وقعت المملكة العربية السعودية والكويت أمس اتفاقية لترسيم الحدود البحرية في منطقة الجرف القاري حيث يوجد حقل الدرة الغازي المتنازع عليه مع إيران, واعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل توقيع الاتفاقية يوما سعيداً في علاقات السعودية والكويت, معرباً عن امله في حل النزاع مع إيران على حقل الدرة وفقا لموقف سعودي ـ كويتي مشترك وبالطرق الودية, في حين رحب مجلس الوزراء الكويتي بالاتفاق معرباً عن ارتياحه الكامل. فقد وقع والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الاحمد بعد ظهر امس اتفاقية بشأن المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بين الكويت والمملكة العربية السعودية بحضور امير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح وولي العهد السعودى ونائب رئيس الوزراء ورئيس الحرس الوطنى الامير عبدالله بن عبدالعزيز. وقال مصدر قريب من المفاوضات ان الكويت احتفظت بالسيطرة على جميع الجزر الصغيرة غيرالمأهولة في الخليج بموجب الاتفاق مع السعودية على ترسيم الحدود المشتركة البحرية بينهما. وأضاف المصدر نفسه لوكالة فرانس برس ان (جميع الجزر الصغيرة بقيت تحت السيطرة الكويتية) مضيفا ان (الحدود البحرية تقع بالتأكيد إلى الجنوب من آخر جزيرة كويتية) . وتابع المصدر يقول ان (الكويت وافقت من جانبها على ان تكون حدودها البحرية ميلا بحريا واحدا إلى الجنوب من جزيرة قاروه (12 ميلا من الساحل الكويتي الجنوبي بدلا من ثلاثة اميال كانت تطالب بها) وينهي الاتفاق مع الكويت مشاكل ترسيم الحدود بين السعودية وجيرانها. وكانت المملكة قد وقعت الشهر الماضي اتفاقا حدوديا مع اليمن بعد سنوات من النزاع حول هذه الحدود. وكان الخلاف حول كيفية اقتسام ثروات حقل الدرة قد أدى إلى تعثر المفاوضات بين السعودية والكويت خلال السنوات القليلة الماضية. وقال الأمير سعود الفيصل في تصريحات للصحفيين اثر توقيع الاتفاقية ان هذا هو الشيء الطبيعي الذي يحدث بين البلدين الشقيقين في أي قضية تكون عالقة بينهما يقومان بحلها بالطرق المحببة بالنفس وبالطرق التي ترضي الضمير. واعتبر وزير الخارجية السعودي توقيع هذه الاتفاقية بين السعودية والكويت يوما سعيدا فى العلاقات الثنائية وانه يوم من ايام عديدة اكثر بناء واكثر تركيزا على القضايا التى تجمعنا وبناء صرح من هذه العلاقات التى تتماشى مع تطلعات البلدين. وفى رده على سؤال حول بنود الاتفاقية اجاب الامير سعود الفيصل: لا حيثيات ولا غير حيثيات اتفقنا على انهاء تقسيم المنطقة المحايدة وكان باقي فقط الحدود البحرية وانتهت اليوم (أمس). وعن رأيه فى توقيع السعودية اتفاقيتين حدوديتين فى اقل من شهرين في اشارة الى اتفاقها الحدودي الاخير مع اليمن وأمس مع الكويت قال الامير سعود ان هذه ليست تجربة سعودية فقط نحن دولة عقدنا اتفاقية مع اليمن, فكانت هناك دولتان مسئولتان عن هذا الانجاز كما ان الكويت والسعودية مسئولتان عن هذا الانجاز وليست السعودية فقط. واضاف وهذا شيء يجعلنا نستبشر خيرا بالنسبة للقضايا العالقة. وحول حقل الدرة البحري للغاز ودور ايران قال الامير سعود الفيصل هناك موقف مشترك بين السعودية والكويت مع الجارة ايران وسوف تحل انشاء الله قضية تحديد الحدود بنفس الطرق السلمية والودية التى حلينا فيها مشاكل القضايا العالقة السابقة. ومن جانبه رحب مجلس الوزراء الكويتي في اجتماعه برئاسة الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح بالاتفاقية. وقال محمد ضيف الله شرار وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء ومجلس الأمة ان المجلس استهل اعماله باستعراض فحوى اللقاءات والاجتماعات التي يقوم بها ولي العهد السعودي ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خلال زيارته للكويت. وأضاف القول ان المجلس يجدد ترحيبه البالغ بهذه الزيارة ويتمنى للضيف الكبير والوفد المرافق له طيب الاقامة في البلاد بين اهلهم وذويهم, مؤكدا على اهمية هذه الزيارة والتي سيكون لها اكبر الاثر في تعميق اواصر الاخوة التي تربط بين قيادتي وشعبي البلدين. وقال ان المجلس اعرب عن ارتياحه للاتفاق الكامل وتطابق وجهات النظر التي سادت المباحثات حيال جميع القضايا الاقليمية والعربية والعالمية والتي تجسد متانة وعمق العلاقات الكويتية السعودية وتؤكد رسوخ جذورها التاريخية والتي ابرزها تتابع الأحداث قديما وحديثا. الوكالات