سجل حوت أحدب رقماً قياسياً في رحلته للتزاوج حيث قطع أكثر من 13 ألف كيلو متر ، وسافر الحوت عبر ثلاثة محيطات، ما أثار ناقوس الخطر بشأن التحديات العالمية التي تؤثر على سلوك الهجرة لهذا النوع.

ومن المعروف أن هجرة الحيتان تعد من أطول هجرات التزاوج مقارنة بجميع الثدييات الأخرى، حيث تمتد مناطق تكاثر بعض الأنواع على عدة خطوط طول.

ومن الشائع أن بعض طرق هجرة الحيتان تتجاوز 8000 كيلومتر بين مناطق التغذية والتكاثر، لكن هذه الحركة الطويلة بين خطوط الطول "غير نمطية"، كما يقول العلماء.

في دراسة جديدة نشرت في مجلة Royal Society Open Science ، تتبع الباحثون أطول مسافة معروفة تبلغ حوالي 13000 كيلومتر يقطعها الحوت الأحدب بين موقعين للتكاثر - عبر ما يقرب من ثلث العالم.

واكتشف الباحثون الحوت لأول مرة في عام 2013 في شرق المحيط الهادئ بالقرب من كولومبيا وقاموا بتصويره مرة أخرى في عام 2022 في جنوب غرب المحيط الهندي قبالة سواحل إفريقيا بالقرب من زنجبار .

يقول العلماء إن هذه "المسافة غير العادية" هي الأطول التي تم تسجيلها بين مشاهدات في مناطق تكاثر مختلفة لهذا النوع.

ويقول الباحثون إن رحلة الحوت ربما تكون بمثابة تكيف متطور استجابة للتغيرات المناخية والبيئية، ومصادر الغذاء المتغيرة، واستراتيجيات التزاوج.

وتشير الأدلة الحديثة إلى أن الحيتان تنحرف عن وجهات هجرتها المعروفة وأنماط حركتها الطولية عبر المحيطات.

وسجلت دراسة سابقة سفر ستة حيتان عبر مناطق التكاثر في ضفة أبرولهوس بالقرب من البرازيل وكيب تاون في جنوب إفريقيا بين عامي 2002 و2021.

وتساهم دراسات تحديد الهوية بالصور والدراسات الجينية في تعزيز فهم أنماط الحركة هذه، ففي الدراسة الأخيرة، أجرى العلماء مسوحات مخصصة على متن سفن بحثية طوال موسم التكاثر بين يوليو وسبتمبر في زنجبار ومن يوليو إلى أكتوبر في كولومبيا، وجمعوا البيانات عن الموقع والسلوك الصوتي ونوع المجموعة وحجمها والتوزيع المكاني للحيتان الحدباء.

تم تصوير حوت أحدب بالغ لأول مرة في عام 2013 قبالة خليج تريبوغا في المحيط الهادئ الكولومبي وتم رصده بعد خمس سنوات في باهيا سولانو، وتم تصويره مرة أخرى في أغسطس 2022 قبالة فومبا في قناة زنجبار، جنوب غرب المحيط الهندي.

وتعتبر هذه أطول مسافة لمنطقتي تكاثر لحوت أحدب ذكر بالغ تم التعرف عليه من خلال الصور، وهو أول تسجيل لحوت أحدب يتناوب على مناطق تكاثر بين المحيط الهادئ والمحيط الهندي"، كما كتب الباحثون، ومع ذلك، يظل طريق هجرة الحوت غير معروف.