أكد عدد من الأدباء والنقاد أن الرواية الإماراتية شهدت منذ تأسيس الدولة تطوراً ملحوظاً، حيث انتقلت من بدايات خجولة إلى مشهد أدبي متنوع وغني.
جاء ذلك في الجلسة النقاشية التي نظمتها مؤسسة العويس الثقافية بعنوان «الرواية الإماراتية من التأسيس وحتى اليوم» وشارك فيها كل من: الزميلة الروائية ريم الكمالي والروائية صالحة عبيد، والدكتور الأكاديمي والقاص شكري المبخوت والدكتور صالح هويدي، وأدارها إسلام أبو شكير قاص وروائي وصحفي سوري.
وأشار الدكتور صالح هويدي إلى أن تطور أدب الرواية الإماراتية على مدى يزيد عن نصف قرن شائك ومتشعب، منوهاً بالريادة التي بدأها صاحب رواية «شاهدتك» راشد عبدالله النعيمي.
وتحدث الدكتور شكري المبخوت عن رواية ميسون صقر «في فمي لؤلؤة» وعن رواية ريم الكمالي «يوميات روز». وأضاف: تستعيد ميسون صقر ذاكرة البلد أو كما تقول تاريخاً من الغبن والوجع إلى مرحلة النفط، فيما تؤرخ ريم الكمالي لقبيل قيام الدولة، حيث «روز» مسكونة بهاجس التمرد وتكون شاهدة على تحولات المجتمع من رؤية موروثة إلى رؤية حديثة.
وأشار إلى أهمية التمييز بين التاريخ والذاكرة، لكونها تحدد مسألة الانتماء وما ينتجه الانتماء إلى الوطن، لافتاً إلى أن ميسون ركزت عل الصيد والغوص من أجل اللؤلؤ ورمزيات ذلك لدى الكاتبة، لافتاً إلى أن الكمالي في روايتها تقدم معرفة بالبشر والإنسان الإماراتي من خلال وصف المكان وتدمج ذلك بالتطور خاصة في المجال المعماري، وهذا من مهام الرواية تدوين الحياة وتفاصيلها المتنوعة لتبقى في الذاكرة.
الأدب مرآة المجتمع
وأوضحت ريم الكمالي أن الأدب هو مرآة تعكس المجتمع والثقافة التي ينتمي إليها الكاتب. لذلك، فإن أعمالها غالباً ما تتناول جوانب مختلفة من الحياة الإماراتية وتاريخها، مضيفة إن الأدب وسيلة للتعبير عن الذات، لافتة إلى أن الرواية هي مكان آمن لاستكشاف الذات والعالم من حولنا.
وأشارت إلى أنها تؤمن بأن الكاتب يحمل مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعه، وعليه أن يستخدم أدواته الأدبية لنقل المعرفة والتوعية بالقضايا المهمة، لافتة إلى أنها تهتم بتشابك الماضي بالحاضر. ومن جهتها، أكدت صالحة عبيد حسن أن القصة الإماراتية في تجاربها خاصة في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات كانت قوية ترصد التحول والتطور، وقالت: من خلال تجربتي الأولى أستطيع القول إن الكتابة كانت فكرة تعبير عن القلق وهذه تجربتي السردية الأولى وجاءت على هيئة قصص قصيرة وكانت محاولة لفهم العالم.
وأضافت: لم أكن أدرك ماهية ما أقوم به لكني كنت مأخوذة في ابتكار شخصية ما وكانت فترة التجربة الأولى وعليه جاءت مجموعتي القصصية الأولى ثم مجموعتان قصصيتان، وفي فترة التسعينيات بدأت أفهم العالم المحيط، وهذا ما طور تجربتي.