وقَّع الزميل الكاتب الدكتور السيد رمضان السيد كتابه" الإيقاع الموعود.. دراسة في تقنيات التمهيد للقافية في ركن التوقيعات بمعرض الشارقة الدولي للكتاب 43 وسط حضور جماهيري كبير.
يتناول الكتاب التقنيات الإبداعية في الشعر العربي، بشكليه: البيتي والتفعيلي، الناتجة عن تآلف ألوان البديع مع القافية، التي تؤدي إلى التمهيد للقافية وجعلها نتيجة طبيعية منسجمة مع صياغة البيت والسطر الشعريين.
وخلال 180 صفحة من القطع الصغير، يعمد المؤلف إلى تقسيم البحث إلى ثلاثة فصول، يستقل كلُّ منها بتقنية إبداعية على النحو الآتي: تقنية موافقة التوقع، تقنية مخالفة التوقع، تقنية المباغتة.
وتهتم الدراسة، الصادرة عن دائرة الثقافة في الشارقة، بالتركيز على الجانب الدلالي الذي يُحدث وقعًا مدهشًا في نفس المتلقي، ويغدو وسيلة فنية لإيصال فكرة الشاعر بصورة إبداعية تحمل بين طياتها دلالات بلاغية غزيرة مكثفة.
ويعالج الكاتب هذه الجزئية بتقديم قراءات نقدية، يسعى من خلالها إلى تحليل الظواهر الفنية، واستنباط المعاني الإيحائية الكامنة في نصوص مختارة، وينحو في هذا الاتجاه إلى الانفتاح على الشعر العربي دون تحديد سابق، بحثًا عن كل ومضة إبداعية تائهة فيه.
وبينما يجد الباحث أن القافية الموافقة للتوقع تعمل على استنطاق المتلقي بتمام المعنى وتقريره واستنهاضه، كما في معلقة زهير بن أبي سلمى، يلاحظ أن القافية المخالفة للتوقع توحي بتخطئة المخاطَب ومراجعته وتخييب ظنه، كما في قصيدة «من عنترة إلى أبيه» للشاعر أحمد بخيت، في حين يستنتج أن القافية المباغتة يتمثَّل دورها في تفويت فرصة التوقع أمام المتلقي، ومبادرته بإتمام الكلام بدل استنطاقه به، فتدلَ بوقع صدمتها على شعور الحسرة، كما في قصيدة «بلقيس» للشاعر نزار قباني.
وعلى امتداد رحلة البحث المضنية المشوِّقة، يثبت المؤلف تطبيقيًّا أن تقنيات التمهيد للقافية هي عناصر فنية يستطيع الشاعر المبدع أن يوظفها لأغراض تعبيرية، ويبوح بواسطتها بخلجات نفسه بمهارة بالغة، جنبًا إلى جنب الألفاظ والتراكيب والصور البلاغية.