وقعت المملكة العربية السعودية واليمن في جدة أمس على معاهدة الحدود الدولية البرية والبحرية في خطوة مثلت مفاجأة لأكثر المراقبين والمتابعين لمسار المفاوضات تفاؤلا في اليمن.ويتوقع أن تسفر المعاهدة النهائية والدائمة التي لم يكشف عن تفاصيلها بعد عن اسدال الستار، عن نزاع بين البلدين دام أكثر من 66 عاما وتطور غير مرة إلى اشتباكات ومناوشات حدودية بين الطرفين. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أمس ان الاتفاق وقعه في جدة أمس بحضور الرئيس علي عبدالله صالح وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وزيرا خارجية البلدين عبدالقادر باجمال والأمير سعود الفيصل. وأضافت ان قادة البلدين عبروا في كلمات متبادلة عقب توقيع المعاهدة عن ارتياحهم لهذه النتيجة واعتبروا انها سوف ترسي أساسا جديدا للعلاقات بين البلدين تنطلق منه إلى آفاق أوسع من التعاون والتكامل. واستقبلت الأوساط الشعبية اليمنية نبأ توقيع المعاهدة بارتياح خاصة بعدما تردد ان المعاهدة تشمل بنودا تتعلق بقضية التبادل التجاري البيني وعودة العمالة اليمنية إلى السعودية وهو ما لم يتأكد بعد, فيما عبرت قيادات في المعارضة عن صدمتها من توقيع معاهدة بهذه الأهمية دون أن يتم اشراك الأحزاب والقوى الوطنية أو على الأقل اطلاعها بمضامينها. وقال الرئيس اليمني في مؤتمر صحفي عقب توقيع المعاهدة ان الاتفاقية ستفتح صفحة جديدة في العلاقات اليمنية ـ السعودية وستنهي المشاكل بين البلدين مؤكدا انها اتفاقية مرضية ونهائية مشيرا الى ان زيارة الامير عبدالله الى اليمن مؤخرا فتحت الطريق لتوقيع المعاهدة. وجاء في البيان المشترك الذي اصدره الجانبان عقب التوقيع انه في اطار الرغبة الصادقة المشتركة في ايجاد حل اخوي وودي لمسألة الحدود بين البلدين وقع وزيرا خارجية البلدين على معاهدة حدودية دولية نهائية ودائمة للحدود البرية والبحرية وتم الاتفاق على تحديد الاحداثيات الجغرافية لكامل خط الحدود وذلك للجزء الذي شملته معاهدة الطائف وتقارير الحدود الملحقة بها والجزء الذي لا تشمله معاهدة الطائف كما تم تعيين الحدود البحرية بين البلدين. ويعني ذلك ان نقاط الخلاف المتعلقة بالخط الحدودي بين جبل ثأر شرقا ورأس المعوج على البحر الاحمر غربا تم حسمها ولكن دون معرفة ما اذا كان قد اخذ بالتصور السعودي ام اليمني في هذه المسألة. وكان الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي عهد السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني عقد اجتماعا ثنائيا مغلقا مساء أمس الأول مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أعقب جلسة المباحثات الرسمية التي عقدت بين الجانبين في الليلة ذاتها. وذكرت وكالة الأنباء السعودية ان الجانبين استعرضا في جلسة المباحثات العلاقات الأخوية بين المملكة واليمن وطرق تنميتها بما يخدم مصلحة البلدين في كافة المجالات اضافة إلى استعراض شامل للقضايا الراهنة بمنطقة الشرق الأوسط والعالمين العربي والاسلامي وأهم المستجدات على الساحة الدولية. وكان الرئيس اليمني الذي وصل السعودية مساء أمس الأول التقى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. وأكد لدى وصوله جدة رغبته القوية في ايجاد حل أخوي ومرض لما تبقى من مسألة ترسيم الحدود بين اليمن والسعودية في أقرب وقت طبقا لمعاهدة الطائف ومذكرة التفاهم المشتركة.