الشاعرة الإماراتية «فتاة العرب»، عوشة بنت خليفة السويدي، وسمات إبداعها وجماليات أشعارها وتفرد محطات حياتها، كانت موضوع الأمسية الأدبية، التي نظمها أول من أمس، مسرح الشباب للفنون في دبي، تحت عنوان «فتاة العرب بلعت القمر»، حيث تحدث فيها الباحث والشاعر مؤيد الشيباني وأدارها الإعلامي جمال مطر، بحضور نخبة من الشعراء والمثقفين والمهتمين.

وفي مستهل الأمسية، أشار جمال مطر إلى حادثة شهيرة عن الشاعرة فتاة العرب، إذ حلمت بأنها ابتلعت القمر عندما كانت طفلة في السابعة من عمرها، وتابع متسائلاً:

«كيف أغوته (القمر) وهي طفلة، وأقنعته بأن يقف على أرنبة أنفها، هل ضحكت عليه، أم أغرته بخدها الطري، ما جعل والدها يسأل المختصين عن هذه الرؤيا التي فسروها له أنها نبوءة تشير إلى أن عوشة سيكون لها شأن كبير في الحياة والمعرفة أو ستصبح شاعرة وهو ما حدث بالفعل».

ثم بين مؤيد الشيباني في شرحه وحديثه بالجلسة أن فتاة العرب شاعرة مليئة بالحضور والمنجز الشعري الذي يشار له بالبنان في منطقة الخليج، مبيناً أنه طيلة أربعة عقود من العمل في الساحة الشعرية الإماراتية تشبعت روحه بها وعشق تلك التجربة وكل مفرداتها وشعرائها وأحب روح القصيدة الإماراتية الشعبية.

وبدأ يبحث عنها في كل مكان، سواء في الأغاني أو شفاهياً ممن يحفظون الشعر وتمكن من جمع بعض تجارب الشعراء ودرس العديد من الشعراء، ومن بينهم عوشة السويدي.

تجربة متكاملة

وأوضح الشيباني أنه وجد في شعر فتاة العرب تجربة متكاملة ذات أبعاد تاريخية وفنية وإنسانية كبيرة وفيها العديد من المعطيات، وفي شعرها تميز لصوت المرأة، مضيفاً: «المرأة هنا في هذه التجربة يتجلى حضورها وتمكينها، فهي تقول ولها حرية قول الشعر بكل تميز وجرأة».

وأوضح الشيباني خلال الأمسية التي قرأ فيها العديد من أشعار عوشة السويدي، أنه خلال بحثه في محطات حياة وسيرة وإبداعات فتاة العرب، وجد أن الإمارات تميزت عن غيرها من الدول الخليجية، بل والعربية أيضاً بأن ما يزيد على 55 شاعرة إماراتية غنى لهن مطربون معروفون، على العكس من البلدان الأخرى التي ربما شهدت الغناء لشاعرة واحدة، بين سيل من الشعراء الرجال.

وأكد أن هذا يؤكد حضور القصيدة وحضور الصوت النسائي بقوة في المجتمع ويدل أيضاً على أن تمكين المرأة من أن يكون لها صوت بدأ مبكراً بتشجيع من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

رواد

وبدوره، أشار جمال مطر في ختام الجلسة، إلى أن هذه الأمسيات الشعرية والثقافية تسلط الضوء على أبرز رواد الشعر والأدب والتي تبقيهم حاضرين في أذهان الناس وتعرف الأجيال الجديدة بهم، موضحاً أن الشعر كغيره من فنون الأدب يمر بمرحلة مليئة بالتحديات ويتعين الاهتمام به وتطويره.