يستوحي الكاتب الفرنسي لوران غونيل، تفاصيل وقصة روايته الجديدة «الصحوة»، من جائحة كورونا، مستنداً فيها إلى دراسات علماء الاجتماع، ليكشف لنا كيف تُحوَّل الأزمات إلى أدوات للسيطرة، وكيف تُصاغ القوانين لتجبرنا على الانصياع لأمرها، معتقدين أنّنا نختار مصيرنا بأنفسنا.
وتحفل الرواية، الواقعة في 152 صفحة، والصادرة مؤخراً عن دار نوفل - هاشيت أنطوان رواية، بالمفاجآت والحقائق والتحليلات المعمقة.
ونعيش في أجوائها تجارب فريدة، ففي وقائعها نتابع سيرة توم، الذي يستيقظ ذات يوم على حياةٍ مُختلفة تماماً، بينما يجد الخوف يسيطر على الجميع، وتفرض قوانين جديدة، تُحكم قبضتها على العقول قبل الأجساد، باسم لغرض السلامة العامّة.
وتبدو له قرارات غريبة، وتُتّخذ بموازاتها عقوباتٌ للمخالفين.. وينقسم الناس بين مُنصاعين ورافضين.
ومن الناحية الأخرى من العالم، يراقب كريستوس اليوناني الأخبار جالساً عند شرفته، متلذّذاً بالنسمات الآتية من البحر، مُحمّلةً برائحة أكل المطاعم وضحكات السيّاح. ولا يعجبه ما يحدث، ويقلقه أمر توم. فالخوف ليس مجرّد شعور.. بل أداة في يد من يجيد استخدامه.
استناداً إلى دراسات علماء الاجتماع، مثل بيدرمان وتشومسكي، يكشف له، ولنا، كيف تُحوَّل الأزمات إلى أدوات تحدد مسارات حياة مجتمعية كاملة، وكيف تُصاغ القوانين لننصاع لأمرها، معتقدين أنّنا نختار مصيرنا بأنفسنا. وحين يبدأ توم أخيراً بطرح الأسئلة الصحيحة، تنقلب نظرته إلى كلّ ما حوله. «الصحوة» ليست مجرّد رواية... إنّها مرآةٌ للمجتمعات الحديثة، توقظ وتحفز للعقول.
جدير بالذكر أن لوران غونيل، كاتب فرنسي من مواليد عام 1966. عمل في بداية حياته في المجال الاقتصادي، إلى أن حملته أزمة وجوديّة صعقته فجأة إلى إعادة النظر في مهنته، فغاص في علم النفس، وخاض رحلات استكشافيّة ذات طابع روحاني فلسفي، التقى خلالها حكماء ومتنوّرين من حول العالم.
وفي رصيده عشر روايات، تُرجمت إلى 25 لغة، من بينها «يوم تعلّمتُ أن أعيش»، التي صدرَت عام 2019 عن نوفل.