أوقات حافلة بالتجارب الثقافية، والتي تكتسي ألوان بهجة مغايرة، تتجلى في دبي، سنوياً، خلال هذه الأوقات، مع انطلاقة فعاليات مهرجان دبي للتسوق، الذي صاغ، منذ انطلاقته، قبل 3 عقود، مفاهيم جديدة ملهمة للتسوق، روحها وبوصلتها الارتحال إلى فضاءات ترفيهية ومعرفية وتشويقية ترتسم معها ألوان طيف ثقافات عالمنا بينما تتجسد مفرداتها في أنحاء دبي، وخلال أيام المهرجان الـ38، في قوالب وسياقات حفلات فنية وعروض ضوئية وصنوف فنون وموسيقى، بانورامية، أصبحت تقترن فعلياً بهذا المهرجان العالمي، والذي أعادت معه دبي تعريف تجارب التسوق بوصفها فضاءات ترفيه ثرية بالمعارف والإطلالات الحضارية، إذ يشاهد ويختبر أفراد الجمهور، في مختلف مراكز وأنحاء المدينة، أثناء فعاليات المهرجان، مجموعات من البرامج المتنوعة، الموسيقية والمسرحية والغنائية.. وكذا العروض والألعاب، التي تمثل شعوب العالم وحضاراته، وذلك بينما هم يخوضون غمار تجارب تسوق تسافر بهم دبي معها وفي ألوان تجاربها إلى السير والحكايات والرموز الحضارية التي تكمن خلف قصة إنتاج كل سلعة والمعاني التي تحيط بها وتخص ثقافة أو شعباً ما في المعمورة، وفي هذه الرحاب الحافلة بالتشويق تغدو تجارب التسوق بمثابة ارتحالات إلى أعماق الحضارات.
إن مهرجان دبي للتسوق لا يقتصر في جواهره وفي أبعاده الأثرى، على كونه فعالية اقتصادية بحتة، بل إنه سمفونية إبداعية تعزف لحن فرادة دبي وقصتها البديعة الأخاذة المستلهمة من رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي قرن، ويقرن على الدوام، في سياقات مشروعاته الخلاقة الناصعة، بين أقانيم ومفردات الاقتصاد والثقافة والإبداع، لجعلها كينونة متناغمة تصدح بلحن مشترك عنوانه ومضمونه اللامعان، رفاهية البشرية ولقاء وتناغم حضارات عالمنا، بموازاة ترسيخ انفتاح وحوار الحضارات.
تناغم وانسجام
إن مهرجان دبي للتسوق غدا محفلاً رئيساً للقاء وتناغم صنوف الموسيقى والغناء وكذا العروض الفنية المتنوعة، العربية والآسيوية والأوروبية والعالمية، الأمر الذي جعله محط أنظار المبدعين والفرق الفنية المتنوعة في العالم، إذ يواظب هؤلاء على السعي للحصول على فرصة تقديم إبداعاتهم في هذا الحدث الاقتصادي والإبداعي والثقافي الملهم، والذي يترجم في حقيقته كينونة جوهري الاقتصاد والتسوق بوصفهما مفردتين مجتمعيتين تنبضان بالثقافة والتنوع، وتنسجان بمدياتهما وتأثيراتهما، أقوم وأبلغ أثواب وسياقات لقاء الحضارات وتناغمها وانسجامها.
ومن بين أبرز الشواهد التي تبرز هذه الحقائق، أننا نتبين أفراد الجمهور في فعاليات المهرجان، في كل عام، في شتى الأسواق الحديثة والتراثية وفي جميع الوجهات الترفيهية في المدينة، والتي تبرز وهي تحاكي وتجسد رمزيات الدول والثقافات، يستمتعون بالعروض الغنائية والأدائية والمسرحية والموسيقية التي تخص ثقافات أخرى مغايرة لثقافاتهم.
كما أن الميزة الأبرز التي تتجلى في المهرجان، أن توليفة فعالياته الثقافية والترفيهية التي أصبحت جزءاً أساسياً من مكون مهرجان دبي للتسوق، تستهدف كافة فئات وشرائح المجتمع بمستوياتهم العمرية والاجتماعية والثقافية كافة، لذا فإن للأطفال برامج مخصصة وفعاليات موجهة إليهم ضمن المهرجان الذي يحتفي هذا العام ببلوغه العقد الثالث، تكفل تعزيز معارفهم وإمتاعهم ومدهم بجرعات ترفيه وتسوق مسكونة بالفرح وعامرة بالقيم الثقافية.
إن مهرجان دبي للتسوق غدا مهرجان وفعالية لقاء الثقافات العالمية وتآلفها وتحاورها، ففي ثنايا تفاصيله لم يعد التسوق قيمة وفضاء اقتصادياً وهدفاً للتزوّد بالاحتياجات والبضائع والسلع فقط، وإنما تحولت هذي التجارب إلى عوالم ترفيه ومرح ومعرفة وإطلالات حضارية تحضر في أشكال ومديات بانورامية، ذلك على وقع أنواع البهجة والمرح والموسيقى وعروض الألعاب النارية المذهلة والسحوبات التي تبث الفرح والحبور في أنفس أفراد المجتمع، بجانب العروض الترفيهية المباشرة والأمسيات الفنية الفريدة التي يحييها أشهر النجوم في عالمنا.
