يشيع المغرب اليوم بمشاركة زعماء العرب والعالم العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني الذي وافته المنية امس الاول اثر نوبة قلبية وتم التوقيع على وثيقة مبايعة نجله الامير محمد السادس الملقب بأمير الفقراء , ملكا للبلاد فيما عقدت الحكومة المغربية اجتماعا طارئا لوضع ترتيبات التشييع وسط مظاهر صدمة وفجيعة سيطرت على الشارع المغربي. وفيما اعلن رسميا عن ا قامة الحداد في عموم المغرب لمدة اربعين يوما وتنكيس الاعلام في جميع الدوائر الرسمية وشبه الرسمية والسفارات والقنصليات المغربية في الخارج, قالت وزارة القصور الملكية والاوسمة في بيان اصدرته امس انه: نظرا لرغبة العديد من الوفود في حضور مراسم تشييع الجنازة, تقرر تأخير مراسيم تشييع الجنازة إلى وقت صلاة العصر من اليوم الاحد, لكن وكالة رويترز نقلت عن رئيس وزراء المغرب عبدالرحمن اليوسفي قوله ان التشييع سيبدأ في الساعة العاشرة من صباح اليوم بتوقيت المغرب. وكان ولي العهد الامير محمد نعى في خطاب مقتضب نقله التلفزيون المغربي والده الملك الحسن الثاني متأثرا بنوبة قلبية بعد دخوله المستشفى اثر اصابته بالتهاب رئوي حاد. وتولى ولي العهد مقاليد الحكم مباشرة بعد اعلان نبأ وفاة الملك الحسن الثاني باسم امير المؤمنين الملك محمد بن الحسن بن محمد, ونقل التلفزيون صباح امس السبت مراسيم التوقيع على (وثيقة البيعة) التي جرت في قاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط, ووقع الوثيقة النجل الثاني للملك الراحل الامير رشيد وابنا شقيقه عبدالله الاميران هشام واسماعيل ورئيس الحكومة وكل من رئيس مجلس النواب ومجلس المستشارين والوزراء ومستشاري الملك الراحل ورؤساء المجالس العلمية ورئيس المجلس الاعلى للقضاء والوكيل العام للملك ورئيس المجلس الدستوري وكبار ضباط الجيش والقوات المسلحة والمدير العام للامن ورؤساء الاحزاب السياسية والحاجب الملكي ومدير الامانة الخاصة الملكية ومدير التشريفات الملكية. وفي اول ظهور علني له منذ وفاة والده عرض التلفزيون المغربي لقطات للعاهل الجديد امس امام مئات من الاشخاص الذين تجمعوا امام سور القصر الملكي في الرباط للتعبير عن حزنهم. وظهر الملك في المشاهد يقوم بجولة صغيرة امام النساء والرجال الباكين قبل ان يصعد الى سيارته, وذكر التلفزيون المغربي ان الملك اراد عبر هذه البادرة شكر الحشود المغربية. ويستهل الملك المغربي الجديد حكمه مدعوما برصيد شعبي هائل حيث يلقبه المغاربة بأمير الفقراء نظرا لتخليه عن المظاهر البرتوكولية وحرصه على الاختلاط بابناء الشعب, كما يتسم بالفصاحة التي ادهشت القادة العرب خلال مشاركاته في مناسبات عديدة. وعقدت الحكومة المغربية برئاسة رئيس الوزراء عبدالرحمن اليوسفي اجتماعا طارئا امس لوضع ترتيبات تشييع الملك الراحل. وقالت مصادر مطلعة ان كل وزير اعطى تعليمات لضبط عمل قطاعه, وخصوصا لضمان تأمين توزيع المواد الغذائية والمحروقات كالمعتاد. وتم توزيع الوزراء وكبار المسؤولين بين الرباط والدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للبلاد (مئة كلم جنوب غرب الرباط تقريبا) لاستقبال (الوفود الاجنبية العديدة) . من جهة اخرى, افاد مصدر بلدي في مراكش ان جميع المدن ستقيم مراسم تأبين تكريما لذكرى الملك. واعلن ضابط في سلاح الجو المغربي واخر في قوى الدرك ان جميع الضباط تلقوا اوامر بالعودة إلى ثكناتهم. ولليوم الثاني على التوالي يسيطر الوجوم على الشارع المغربي الذي بوغت بنبأ وفاة الملك الحسن الثاني في وقت كان يبدو فيه بصحة لا تدعو إلى القلق خصوصا وانه قام بعدة نشاطات منذ عودته من زيارته لفرنسا, حيث استقبل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في ختام جولته المغاربية وكلا من الرئيس الجابوني الحاج عمر بانجو ورئيس الكونجو دنيس ساسو نجيسو اللذين كانا يقومان بزيارة خاصة للمغرب. ومنذ اعلان نبأ الوفاة نزل المواطنون المغاربة إلى الشوارع للتعبير عن الحزن والاسى لوفاة ملكهم وتأكيد ولائهم للملك الجديد, واقفلت المحال التجارية والمقاهي والمطاعم ابوابها فور تأكيد النبأ الذي كان عدد من القنوات الفضائية العربية تناقلته قبل خطاب ولي العهد. وبدا المغاربة غير مصدقين الموجات الاولى من الاشاعات التي سرت عن وفاة الملك الحسن الثاني في اعقاب قيام التلفزيون ومحطات الاذاعة المغربية بقطع برامجها وتقديم تلاوات من القرآن الكريم, رغم انها كانت اذاعت قبل وقت قصير بيانا لوزارة القصور الملكية والاوسمة يعلن فيه عن دخول الملك إلى مستشفى ابن سينا في الرباط لاجراء فحوصات اثر تعرضه لضيق في التنفس. ويذكر ان الملك الحسن الثاني كان دخل المستشفى خلال زيارته الاخيرة للولايات المتحدة الامريكية عام 1995 لاصابته بالتهاب رئوي وفقا للبيانات الرسمية المغربية, الا ان بعض الشائعات راجت عن اصابته بسرطان في القصبات الهوائية, ومع تأجيل زيارته الرسمية لفرنسا عام 1996 تزايدت التكهنات حول حالته الصحية, وظل الزعيم الراحل يؤكد في تصريحاته للصحافة الدولية على انه في صحة جيدة, واجاب مرة احد سائليه بهذا الخصوص (ان الالتهاب الرئوي الذي عانيت منه ربما كان مظهرا لاهمالي لصحتي لانني عنيد بعض الشيء واحب كثيرا ممارسة الرياضة وخاصة السباحة في اي وقت كان) . في هذه الاثناء اعلنت كافة الدول العربية الحداد ونكست الاعلام فيما تأهب عدد من قادتها للمشاركة في تشييع جنازة الملك الراحل بعد ظهر اليوم, فيما تنافست عواصم العالم على الاشادة بمآثر الفقيد الكبير واطناب دوره في خدمة بلاده وقضايا العالم. الرباط ــ رضا الاعرجي