صدر أخيراً، كتاب «حملات الوقاية من المخدرات في إمارة الشارقة: دراسة تقويمية»، لمؤلفه الدكتور صالح بالحالج المراشدة، حيث يبين فيه أن الوقاية من المخدرات تؤدي دوراً حاسماً في الحفاظ على صحة ورفاهية الأفراد والمجتمعات، وتسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيدين الوطني والدولي، ويوضح أن ذلك يتحقق من خلال الالتزام بالمعايير العالمية للوقاية، حيث يمكن تحسين جودة الحياة، وتقليل الأعباء الصحية والاجتماعية المرتبطة بمخاطر المخدرات، وبناء مجتمعات أكثر صحة واستدامة.

هدفت الدراسة إلى التعرف إلى مدى مساهمة حملات الوقاية من المخدرات في توعية الشباب الجامعي، ضمن الاستراتيجية الوطنية التوعوية بمخاطر هذه الآفة الموجهة للوالدين، لمعرفة وجهة نظرهما، والفروق في هذا التقييم وفق (الجنس، حالة العمل، التحصيل العلمي).

بالإضافة إلى التعرف إلى الاستراتيجية الوطنية التوعوية بمخاطر المخدرات الموجهة إلى الشباب الجامعي، من وجهة نظر طلاب الجامعة، والتعرف إلى الفروق في التقييم وفق (الجنس والتخصص).

والتعرف أيضاً إلى الاستراتيجية الوطنية التوعوية بمخاطر المخدرات الموجهة عبر الإعلام، وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية، من وجهة نظر الإعلاميين، والتعرف إلى الفروق في التقييم وفق (الجنس، سنوات الخبرة)، والتعرف إلى نقاط القوة والضعف في الحملات التوعوية المقدمة في إمارة الشارقة.

كما يضيء الكتاب على كيفية تطوير الحملات التوعوية بمخاطر المخدرات، من وجهة نظر رجال الأمن. وتعتمد الدراسة منهج المسح الاجتماعي بالدراسة (الكيفية والكمية)، وأخذ أربع عينات (العينة الأولى عشوائية من طلبة الجامعة، بلغ عددها (400) طالب وطالبة، وأولياء أمورهم (400) أب وأم، العينة الثالثة (متيسرة) (60) إعلامياً وإعلامية، والرابعة عينة المقابلة (قصدية) من رجال الأمن، بلغ عددها (5) من الذكور والإناث).

وقد تم إعداد استبيان لهذا الغرض، باعتماد المعايير، والذي طبق على العينات الثلاث، لتقييم حملات الوقاية من المخدرات، وإجراء مقابلات مع رجال الأمن، للتعرف إلى أبرز نقاط الضعف، وكيفية تطوير حملات الوقاية من المخدرات.

وتوصلت النتائج إلى أن حملات الوقاية من المخدرات المقدمة للوالدين والشباب، والمقدمة عبر الإعلام، كانت فعالة، لأنها اعتمدت في تصميمها على المعايير العالمية (معايير الصحة العالمية). وبيّن المؤلف أنه من أبرز نقاط الضعف في هذه الحملات، تجاهل بعض الأفراد للرسائل التوعوية، والذي يقوض الهدف العام لهذه الحملات، والتي تسعى إلى تحقيق الفاعلية والتأثير.

ومن أجل تطوير هذه الحملات، يجب الاستفادة من تقييم شامل للوضع الحالي لجهود الوقاية من المخدرات في إمارة الشارقة، لأنه سيساعد في تحديد أولويات الوقاية، وتحديد الفئات العمرية المستهدفة. وقد أوصت الدراسة بتعزيز تبادل المعلومات والتجارب الدولية مع المنظمات الإقليمية والدولية، لمواجهة مخاطر المخدرات.