وهو ما يحضر في هذا العام من خلال البرنامج الفريد لليالي مهرجان دبي للتسوق، التي تتألق في وجهات عديدة بارزة في المدينة، معانقة سحر روائع تصاميم وفنون وملامح وجهاتها الأخاذة، ذلك خصوصاً مع عروض مدهش ودانة وكذا العروض الحية لبرنامج إكس فاكتور، والحفلات الموسيقية المجانية ليلة السبت من كل أسبوع خلال المهرجان التي تحييها كوكبة من أشهر نجوم الموسيقى العربية.
سيرة تميز
إن مهرجان دبي للتسوق نجح، منذ البدايات، في رسم لوحات تميز وفرادة خاصة به، رسخ مكانته وصورته معها، محلياً وإقليمياً وعالمياً، عنواناً للتسوق والمغامرات المرحة والتجارب الثقافية المحمولة على أجنحة المتعة والبهجة والاحتفاء والاستمتاع بتجربة وتسوق صنوف المنتجات المتنوعة في عالمنا، كما أن سجل وشكل ملمح تمايز وفرادة خاصين راحت تبرز معهما كافة فعالياته وأوقاته شائقة لا تجارى وتتفوق على نظيراتها في كافة أرجاء العالم، بينما هي تحفل بالمغامرات الترفيهية النوعية والتجارب المسكونة برموز وجماليات الحضارات العالمية البانورامية، إلى جانب قصص وتقاليد الضيافة والطهي الخاصة بكل منها، حيث يستفيد المهرجان في الصدد من حضور وتألق توليفة بانوراما ألوان الضيافة والطهي العالمية لشتى الحضارات، التقليدية والعصرية، في دبي، إذ نجد هذه التقاليد والطقوس الخاصة بموائد الشعوب تعزف سمفونية مشتركة في مهرجان دبي للتسوق وهي تعانق زوار المهرجان ناسجة قصصاً متشابكة متآلفة تلون لوحة لقاء الثقافات، بينما هي تبدع خلال الأسفار الثرية التي تأخذ فيها أبناء الثقافات المتنوعة إلى عوالم وأشكال وسمات ونكهات مطابخ وتقاليد الضيافة لدى جميع حضارات عالمنا.. وطبعاً ذلك وسط وفي حضرة أهم المعالم السياحية الفريدة، وفي أجواء الضيافة الاستثنائية ومشاهد فنون الطهي والتجارب المجتمعية في الهواء الطلق ووسط طرز الفنون والديكورات البهية في الوجهات والمطاعم المتنوعة خلال أوقات المهرجان وفي الأيام الأخرى العادية.
كما تضاف إلى ذلك تجارب الألعاب والمغامرات المثيرة التي تبرز في أيام المهرجان برونق وأشكال أكثر متعة وتميزاً وهي تجدل خيوط أثواب التناغم الثقافي العالمي في هذا الحدث السنوي الفريد.. والذي لا مثيل لقضاء الأوقات في رحاب فعالياته وبرامجه وخاصة خلال الاحتفاء بالمناسبات والأعياد، إذ يكتسي مهرجان دبي للتسوق أبهى الأثواب وينير أجواءه بطقوس مرح وفرادة غناء أثناء احتفالات ليلة رأس السنة الجديدة التي تتميز بها دبي في الحالة العادية من عالمنا، حيث إنه يتيح لأبناء الحضارات، من سكان دبي والإمارات ومن الزائرين، أن يحظوا بأسعد اللحظات وأكثرها بهجة عبر المشاركة في العديد من التجارب الملهمة ومشاهدة عروض الإضاءة والألعاب النارية وطائرات الدرون المجانية، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الأخرى التي يمكن ممارستها والاستمتاع بها وسط طقس رائع تتميز به دبي والإمارات خلال هذه الأوقات من العام.
لوحات أخاذة.. ودهشة وتشويق وأما المقطوعة الأعذب والأرق التي تكلل هيكل ومعمار هذه السمفونية البديعة، فتصدح وتتهادى أنغامها على وقع مشاهد منسوجة من الروعة والسحر والإبداع، تختال بها نافورة دبي الساحرة التي تتهادى فيها أشكال رقصات خيوط الماء معانقة الأضواء على وقع ألمع وأهم المقطوعات الموسيقية العربية والعالمية، وكذا الحال بالنسبة لنافورة دبي فيستيفال سيتي.
إن نبض الحياة في أيام وأوقات مهرجان دبي للتسوق يزخر بأجواء نبضها الرفاهية والجمال والألفة.
إلا أنه أيضاً، ودائماً، موشى بأيقونات الإبداع وصنوف الترفيه الغني بجرعاته الثقافية التي تتجلى بصيغ خلاقة تحاكي وتعزف لحن مدينة وخاصرة عالمية غدت عنواناً للتمازج الحضاري العالمي ولجعل الاقتصاد جزءاً ومحركاً جوهرياً لسعادة البشرية ولقاء وحوار شعوبها، بل لتجسدها نواة وجوهراً أساسية تحفز الدور التنموي للثقافة والترفيه، وتثري مكونه في فضاءات الصناعات الثقافية والإبداعية.