تطأ اقدام الرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل ارض لبنان اليوم بعد غياب دام 12 عاما امضاها رهن الاقامة الجبرية في باريس. وقال الجميل للصحفيين بالعاصمة الفرنسية قبل ساعات من عودته المفاجئة ان توقيت العودة مسألة فرضتها ظروف خارجة عن ارادته وانه هو نفسه لم يحدد هذا الموعد. ولن يشارك في اللعبة السياسية الضيقة في لبنان على حد قوله. على الناحية الاخرى, في بيروت التي التزمت صمتاً ثقيلاً بشأن العودة ألمح البعض الى ان احتمالات اعتقال الجميل أو تعرضه لاعتداء مازالت مفتوحة. وقالت مصادر ان امين الجميل اجرى بعد ظهر امس من باريس اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد (لم يكلمه مباشرة) وانما عن طريق آخرين ليعزي بوفاة والده الراحل ويعتذر عن عدم المشاركة بالجنازة التي اجريت قبل حوالي شهرين. كذلك اجرى اتصالين (الاول بالقصر الجمهوري طالباً موعداً لمقابلة الرئيس اميل لحود, والثاني بالبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير مشدداً على تأييده لمواقفه. وابلغ نجل الجميل, بيار, وهو مرشح للانتخابات النيابية (البيان) ان والده قرر العودة وفق قرار حر وشخصي من دون ان يجري اي تحضيرات لذلك) . ويضيف بيار الذي قضى عمه رئيس الجمهورية بشير في تفجير مكتبه قبل تسلمه المهام الدستورية عام, 1982, (ان مكان والدي امين في بيته في بكفيا لا في المنفى, وهو يعود اليوم وقد ألقى خلفه كل الخصومات السياسية) . وفي تصريح خاص ينقله بيار, يقول الرئىس الاسبق لـ (البيان) : (في الماضي كانوا يقولون انني كأمين الجميل ممنوع من العودة الى لبنان لأسباب انتخابية من هنا أو من هناك ـ صبرت ـ ومؤخراً نصحوني بعدم المجيء الى سوريا للمشاركة في توديع الراحل الكبير حافظ الاسد, لأنني سأواجه صعوبات في مطار بيروت (لم يحددها). لكن الى متى ابقى خارج لبنان. انا رئيس سابق للجمهورية. بشار الاسد اراد مني المشاركة بوداع الراحل والده. البطريرك صفير يريدني ان أعود. السلطات اللبنانية لم تعلن اي محظور ضدي. متى سأعود؟ اني عائد غداً (اليوم). واتحدى ايا كان ان يوقفني او يخيفني بسخافة فتح الملفات فليفتحوا ما يريدون, ونحن جاهزون) وفق ما ابلغه لـ (البيان) في المتن بيار امين الجميل بعد ظهر امس. من جانبه وفي تصريحات اخرى نفى امين الجميل سليل اكبر العائلات المارونية في لبنان والذي تولى الرئاسة عقب اغتيال شقيقه بشير الجميل في ذروة الحرب الاهلية اللبنانية في نهاية الثمانينيات, أن يكون تم اتفاق بينه وبين احد من المسئولين اللبنانيين على العودة.. وقال انه لظروف معينة حدثت ضجة كبرى فى لبنان منذ ايام بعد حادثة منعى من العودة للبنان مؤخرا للتوجه الى مدينة القرداحة السورية للمشاركة فى ذكرى الاربعين للرئيس الراحل حافظ الاسد مما اثار رد فعل شعبيا ورسميا فى لبنان. وأضاف أنه على ضوء ذلك ظهرت تصريحات علنية من الرئيس اللبنانى العماد اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سليم الحص ووزير العدل تؤكد ان ما حدث خطأ غير مسموح, وانه ليس هناك ما يمنع أى لبنانى من العودة الى بلاده ولا سيما امين الجميل.. مشيرا الى أنه اعتبر هذه التصريحات نوعا من فتح الطريق الواضح امام عودته الى لبنان. وردا على سؤال حول الدعوة لانتشار الجيش اللبنانى فى الجنوب بعد انسحاب القوات الاسرائيلية وتمديد مهلة قوات الطوارىء الدولية فى الجنوب اللبنانى.. قال الرئيس اللبنانى الاسبق كما نقلت عنه وكالة انباء الشرق الاوسط ان كل يوم يتأخر فيه الجيش اللبنانى عن الانتشار فى الجنوب يؤثر على الوضع اللبنانى برمته لان دخول الجيش فى الجنوب يحقق عدة اهداف اساسية منها البعد الاستراتيجى لمواجهة اسرائيل والتأكيد على ان لبنان مصمم على تحمل مسئولياته وان ارضه غير مباحة اضافة الى فرض الامن الرسمى والشرعى فى المنطقة التى تشهد الآن نوعا من (الفلتان الميليشياوى) غير المقبول. وأضاف الجميل ان الهدف الثالث لانتشار الجيش اللبنانى فى الجنوب اللبنانى وطنى بحت لان الجيش بتركيبته الذاتية وطريقة انتشاره يشكل اللحمة بين كل اطراف الشعب والفئات اللبنانية المتواجدة على أرض الجنوب.. مشيرا الى ان وجود الجيش فى هذه المنطقة يعزز ويحمى تلاحم هذه الفئات. وقال الرئيس اللبنانى الاسبق انه لا توجد اية حجة مقبولة وجدية تحول دون انتشار الجيش اللبنانى فى الجنوب بعد انسحاب القوات الاسرائيلية. وأكد أمين الجميل أن الجيش اللبنانى يجب أن يقوم بدوره فى الجنوب أو لا يكون له دور على الاطلاق.. مشيرا الى أن انتشار الجيش سيعزز ثقة العالم فى لبنان وفى قدرته على الامساك بزمام الامور ويشجع اصدقاء لبنان على المساهمة فى اعادة انماء الجنوب لاعماره بعد ان قضى 25 عاما خارج اطار الدولة. وقال ان الجنوب اللبنانى بحاجة لوثبة انمائية كما ان الشعب المقيم هناك لجرعة اقتصادية لكى ينهض بمنطقته ويعيد بناء ما تهدم خلال سنوات الحرب. وردا على سؤال عما اذا كان سيتوجه الى سوريا بعد عودته للبنان لتقديم واجب العزاء للرئيس بشار الاسد لوفاة والده.. قال الرئيس اللبنانى الاسبق امين الجميل ان واجب العزاء قائم فى اية لحظة وكل شيء مرهون بوقته.. مشيرا الى عدم وجود خطة لديه الان سوى العودة الى لبنان وبعد ذلك يتم بحث كل الامور. بيروت ـ وليد زهر الدين ، باريس ـ طوني شاميه