا الموضوع. وعلى الصعيد نفسه قال وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانى ديريك فاتشيت فى حديث لشبكة (بى بى سى) الاذاعية انه اذا استمر العراق فى رفض تسليم الوثائق المطلوبة فان العواقب ستظهر بسرعة مضيفا انه (من المهم جدا ان يظهر العراق احترامه لتعهداته) . وفي واشنطن اكد وزير الدفاع الامريكى وليم كوهين ان استمرار النزاع حول الوثائق العراقية الخاصة بأسلحة الدمار الشامل او عدمه سيعتمد على الوثائق التى يحصلون عليها ونتائج عمليات التفتيش على الاسلحة التى يقومون بها, مضيفا ان واشنطن لن تتردد في تعزيز قواتها بالمنطقة لتوجيه رد فعل قوي ضد العراق اذا اقتضى الامر ذلك. من جهة أخرى تعهدت جماعات المعارضة العراقية امس بالعمل مع بريطانيا والولايات المتحدة بهدف الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. وقال نبيل الموسوي العضو البارز في المؤتمر الوطني العراقي بعد اجتماع لجماعات المعارضة العراقية في وزارة الخارجية البريطانية (بحثنا سبل العمل سويا كمعارضة عراقية00 لانهاء حكم النظام العراقي بأسرع ما يمكن) . واضاف (كان اجتماعا مفيدا جدا) . وقد استضاف ديريك فاتشيت الوزير بوزارة الخارجية البريطانية المحادثات مع 15 جماعة عراقية معارضة مختلفة مقرها لندن. ويأتي الاجتماع في اعقاب قرار بريطانيا الولايات المتحدة بالعمل مع المعارضة العراقية في الخارج من أجل تحسين فرص الاطاحة بصدام. وقد شهد اجتماع المعارضة العراقية المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق والتي تتخذ من طهران مقرا لها فيما قاطعته جماعتان تتخذان من سوريا مقرا, واتهمتا واشنطن ولندن بالتدخل في شؤون العراق الداخلية. من جانبها قالت الكويت ان لديها اتصالات جيدة مع بعض جماعات المعارضة العراقية لكن اسقاط الرئيس العراقي صدام حسين شأن عراقي داخلي. وقال الشيخ صباح الاحمد الصباح وزير الخارجية الكويتي والقائم بأعمال رئيس الوزراء (لا علاقة للكويت بأي حدث يتم داخل العراق لان ذلك يتعلق بالشعب العراقي نفسه) . ــ الوكالات