أكد شعراء ومبدعون أن دبي نجحت في ترسيخ مكانتها الثقافية الداعمة لمسيرة الشعر بنوعيه الفصيح والنبطي، موضحين أن الإمارة أصبحت، بفضل رؤية قيادتها، وجهة تطمح إليها أعين الشعراء، وبيئة حاضنة للمثقفين، ومنارة تُلهم المبدعين عبر معالمها الفريدة التي تستثير كوامن وجدانهم.

عالم آخر

ورأى الشاعر الإماراتي الدكتور طلال الجنيبي أن دبي بمعالمها الفريدة استطاعت أن تشكِّل مصدراً لإلهام قرائح الشعراء، واصفاً دبي بأنها عالم آخر يمدُّ بالإلهام الإنسان العادي، فضلاً عن الشعراء والمبدعين.

وأوضح أن «دانة الدنيا» مدينة متجددة تُهدي زوارها كل جديد في كل زيارة، مشيراً إلى أن تلك الروح العصرية التي تكتنف دبي النابضة بالحياة العامرة بالرؤى المتطورة هي في حقيقتها مادة مُلهمة لكل مبدع.

وقال الجنيبي، الذي أحيا أمسيته الشعرية الخميس الماضي بمكتبة محمد بن راشد في دبي، إن الشاعر المبدع يتماهى بطبيعة موهبته مع ما يراه من مظاهر الروعة والجمال، مؤكداً أن معالم الحضارة والتطور في دبي تأخذ النفس إلى مساحات جديدة من التأمل، وتمنحها نظرة إبداعية جديدة.

وأضاف أن دبي، التي تسعى دائماً للموازنة بين الماضي والحاضر، لا تنسى الشعر، بل تمنحه اهتماماً حقيقياً، لافتاً إلى أن أمسيته التي قدَّمها دليل واقعي على هذا البعد الثقافي الذي يمثل جزءاً لا يتجزأ من رؤية دبي المتكاملة.

ونوَّه بالموهبة الشعرية البارزة التي يتميز بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي، موضحاً أن للشعر الفصيح والنبطي مكانة خاصة في قلب أهل دبي قيادةً وشعباً.

مصدر إلهام

من جهتها، أكدت الشاعرة الإماراتية نجاة الظاهري أن دبي تشكّل بيئة جذب للشعراء خاصةً والمبدعين عامةً، لافتةً إلى أن هذه المدينة الساحرة هي مصدر إلهام للشعراء منذ زمن بعيد.

وأوضحت الظاهري أن دبي أخرجت أسماء بارزة ونجوماً لامعة في سماء الشعر، أمثال الشاعر الراحل محمد بن حاضر، والشاعر عارف الخاجة الذي أبدع أجمل الأشعار عن دبي، والشاعر عارف الشيخ الذي كتب نشيد الإمارات الوطني، مؤكدةً أن دبي تسكن وجدان المبدعين.

وقالت إن للشعر حضوراً عريقاً في دبي لما يمثله من قيمة كبرى لدى قيادتها الرشيدة، مضيفةً أنه منذ زمن قريب اتسعت حركة الاهتمام الثقافي في دبي من حيث الأدب، وازدهرت الفعاليات الثقافية والأمسيات الشعرية الداعمة لهذا الاتجاه، لاسيما أنشطة مكتبة محمد بن راشد ومكتبة الصفا وصندوق القراءة.

وذكرت أن هذه الطفرة الأدبية في دبي شملت الاهتمام بالشعراء ودواوينهم، واصفةً دبي بأنها حاضنة رائعة لمسيرة الشعر.

ونوَّهت بالتأثير اللامحدود الذي حققته شاعرية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تجاه روَّاد الشعر ومتذوقيه، مشيرةً إلى أنه لا أحد في الإمارات إلا وتأثر بأشعار سموه وأُعجب بها أيما إعجاب، لما تتميز به من تصوير مذهل وإبداع فريد.

وبينت أن شخصية القائد الشاعر التي اتسم بها سموه أكسبته رؤية فذة، ومكَّنته من جلب المستقبل إلى الزمن الحاضر، مختتمةً حديثها بعبارة: «شكراً له من القلب».

رؤية شمولية

من جانبه، أكد الشاعر العماني حمد بن علي النعماني أنه جاء إلى دبي على وجه الخصوص بهدف حضور إحدى الأمسيات الشعرية التي احتضنتها مكتبة محمد بن راشد، منوهاً بالدور الثقافي اللافت الذي تقوم به الإمارة في سبيل دعم الشعر وتعزيز مسيرته.

وأوضح النعماني أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قائد يتميز برؤية شمولية تواكب التطور في شتى المجالات، لافتاً إلى عناية سموه المشهودة بالشعر والأدب والثقافة.

وسلَّط الضوء على إلمام سموه بجوانب إبداعية متنوعة؛ فهو قائد شاعر فارس محب للأدب والإبداع والبناء والعمران، واصفاً سموه بأنه «مجموعة إنسان».

وبيَّن أن سموه سبق العصر وتجاوز التحديات وحقق الأحلام برؤيته الطموحة التي عززت ريادة دبي في المجال الشعري كما في سائر المجالات، مؤكداً أن ما يميز الإمارة هو السرعة في الإنجاز.