شهدت العاصمة الصينية بكين في 30 نوفمبر الماضي، حفل تتويج الشاعر عادل خزام، وهو أحد أبرز الأصوات الأدبية في الإمارات والخليج العربي، بوسام الميدالية الذهبية من حركة الشعر العظيم في الصين، بموازاة الإعلان عن مشروع ترجمة ملحمته الشعرية الإنسانية الكبرى «مانسيرة» إلى اللغة الصينية في العام 2025، بالتعاون مع الشاعر الصيني المعروف شاو تشوي.

وأقيم الحفل في المبنى التاريخي لمتحف لوحات الامتحانات الإمبراطورية وسط العاصمة بكين. إذ تناقلت أكثر من 15 جهة وصحيفة ومنصة إعلامية خبر هذا التكريم المستحق والذي يأتي تقديراً للجهود الكبيرة التي قام بها خزام في إطلاق الملحمة الشعرية «مانسيرة»، حيث شارك في تأليفها 86 شاعراً من 50 دولة في حدث هو الأول من نوعه على مستوى الشعر العالمي.

وتم تنظيم الأمسية برعاية حركة الشعر العالمية في الصين ورابطة كتاب بريكس، واستضافتها حركة الشعر العظيم الصينية ومهرجان الأفلام الشعرية الصيني ومدرسة بكين للشعر، بدعم من متحف لوحات الامتحانات الإمبراطورية وجمعية كانغلانغ يايان الشعرية.

فيما أدار الحفل الشاعر البارز، قياو دامو، رئيس ومؤسس مدرسة بكين للشعر، بحضور عدد كبير من الشعراء والضيوف وطلاب مدرسة الشعر في بكين، إلى جانب رئيس تحرير مجلة «آفاق طريق الحرير» هوانغ بيجين، وأساتذة مهمين، مثل: تشين دونغلين من جامعة نانجينغ للتكنولوجيا، جيانغ يان من جامعة بكين.

إشادات

ألقيت، خلال الحفل، كلمات ترحيبية متنوعة، من قبل: هان شياويان مديرة متحف لوحات الامتحانات الإمبراطورية، قياو دامو، الشاعر تشاو تشوي مؤسس حركة الشعر العظيم. كما قدّم عادل خزام النسخة العربية من ملحمة «مانسيرة» للشعراء الصينيين.

وقرأ خزام أثناء الأمسية التي امتدت لنحو ساعتين، مقاطع من مدخل الملحمة باللغة العربية ومن فقرة الختام ضمنها. ثم قرأ الشاعر تشاو تشوي، وهو مؤلف النص الختامي، الفقرات مترجمة إلى اللغة الصينية، وتم الإعلان عن مشروع ترجمة نص الملحمة كاملاً وإصداره العام المقبل باللغة الصينية. ودارت خلال الأمسية حوارات معمقة حول عدد من القضايا الكونية في الشعر، وشارك طلاب مدرسة بكين في طرح بعض رؤاهم الشعرية فيما يخص الحداثة والمستقبل.

واعتبر الحضور أن هذا العمل الشعري الفريد تجاوز الحدود الوطنية ليصبح بمثابة سيرة إنسانية معاصرة في القرن 21، حيث يتمثل بطل الملحمة في «الوجود» نفسه، ويعكس العمل موضوعات الحرب والكوارث والتهديدات النووية وتغير المناخ والقلق والأحلام والحب، مع تتبع رحلة البشرية من الفوضى الأولى إلى الحلم المشترك بالوحدة العالمية.

إنجاز عالمي

وألقى تشاو شوي، رئيس حركة الشعر العظيم، خطاباً بعنوان «من آسيا.. حيث تشرق الشمس إلى العالم»، قال فيه: «مؤخراً، شاركت في مهرجان ميزوبوتاميا الدولي السابع للشعر، حيث تأملت مرة أخرى حضارة ميزوبوتاميا، مهد أول ملحمة في العالم، جلجامش والحضارة العربية هي وريثتها.

ووفقاً لكتاب رحلة الإنسان: ملحمة الهجرة الجينية، لعالم الوراثة الأمريكي سبنسر ويلز، نشأت البشرية في إفريقيا، ثم هاجرت إلى ميزوبوتاميا ومنها إلى آسيا وأوروبا، لتشكّل توزيع البشرية الحالي. ميزوبوتاميا هي مهد الإنسانية. وبخلاف الملاحم التقليدية المرتبطة بشعوب معينة، فإن ملحمة (مانسيرة) التي قدمها عادل خزام، هي تعاون عالمي. كتب خزام المقدمة، وكتبت أنا الخاتمة، متناولين موضوع الأصل المشترك للبشرية والوحدة».

نداء الملحمة

كما ألقى قياو دامو، مؤسس مدرسة بكين للشعر، خطاباً بعنوان «نداء الملحمة» أشاد فيه بعمل عادل خزام كإنجاز أدبي غير مسبوق، مشيراً إلى أن الكتاب يعكس جمالية الحركات الشعرية في مرحلة ما بعد الحداثة التي تدعو إليها مدرسة بكين للشعر منذ تأسيسها في عام 2016. وأكد أهمية وجود شعراء موهوبين في تأليف الملاحم، حيث تعتبر الطبيعة التعاونية والشمولية لملحمة «مانسيرة» علامة بارزة على الابتكار الأدبي الحديث.

وتضمن الحدث قراءات شعرية قدمها عادل خزام وتشاو شوي بالعربية والصينية. واختُتم بقراءة مشتركة للجزء الختامي من الملحمة من قبل عادل خزام وتشاو شوي. فيما ألقى عدد من الشعراء قصائد متنوعة.

حظي الحدث بإشادة واسعة، حيث رأى المشاركون في ملحمة «مانسيرة» علامة فارقة في الشعر العالمي، ترمز إلى عصر جديد من التعاون والوحدة الأدبية.

مكانة

جدير بالذكر أن وسام حركة الشعر العظيم سنوياً لشعراء دوليين قدموا مساهمات كبيرة في مجال الشعر الملحمي والشعر العظيم. وفي عام 2023، مُنح الوسام للشاعرة التركية نوردوران دومان، والشاعر التركي هالوك ساشين، والشاعر الكازاخي أولوغبيك يسدولت. ومنح بعدها للشاعر الكولومبي فرناندو رندون رئيس حركة الشعر العالمي ومدير مهرجان ميديين الدولي للشعر، والشاعر الأمريكي الكبير جورج والاس، والشاعر العربي عادل خزام.