أعلنت سينما عقيل، السينما المستقلة الوحيدة في دولة الإمارات، عن عودة أسبوع السينما العربية بدورته الثالثة، الذي يقام برعاية شركة أرامكس اعتباراً من يوم غد الجمعة وحتى الأول من ديسمبر المقبل.

ويستمر المهرجان على مدار 10 أيام، ويقدم باقة مميزة من الأفلام التي تتناول عدداً من المواضيع والقضايا الملحّة في العالم العربي، إضافة إلى برنامج فعاليات حافل بالأفكار والآراء والأنماط السينمائية التي تعكس المشهد الغني والمتنوع للحياة في المنطقة.

ويغطي المهرجان في دورته لهذا العام أفلاماً من 11 دولة عربية مختلفة مع تسجيل المشاركة الأولى لليمن فيه. ويتضمن برنامج المهرجان 6 أفلام روائية خيالية و5 أفلام روائية واقعية، إلى جانب برنامجين للأفلام القصيرة يضمان 10 أفلام.

حيث تبرز جميعها مدى تطور الأسلوب السردي الهجين الذي يضفي طابعاً روائياً على القصص الواقعية والآفاق الواسعة للإبداع السينمائي، كما يسلط أسبوع السينما العربية هذا العام الضوء على مشاركة المرأة في السينما، سواء بالتمثيل أو الإخراج.

وتستعد سينما عقيل لعرض مجموعة مختارة من الأفلام بحضور مخرجيها، ما يتيح للجمهور فرصة حضور جلسات حوارية تفاعلية مع نخبة من صناع الأفلام.

ويبدأ أسبوع السينما العربية دورته الثالثة بالعرض الافتتاحي لفيلم «قلق في بيروت»، تعقبه جلسة حوارية افتراضية مع المخرج زكريا جابر، ثم يواصل المهرجان فعالياته بعرض فيلم «المرهقون» للمخرج اليمني عمرو جمال، الذي يروي كفاح إحدى العائلات في مواجهة الظروف الاقتصادية القاسية، وقراراتها المصيرية التي تخالف التقاليد المجتمعية.

بينما يصطحب فيلم «وراء الجبل»، للمخرج التونسي محمد بن عطية وبطولة الممثل الشهير مجد مستورة، المشاهدين في رحلة مشوقة لأب وابنه تكشف الكثير من الحقائق العائلية المخفية.

ويتناول الفيلم التونسي الآخر «كواليس»، للمخرجين عفاف بن محمد وخليل بن كيران، مواضيع الحب والطموح والتعبير الفني من خلال عرض قصة ملهمة لفنانة رقص خلال جولتها الفنية في المغرب.

وتشمل قائمة الأفلام الروائية الأخرى فيلم «ميسي بغداد» للمخرج العراقي سهيم عمر خليفة، الذي يعرض شغف طفل صغير برياضة كرة القدم رغم مآسي الحرب.

وفيلم «حافة الأحلام» للمخرجين المصريين ندى رياض وأيمن الأمير، الذي يروي قصة مجموعة فتيات وسعيهن لتأسيس فرقة مسرحية، وفيلم «أم كل الأكاذيب» للمخرجة المغربية أسماء المدير، الذي يستكشف أسراراً عائلية مرتبطة بالاحتجاجات على ارتفاع أسعار الخبز التي شهدتها المغرب عام 1981.

ويسلط برنامج المهرجان في دورته لهذا العام الضوء على القوة والمرونة العالية التي يتمتع بها الناس في لبنان والسودان، فإلى جانب فيلم «قلق في بيروت»، يلقي فيلم «يوميات من لبنان» نظرة معمقة على التأثيرات الشخصية المرافقة للحرب والاضطرابات، بينما يستكشف فيلم «يرقة» للمخرجتين ميشيل ونويل كسرواني مفاهيم التراث المشترك والتضامن النسائي.

كما يستعرض الفيلم اللبناني «مشقلب»، وهو تعاون مشترك بين المخرجين وسام شرف ولوسيان بورجيلي وبان فقيه وأريج محمود، الأزمات النفسية لجيل يواجه تداعيات انهيار المجتمع.

ويتناول فيلم «مدنيّة» للمخرج السوداني محمد صباحي النزاعات التي يشهدها السودان حالياً، في حين يحتفي فيلم «أسد الصحراء» للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد بكفاح ليبيا لنيل حريتها من الاستعمار الإيطالي.

وتشمل فعاليات أسبوع السينما العربية برنامجاً خاصاً للأفلام القصيرة، الذي يحتفي بأعمال صناع الأفلام الإماراتيين، مثل فيلم «حلم صغير» للمخرجة سراء الشحي، وفيلم «الفضل» للمخرجة سارة النيادي، وفيلم «الميزان» للمخرج علي لاري.

وفيلم «ضجيج هادئ» للمخرج حسين الأحمد، وفيلم «وسط المسافة» للمخرج حمد صغران، وفيلم «ستارة» للمخرجين ماجد الجسمي وخليفة البحري. وتعكس هذه الأفلام مدى تطور التجربة السينمائية الإماراتية، وقدرتها على تحقيق التوازن بين التقاليد العريقة والتطلعات العصرية.

كما تم تخصيص برنامج آخر للأفلام القصيرة، التي تقدم قصصاً متنوعة من المملكة العربية السعودية وتونس والبحرين، وتشمل أفلام «بر سار» للمخرج محمد جاسم، وفيلم «انصراف» للمخرجة جواهر العامري، وفيلم «ذكريات زفاف» للمخرجة تقوى بنت علي.

وتولت الفنانة ندى سلطان تصميم شعار الدورة الثالثة من أسبوع السينما العربية، وهي نقلة نوعية للفعالية بوصفها أول مهرجانات سينما عقيل التي تعتمد تدرجات لونية باللونين الأسود والأبيض في هويتها البصرية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت بثينة كاظم، مؤسسة سينما عقيل: «نسعى لمواصلة مسيرتنا الرامية إلى تسليط الضوء على الآراء والهويات والتجارب السينمائية العربية على الشاشة الفضية.

واستناداً إلى الزخم القوي الذي حققته الفعالية في الأعوام الماضية، فإننا نفخر على وجه التحديد بالمواهب النسائية المذهلة التي أبدعت ما يقارب نصف الأعمال السينمائية المعروضة خلال دورة هذا العام، ما يؤكد الحضور القوي للمرأة العربية في عالم السينما سواء من خلال التمثيل أو الإخراج».