تعتبر الأعمال الفنية الرقمية المتخصصة في الاستدامة، من أبرز الاتجاهات الفنية في العصر الحديث، حيث يتلاقى الإبداع مع الوعي البيئي في تجسيد فني، يسلط الضوء على القضايا العالمية، وتحتضن دبي العديد من هذه الأعمال التي يقدمها فنانون مرموقون من مختلف أنحاء العالم، ما يعكس التزام المدينة بالاستدامة والابتكار، وتعزيز الوعي بالقضايا البيئية.
واقع افتراضي
وحول أهمية الفعاليات والمبادرات الفنية التي تدعم حضور الفن الرقمي كجزء أصيل من حراك إمارة دبي الفني، يقول خليل عبد الواحد مدير إدارة الفنون التشكيلية بهيئة الثقافة والفنون في دبي: في عصر التكنولوجيا، يُمكن للفن الرقمي أن يكون أداة قوية للتغيير.
والأعمال الفنية الرقمية في دبي، تركز على الاستدامة والابتكار. وتتيح دبي عبر مبادراتها ومنصاتها الفنية، الفرصة للمواهب الفنية في استغلال الواقع الافتراضي، لخلق تجارب غامرة للفنون البصرية.
والتي من خلالها يمكن للجمهور أن يشعر بتأثير التغير المناخي على البيئة بشكل مباشر، من خلال حضور العديد من المعارض والفعاليات التي تحتضنها دبي، بمشاركة واسعة للفنانين في هذا المجال من مختلف أنحاء العالم، ما يعكس التزامها الثقافي والمجتمعي، كمدينة تنشر ثقافة الاستدامة في الفنون. إن الفنون الرقمية ليست مجرد وسيلة للتعبير، بل هي أيضاً دعوة للتفكير والعمل وتوسيع المدارك، كما أن جزءاً من الحلول البيئية.
مصدر الهام
ويضيف: تتجلى أهمية الأعمال الفنية الرقمية المتخصصة في الاستدامة بدبي، كوسيلة فعالة للتواصل مع الجمهور، وتحفيز النقاش حول أهمية الحفاظ على البيئة، وتعزيز السلوكيات المستدامة، ضمن مجتمعات دبي الفنية، وتحت مظلة الاقتصاد الإبداعي، لصياغة مستقبل أكثر استدامة، وتعزيز الوعي بالقضايا البيئية.
ويتابع: لطالما شكلت البيئة والطبيعة مصدر إلهام للفن والفنانين على مر العصور. وقد شهد الفن الرقمي انتشاراً في عصرنا الراهن، رغم حداثته نسبياً، بفضل عدة عوامل، تشمل زيادة الوعي والتثقيف والإدراك والفهم لهذا النوع من الفن، فكلما كان المجتمع أكثر إدراكاً واهتماماً بالعنصر الإبداعي، ساعد ذلك في تعزيز الفنون بشتى أنواعها.
دعوة للتأمل
ومن جانبها، تقول الفنانة التشكيلية جيهان علي: إن الأعمال الفنية الرقمية المتخصصة في الاستدامة في دبي، تعد تعبيراً قوياً عن التحديات البيئية العالمية التي نواجهها. وبات الفن الرقمي الوسيلة الأسرع والأكثر إلهاماً.
حيث يتم دمج التكنولوجيا والإبداع لإنشاء مشاريع تسلط الضوء على الأهمية الملحة للحفاظ على كوكبنا. ومن خلال الفنون الرقمية، يمكننا خلق تجارب تفاعلية، تتجاوز قاعات العرض التقليدية، وتمتلك القدرة على إيجاد الصلة المفقودة بين الجمهور المتلقي، والقضايا المجتمعية التي تعزز الوعي.
وتؤكد أن المبادرات الفنية والفعاليات الثقافية التي تحتضنها دبي طوال العام، تستقطب فنانين من مختلف أنحاء العالم، ما يثري المشهد الفني، ويعزز من تفاعل الجمهور مع الرسائل البيئية، كون أن وجود هذه الأعمال ليس مجرد عرض فني، بل هو دعوة للتفكير والعمل من أجل مستقبل مستدام.
واحة الفنون
ويشير الفنان التشكيلي والمتخصص في الفن الرقمي، هيثم بودي، إلى أن دبي تعد من أكثر المدن تقدماً في احتضان الفنون الرقمية، خاصةً تلك التي تركز على الاستدامة، مضيفاً:
كفنان رقمي، أجد في هذه المبادرات والفعاليات الفنية والثقافية، فرصة لتوصيل أفكار بيئية معقدة بطريقة جذابة ومؤثرة، من خلال دمج التكنولوجيا، التي تضفي جمالية بصرية على العمل الفني، وتجذب الجمهور، وتخاطب حواسه، وتمنحه متعةً بصرية تعزز الاستدامة. إن نجاح دبي في دعم الفنون الرقمية، يجعلها واحة فنية مثالية، حيث يمكن للفنانين من جميع الثقافات، أن يشاركوا رؤاهم، ويؤثروا في المجتمع.
هوية عالمية
من جانبه، يقول الفنان الرقمي باسم بولس: إن الفن الرقمي في دبي، يحمل قيمة عظيمة في مجال الاستدامة. وكفنان أرى أن المدينة تلعب دوراً محورياً في تعزيز الحوار حول القضايا البيئية. كما أن الفنون الرقمية في دبي، توفر منصة للتعبير عن التحديات والقضايا البيئية، وتعكس التنوع الثقافي، وتشجع الأجيال الجديدة على التفكير في إيجاد حلول مبتكرة، تمزج بين الفن والتكنولوجيا للمحافظة على البيئة.