ضمَّ معرض الإمارات للهوايات والمقتنيات الخاصة في دورته السادسة لعام 2024، الذي انطلق أول من أمس (الاثنين)، في مقر ندوة الثقافة والعلوم بدبي، باقة متنوعة من المقتنيات الثرية، تعكس جوانب مختلفة من الهوايات الفريدة، وتوثق لتاريخ عريق جدير بالاحتفاء.

«البيان» التقت المشاركين في المعرض، الذي يستمر حتى 25 من الشهر الجاري، وسلَّطت الضوء على أشد المقتنيات ندرةً وأكثر الهوايات غرابةً، محاولةً كشف الأسرار العجيبة وراءها.

علب الكبريت

وفي ركن «علب الكبريت»، الذي يشارك به المهندس رشاد محمد بوخش رئيس جمعية التراث العمراني، أكد نجله أن والده بدأ ممارسة هوايته منذ حقبة الثمانينيات، موضحاً أنه اعتنى بجمع تلك القطع القديمة من الفنادق والمطاعم التي كان يحلّ بها في دبي، مشيراً إلى أن أقدم علبة كبريت اقتناها من فندق مطار دبي.

وذكر أن مجال ممارسة الهواية لدى المهندس بوخش اتسع، ولم يقتصر على ما اقتناه من الإمارات، لافتاً إلى أن مقتنياته تم جمعها من أنحاء العالم المختلفة، فبعضها ينتمي إلى بلدان أوروبية، مثل فنلندا وبريطانيا والتشيك.

وخلال 40 سنة، استطاع المهندس رشاد أن يراكم عدداً ضخماً من مقتنياته النادرة، التي بلغ عددها ما يقارب 170 قطعة فريدة، بحسب ما أوضح نجله، مؤكداً أن فكرة الذكريات، هي أحد الأسباب وراء الاهتمام بتلك الهواية العجيبة، التي اقترنت بهوايات أخرى أشد غرابةً، منها، على سبيل المثال، جمع أغطية الأصابع التي تُستعمل أثناء الخياطة (الكشتبان).

وأضاف أن جمع علب الكبريت على مدى مراحل زمنية متباعدة، والحفاظ عليها من عوامل الرطوبة التي قد تتسبب في إتلافها، يسهم في رصد التطور التاريخي لصناعتها.

قوارير المياه

ويشارك الفنان المسرحي عبيد خلف خلفان المخمري في المعرض، بمجموعة من القوارير التي تشكّل إصدارات خاصة بمياه «سيرما» في الإمارات، وتعبِّر عن مناسبات ذات ذكريات لا تُنسى، كشهر رمضان واليوم الوطني، وإنجازات تاريخية، كمهمة «طموح زايد» الفضائية، التي قام بها رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري.

وأوضح المخمري أنه ركَّز اهتمامه على جمع قوارير هذه العلامة التجارية تحديداً، بهدف «البحث عن الصعب»، على حد تعبيره، مشيراً إلى أن عام 2007 كان بداية اشتغاله بممارسة هوايته.

وذكر أن هوايته شملت أيضاً الاحتفاظ بعلب المشروبات الغازية التي بلغ سعرها نحو 3700 درهم، إذ اقتنى أول إصداراتها في الإمارات منذ الستينيات، بما فيها إصداراتها إبان الإمارات المتصالحة، لافتاً إلى أن لديه مكتباً خاصاً في بيته لتخزين كل تلك العلب والقوارير، إضافة إلى العملات الورقية وطوابع البريد أيضاً.

ولم تكن الرغبة النفسية وحدها وراء اعتناء الفنان عبيد المخمري بهذه الهواية الغريبة، بل أكد أن الاهتمام بالتاريخ والثقافة واستغلال وقت الفراغ بصورة مفيدة، هي الدوافع التي شجعته على اقتناء تلك المجموعات الفريدة، منوهاً بأنه كان يدرك أن ما يقوم به هو نوع من التوثيق التاريخي، الأمر الذي جعله يساعد غيره من الهواة بتزويدهم بما ينقصهم من مقتنياته الغزيرة.

وكشف عن السر وراء احتفاظه بمحتويات القوارير، خلافاً للعلب، مشيراً من ناحية إلى الجانب الجمالي لمنظر القارورة وهي ممتلئة بمائها، وموضحاً من ناحية أخرى أن السُّكَّر، مع مرور الوقت، يُفسد مادة الألمنيوم المصنوع منها العلب، على عكس ما هو حاصل في القوارير الزجاجية، التي تظل صامدة.