تستضيف دبي معرضاً فنياً للفنان العالمي المكسيكي إدغار أورلاينيتا بعنوان «ما نراه من الأشياء هو الأشياء»، ويستمر حتى 25 يناير المقبل في غاليري «كربون 12» بالسركال أفنيو.

يقدم المعرض الكثير من الشاعرية، ويستكشف الفنان من خلاله الأشياء التي تتجلى في الذهن وذكريات الطفولة. كما يحتضن المعرض مجموعة أعمال للفنان تعرض للمرة الأولى في دبي تسلط الضوء على الاستكشافات الفلسفية للإدراك والجوهر، والمفاهيم التقليدية للفن ونقطة ولادة الأشياء من خلال انغماس الفنان العميق في المادية والمعنى.

وبالتجوال في أروقة المعرض والأعمال المنحوتة يدوياً تبرز الأشكال العضوية والهندسية، والتفاعلات بين الفنان والمادة.

بيئات تجريبية وأكد إدغار أورلاينيتا لـ«البيان» أنه يسعى من خلال معرضه إلى إعادة تعريف العلاقة بين الفنان والمادة، مشيراً إلى أهمية التجربة الحسية في عملية الإبداع، فهو لا ينظر إلى الأشياء ككيانات ثابتة، بل كعناصر حية تتفاعل مع محيطها وتستجيب له.

وأكد أنه عبر استخدامه للأشكال العضوية والهندسية، ابتكر بيئات تجريبية تدعو المشاهدين للتفاعل معها، مما يتيح لهم فرصة استكشاف المعاني المختلفة التي يمكن أن تحملها هذه الأشياء. متابعاً: إن هذا التفاعل ليس مجرد تفاعل بصري، بل هو دعوة للتفكير في كيفية تشكيل الأفكار والمعاني من خلال التجربة الحسية.

إعادة التفكير

وأشار إلى أن أعماله هي رؤى فلسفية عميقة حول الهوية والمكانة، لافتاً إلى أنه يركز على استكشاف المساحات التي يشغلها الفن في حياتنا اليومية، وكيف يمكن لتلك المساحات أن تتأثر بالأشياء التي نختار أن نحيط أنفسنا بها، مضيفاً: من خلال أعمالي بشكل عام فأنا أحاول، دفع الحدود التقليدية للفن، داعياً المشاهدين للغوص في تجارب جديدة وإعادة التفكير في مفهوم الأشياء والفن ككل.

وفيما يتعلق بالعلاقة بين الفن والمجتمع كفكرة موضوعية لاستكشاف الأشياء من حولنا، قال: أعتقد أن المهمة هي فلسفية وشاعرية للغاية وتثير كثيراً من البهجة في تناول مضمونها ومحتواها، ما يقودني إلى إحداث تأثيرات تتجاوز الأبعاد الجمالية، ويدفع المشاهدين إلى التفكير في الحوار الاجتماعي والثقافي الذي يمكن أن ينشأ من خلال الفن، إضافة إلى فهم العمل الفني، فكل قطعة ليست مجرد كائن مستقل، بل هي جزء من شبكة معقدة من العلاقات التي تشمل البيئة المحيطة، والتاريخ، والتجارب الشخصية. من خلال هذا المنظور، يصبح كل عمل فني دعوة للتفاعل والمشاركة، مما يعزز فكرة أن الفن يمكن أن يكون وسيلة للتغيير والتفكير النقدي.

ويعتقد أن المادة والأشياء في تكوينات القطع الفنية هي بحد ذاتها تحمل قصصاً ومعاني خفية، فكل تغيير يقوم به على المواد المستخدمة في أعماله يمثل لحظة من الاكتشاف والتفاعل، حيث تُظهر المواد خصائص جديدة وتفتح أبواباً لمفاهيم متعددة. وفيما يتعلق بالجانب الفلسفي لأعماله قال: يعرّف أرسطو الفن بأنه تجسيد لفكرة حقيقية في شكل مادي، وإن كل فن هو تقليد. بينما قد يكون هذا صحيحاً إلى حد ما، لذلك أركز على «كينونة» الأشياء بدلاً من فنيتها.