أكثر من 77 لوحة متنوعة من مختلف الفترات الزمنية للفنان الإماراتي التشكيلي عبدالرحيم سالم، يتصدرها «الحجر» بكل معانيه الصريحة والمواربة، شكلت حالة من التفرد في المعرض الذي أقيم أول من أمس في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، ضم أيضاً حفل توقيع كتاب «أساطير التجريد» للكاتبة عبير يونس، ناقشت فيه تجربة الفنان سالم.
وقال الفنان الإماراتي عبدالرحيم سالم لـ«البيان»: «أشكر مؤسسة العويس على استضافة المعرض وإصدار الكتاب، وفي هذا المعرض حاولت تقديم مجموعة متنوعة من فترات مختلفة مع التركيز على المجموعة الجديدة والتي تتضمن أحجاراً وصخوراً من مختلف مناطق الدولة، وتبيان علاقتها بالناس والمجتمع فهي ترمز للبناء، والعمران والتطور، والقوة التي تكمن في نفوس أبناء البلد الذين جاهدوا وتعبوا إلى أن يصلوا لكل هذه النجاحات التي نشهدها اليوم، فالحجر يمثل عندي هذه القيمة وهو ليس مجرد حجر يراه الآخرون عادياً، بل له أبعاد أخرى، وحاولت أن آخذ من بيئتي وأنشأت هذه العلاقة الخاصة بيني وبين الحجر».
وأوضح سالم أن المعرض يستمر لما يقارب 10 أيام، استخدم في لوحاته ألوان الأكريليك على الكانفاس والورق، والكولاج الأبيض والأسود لتنوع التجارب واختلافها.
من جهتها أعربت الكاتبة عبير يونس عن شكرها لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ومديرها التنفيذي الشاعر إبراهيم الهاشمي الذي تحمس لفكرة الكتاب، وكل من أسهم بصدوره، مؤكدة أنها نقلة نوعية وهامة أن تشمل سلسلة «أعلام من الإمارات» المبدعين الإماراتيين الذين ما زالوا يقدمون إبداعاتهم للعالم، وهو ما يمكّن القُراء من التعرف على تجربتهم بعيداً عن التخمينات ومقالات النقاد، التي قد تأخذ الأعمال إلى مناطق جديدة لا يقصدها المبدعون على اختلافات إبداعاتهم قائلة: «إن النقاد كالأطباء الذين يشرّحون الجثث إلى أن تفقد الجثة معالمها الحقيقية».
وأوضحت أنها تمكنت من التواصل فترات طويلة مع الفنان عبد الرحيم سالم لإثراء الكتاب (أساطير التجريد) مضيفة: «كشف لي من خلال حوارات طويلة معه عن الكثير من تفاصيل تجربته التي امتدت لأكثر من أربعة عقود، وهو ما أردت إظهاره للقارئ عبر فصول الكتاب التي كان الهدف منها التأكيد على الكثير من التفاصيل الفنية التي تقف وراء الأعمال التي تعرض للجمهور بدءاً من كونها فكرة ولغاية ظهورها بشكلها النهائي، مروراً بأساليب العمل عليها، وإن كان هناك العديد من القصص التي كشفت على حياة سالم الشخصية، لكنها تبين في النهاية أثرها على تجربته المهمة التي تزامنت مع غيره من الفنانين الرواد وساهمت في تأسيس الحركة التشكيلية في الإمارات».