أشعلت مشادة بسيطة نشبت بين مصري وعامل بنجالي في الكويت أعمال شغب واسعة النطاق في صفوف الجالية المصرية إثر تدخل قوات الأمن الكويتية لإخمادها واشتباكها مع المتظاهرين. وأصيب ما يقرب من مئة شخص وتم اعتقال ألف آخرين في الاحداث التي شهدت منطقة خيطان بدايتها أمس الأول . وفي اطار جهود احتواء الموقف اعتبر رئيس الوزراء المصري عاطف عبيد الاحداث انها تعود الى حادث فردي من احد افراد الجالية المصرية في الكويت ولا يؤثر على العلاقات بين البلدين. فيما اتصل وزير الخارجية المصري عمرو موسى مساء أمس بنظيره الكويتي الشيخ صباح الأحمد للاطلاع على حقيقة الأحداث وذلك قبيل توجه وزير القوى العاملة المصري أحمد العماوي الى الكويت اليوم لمتابعة تطورات الموقف. و قام ما يقرب من خمسة آلاف غاضب مصري بإحراق سيارات وتدمير منازل ردا على لجوء القوات الكويتية الى استخدام المروحيات وإطلاق النار في الهواء والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. ولم تفلح جهود السفارة المصرية بالكويت في تهدئة المصريين الذين تجمعوا وباتوا الليل في الشوارع مطالبين بحضور عمرو موسى احتجاجا على تدخل بعض المواطنين الكويتيين في الأحداث وذلك قبل ان يستأنفوا احتجاجاتهم العنيفة في اليوم الثاني (أمس). وكانت مشادة بين عامل مصري وآخر بنجالي يعمل بائعا في محل سوبر ماركت الشرارة الأولى لاندلاع أعمال الشغب المؤسفة, حيث وجه البنجالي ألفاظا نابية للمصري الذي سقط من يده طبق صيني على الأرض وتحطم مما كان فاتحة مشاجرة كبيرة انضم إليها زملاء الفريقين واستدعاء قوات الشرطة الكويتية التي ألقت القبض على عشرات المصريين في البداية, مما زاد من غضب المصريين المقيمين بمنطقة خيطان ومعظمهم من الصعايدة في جنوب مصر. وقد تفقد وزير الداخلية الكويتي الشيخ محمد خالد الصباح مسرح الأحداث ليلة أمس الأول, كما زار المنطقة الشيخ صباح الأحمد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وتلقى تقريرا بها في الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء أمس. وكانت الحكومة الكويتية استدعت السفير المصري بالكويت وجدي أبوزيد وبحثت معه سبل احتواء غضب الجالية المصرية ومعالجة الموقف. واجتمع السفير الذي كان محاطا بحماية مشددة بالفعل مع مثيري أعمال الشغب لكنه فشل في تهدئتهم. ولاحقا ذكر مصدر أمني كويتي لـ (البيان) ان الوضع بات تحت السيطرة نسبيا لكنه لم يستبعد تجدد أعمال الشغب مع حلول ظلام ليلة أمس. وأكد المصدر ان السلطات الأمنية الكويتية قررت التعامل مع الوضع بحزم شديد في حال تفجر الموقف من جديد. وامتنع عن التأكيد على ما اذا كانت تلك الأحداث قد انتهت أم لا رغم قوله انها شارفت على الانتهاء, ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن مصدر آخر قوله (انه بناء على أمر من القيادة تم اطلاق سراح غالبية الذين تم إلقاء القبض عليهم والطلب منهم العودة إلى منازلهم باستثناء من تسبب بأحداث الشغب حيث سيتم احالتهم الى جهات التحقيق. وناشد المصدر المواطنين الكويتيين والمقيمين عدم التجمهر والتجمع وعدم عرقلة عمل الأجهزة الأمنية. وقامت الشرطة الكويتية بتطويق خيطان ومنعت الصحفيين من دخول الحي وصادرت أفلام الصور التي التقطوها لرجال الشرطة وهم يعتقلون المتظاهرين الذين كانوا يلقون الحجارة. ومن جانبه أعرب مجلس الوزراء الكويتي عن استنكاره للأحداث كما أبدى شكره للجهود التي بذلتها وزارة الداخلية الكويتية لاحتوائها. وفي القاهرة اعتبر الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء المصري أحداث الخيطان عملا فرديا صادرا من أحد أفراد الجالية المصرية, لم يحسن التعامل معه من قبل بعض الأشخاص, وقال عبيد انه تحدث هاتفيا مع الشيخ سعد العبدالله ولي العهد ورئيس الوزراء الكويتي, وطمأنني تماما على المصريين هناك. وقال عبيد ان سعد العبدالله أخبره ان الكويت تعتبر المصريين الموجودين على الاراضي الكويتية هم كويتيون, وانهم يلقون كل الرعاية من الحكومة الكويتية, وأشار عبيد الى انه أكد لولي العهد الكويتي حرص مصر على استقرار وأمن الكويت وان من يخالف القانون الكويتي يجد محاسبته, ومن لا يحصل على حقوقه هناك فإن الحكومة الكويتية تسهل له الحصول عليها. وأضاف عبيد ان الحادث لن يكون له أي تأثير على العلاقات المصرية الكويتية. وعلى صعيد متصل وفي وقت لاحق اتصل وزير الخارجية المصري بنظيره الكويتي مساء أمس, وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط أن الوزير الكويتي اوضح انه قد تم احتواء الموقف وعاد الهدوء للمنطقة وأنه لاتوجد حالات ترحيل لمواطنين مصريين ولكن قد تضطر السلطات الكويتية الى ترحيل بعض الأفراد المخالفين لقانون الاقامة بالكويت. جدير بالذكر انه يوجد نحو ربع مليون مصري يعملون في الكويت, الا ان معدل البطالة مرتفع بينهم حيث لا يستطيع بعضهم العثور على عمل بسهولة. وقررت الحكومة المصرية ارسال وزير القوى العاملة أحمد العماوي الى الكويت اليوم على رأس وفد يضم مندوبين من وزارات الخارجية والداخلية لمتابعة تطورات الأحداث. كما أصدرت الخارجية المصرية بيانا قالت فيه انها تتابع بقلق الحادث الذي جرى بالكويت الشقيق نتيجة وقوع بعض المصادمات التي كان بعض أبناء الجالية المصرية طرفا فيها. وقد أجرت الوزارة اتصالات مكثفة بالسلطات الكويتية المعنية. وقالت الوزارة انها اذ تعرب عن أسفها لما حدث, تشير الى العلاقات الوثيقة بين مصر والكويت والروابط القوية بين شعبي البلدين. كما تعرب عن ثقتها الكاملة في رعاية السلطات الكويتية لأبناء الجالية المصرية في هذه الظروف مع الحرص على ان يظل الحادث في اطاره الذي لا يمس جوهر العلاقات. الكويت ـ أنور الياسين القاهرة ـ مكتب البيان