طالبت المملكة العربية السعودية امس العراق بتسليمها خاطفي الطائرة السعودية اللذين استسلما للسلطات العراقية بعد ان افرجا عن الركاب في اعقاب مفاوضات قصيرة. وقالت انها لن تساوم على مسألة تسليم الخاطفين ونفت ان تكون لديهما دوافع سياسية او اتصالات مع جهة خارجية. وفي بيان صدر في ختام اجتماعه الاسبوعي, عبر مجلس الوزراء السعودي عن (ارتياحه لعودة الطائرة السعودية المختطفة وسلامة ركابها) الذين عادوا فيما بعد الى الرياض قبل ان يكملوا رحلتهم الى لندن. وطالب المجلس السلطات العراقية (بتسليم المختطفين وفقا للاتفاقيات والمعاهدات العربية والدولية التي تنص على تسليم مختطفي الطائرات وممارسي الارهاب الى دولهم). وكان وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز طالب في مؤتمر صحفي عقده ليل الاحد الاثنين السلطات العراقية بتسليم السعودية المواطنين السعوديين اللذين خطفا طائرة (البوينج 777) السعودية الى بغداد. وقال ان المملكة (ستتخذ كل الوسائل المتعارف عليها لتسليمها الخاطفين) مشيرا الى الاتفاقية الدولية لحظر القرصنة الجوية والاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب, مؤكدا ان بلاده (لن تساوم على مسألة تسليم الخاطفين). وكشف وزير الداخلية عن تفاصيل الحادث قائلا: ان الخاطفين هما ضابطا امن سعوديان.. واضاف ان الاداة التي استخدامها لاجبار الطائرة التي كانت متجهة إلى لندن على التوجه إلى بغداد هي (مسدس واحد كان يحمله الخاطفان). وقال انه لم يعرف حتى الان حقيقة المواد المتفجرة التي أشار إليها الخاطفان اللذان كان يهددان بتفجير الطائرة. وكان الوزير يتحدث للصحفيين في مطار الملك خالد في الرياض عند عودة الطائرة المخطوفة من العراق ومغادرة ركابها إلى لندن في الساعات الاولى من صباح امس. وكشف الامير نايف عن أن الاتصال مع السلطات العراقية خلال تواجد الطائرة بمطار صدام الدولي تم عن (طريق غير مباشر حيث كان للسفارة الاردنية في بغداد دور كبير في عملية الاتصال والتنسيق). وحدد وزير الداخلية السعودي هوية المختطفين. وقال انهما برتبة ملازم, يدعى الاول فيصل ناجي حمود البلوي ( 26 عاما) مولود في خميس مشيط يعمل في مباحث مطار الملك عبد العزيز بجدة, والاخر يدعى عائش علي حسين الفريدي (28 عاما) مولود في المدينة المنورة يعمل ضابطا في حرس الحدود بمنطقة نجران حنوب المملكة انتقل إليها حديثا. وقال أن الاثنين تخرجا من كلية الملك فهد الامنية عام 1996 في دفعة واحدة. وقال الوزير ان (البلوي كانت سيرته الذاتية حسنة وعرف عنه الانضباط في العمل, أما الاخر وهو الفريدي فكان غير منضبط في عمله ونقل تأديبا من منطقة الحدود الشمالية إلى نجران). كما قال ان الاثنين كانا صديقين وكثيري السفر إلى خارج المملكة إلى بريطانيا وفرنسا ومصر والمغرب وكانا يسافران سويا في هذه الرحلات. وقال وزير الداخلية انه قد (حدث تساهل من زملاء الملازم البلوي حيث تمكن الخاطفان من صعود الطائرة وتجاوز نقاط التفتيش دون إخضاعهما للتفتيش مثل بقية الركاب). وأضاف الوزير ان (موظفي التفتيش لم يعرفوا أن الخاطفين يحملان مسدسا لان أحدهما زميل لهم, وتم ذلك عن حسن نية ولكن ستتم محاسبة المتسبب والمتساهل في التفتيش لان النظام يجب أن يطبق على أي شخص دون النظر إلى منصبه أو رتبته). واستبعد الامير نايف ان يكون للخاطفين (دوافع سياسية او اي اتصالات مع جهات سياسية او جهات خارجية من وراء خطف الطائرة), مؤكدا ان هذه العملية هي (عملية قرصنة جوية شاذة على الشعب والمجتمع السعودي). وعن عملية الخطف, قال الوزير السعودي ان (الخاطفين توجها اولا بالطائرة السعودية الى الاجواء السورية فطلبت السلطات السعودية من السلطات السورية السماح للطائرة بالهبوط في مطار دمشق). واضاف ان (السلطات السورية وافقت على ذلك رغم انها تمانع عادة استقبال الطائرات المخطوفة ووعدت بتسليم خاطفي الطائرة السعودية فورا في حال هبوط الطائرة في مطار دمشق). وعبر عن شكره لسوريا (لتجاوبها) في هذه القضية. وتابع ان (الخاطفين لم ينزلا بالطائرة في مطار دمشق بل توجها الى مطار الرشيد في بغداد حيث هبطت هناك). ووصف الامير نايف رد فعل السلطات العراقية واعادة الطائرة الى السعودية بأنه (تصرف ايجابي), مؤكداً في الوقت نفسه ان (ذلك ليس له علاقة بالمسائل السياسية قبل اعادة العلاقات ). وحول تأخر اقلاع الطائرة من بغداد, قال الامير نايف انه نجم عن (تفتيشها للتأكد من خلوها من المتفجرات التي زعم الخاطفان انها موجودة على الطائرة). ــ الوكالات