سلطت جلسات اليوم الأول من الموسم التاسع من مبادرة «صندوق القراءة»، التي تنظمها هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، خلال الفترة من 9 حتى 18 أكتوبر الجاري في سيتي سنتر مردف، الضوء على القراءة التفاعلية كثيمة معاصرة لأدب الطفل والناشئة المرتكز على التراث والهوية الإماراتية والقيم الإنسانية والمجتمعية.

وخلال جلسة قصة «شرائط الذهب والفضة» فتحت الكاتبة الإماراتية، نادية النجار، آفاق متجددة لتنمية الخيال والإلهام لدى الأطفال والناشئة. وتطرقت الجلسة إلى الهوية الإماراتية وتراث الحرف اليدوية ومسارات السرد الشفوي ومضامين القراءة التفاعلية لمغامرة مشوقة مع بطلة القصة «ميرة»، التي تكتشف «كاجوجة» قديمة، وهي عبارة عن وسادة مستندة إلى قاعدة معدنية على شكل قمعين ملتصقين من الرأس مليئة بالشرائط الذهبية والفضية، وأصبحت «ميرة» بمرور الوقت ماهرة في هذه الحياكة، وزيّنت ثيابها وثياب أمها وعائلتها، وكل من تحب. القصة تروي تفاصيل حرفة «التلي» وأهميتها.

لبنة أولى

وتقول الكاتبة والروائية الإماراتية نادية النجار: «بات من المهم جداً في عصر تحكمه التقنيات، وتسيطر عليه التطبيقات الافتراضية، إيجاد حضور جاذب لسرديات أدب الطفل كونه يشكل اللبنة الأولى في تشكيل شخصية وثقافة الأطفال، إلى جانب قدرته على التحفيز واختبار القدرات والمهارات التعبيرية، ضمن منظومة الثقافة القرائية العربية، والتي باتت اليوم تحث وبشكل مباشر على الترويج للقيم والتقاليد المجتمعية كمدخل للثقافة المعلوماتية والتفكير الإبداعي، المستمد في بعض جانبه من تراث السرد الشفوي في منطقتنا العربية».

سلوكيات إيجابية

وفي الجلسة القرائية المقامة ضمن مبادرة صندوق القراءة، لقصة «قلم الرصاص الذي اكتشف نفسه» تؤكد الكاتبة صباح ديبي أن القصة في مجملها تنشر مفاهيم وسلوكيات إيجابية، وهي تشكل قاعدة إنسانية للعلاقات بين الأطفال والآخرين، إلى جانب كونها تشجع الأطفال على استكشاف عوالم الكتب وما تحويه من قصص مفيدة، ولا شك في أن الرمزية وراء قصة «قلم الرصاص الذي اكتشف نفسه» تحمل قيمة كبيرة. وتشير ديبي إلى دور القصة في تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم وتشجيعهم على تقبل الآخرين ونبذ التنمر، كونها تعايش حياتنا المعاصرة، وتتعلق بالمتغيرات والتطورات التي نلاحظها في هذا العالم المتسارع.

صفات خاصة

وحول أهمية استحضار الكاتب للقضايا الإنسانية تقول ديبي: يجب أن يتمتع الكاتب بصفات خاصة تؤهله للكتابة، منها الموهبة، وإتقانه للغة العربية، فاللغة أداة مهمة، إذ إن للطفل في كل مرحلة عمرية معايير خاصة لكسب المفردات، يتراوح نوعها وكميتها حسب ثقافته وحسب عمره، وعلى الكاتب أن يكون ملماً بهذه المعلومات، وأن يكون قادراً على إيصال ما يريده في جمل قصيرة! مغلفة بالمرح والطرفة يكفي لملء وعاء الطفولة وقصصها بالأفكار المدهشة المنبثقة من معلوماته الثقافية المحلية والعالمية.