يضيء كتاب «خطاب الكراهية والتمييز.. دراسة فقهية مقارنة بالقانون الإماراتي لمكافحة التمييز والكراهية والتطرف»، للكاتب والباحث، وليد المرزوقي، الإعلامي في قناة سما دبي، على قانون مكافحة التمييز والكراهية والتطرف في الإمارات، الذي صدر عام 2023م، حيث يبين المرزوقي في دراسة وتحليل مضامين وأبعاد القانون، أن بنوده ومواده مطابقة تماماً لما أقرته وحللته. وكذا حرمته، شريعتنا الإسلامية، إذ إنها حاربت خطاب الكراهية والتمييز والعنصرية منذ الصدر الأول، فعندما جاء الإسلام جاء إلى مجتمع جاهلي منقسم ويعاني من الصراعات بسبب تفشي خطاب التمييز والكراهية ضد الآخر، حارب هذا الخطاب وجعل الناس أخوة متحابين، ونجح في ضوء ذلك في بناء أعظم حضارة عرفها التاريخ.
ويقارن وليد المرزوقي في كتابه، بين بنود قانون مكافحة التمييز والكراهية والتطرف لعام 2023م، وما جاءت به شريعتنا، مفصلاً الكثير من المسائل والمضامين، بشكل منهجي محكم، عبر مقدمة وفصلين رئيسيين وخاتمة.
وأما المقدمة فاشتملت على تبيان أهمية الموضوع وأسباب اختياره والدراسات السابقة وإشكالية البحث وأهدافه ومنهجه وخطة البحث. وفي الفصل الأول: تناول الكاتب مفهوم الخطاب الديني المعتدل، موضحاً أنه بهذا الخطاب نواجه الخطاب المتطرف والكراهية والتمييز، لافتاً إلى خطر خطاب الكراهية والتمييز على المجتمعات.
ويضيء المرزوقي في الفصل الثاني من كتابه، على الأحكام الفقهية والقانونية المتعلقة بخطاب الكراهية الدينية المتمثلة بمصطلح حديث، وهو مصطلح ازدراء الأديان، فيعرف هذا المصطلح بتوسع ودقة، ثم يبين حكمه الشرعي والقانوني، ويتحول إلى توضيح الجوانب القانونية والفقهية لخطاب الكراهية والتمييز.
كما يتناول المرزوقي في مبحث خاص، دور دولة الإمارات وتجسدها نموذجاً رائداً في عالمنا، بشأن سن القوانين الرادعة لأية تصرفات أو أفكار أو خطابات سلبية، تهدد سلامة ووئام المجتمع. كما يلفت إلى استحداث دولة الإمارات وزارة التسامح والتعايش التي تولت ملف التسامح والتعايش وتواظب على ترسيخ هذه القيم في المجتمع. كما يتطرق الباحث إلى جوانب ومسائل كثيرة في الصدد، بينها: تأسيس دولة الإمارات هيئات ومؤسسات عالمية لنشر الخطاب الديني المعتدل (مثل: مجلس حكماء المسلمين).
وتمثل أبرز التوصيات التي أدرجها الباحث المرزوقي في خلاصات دراسته، بالتالي: ضرورة تعزيز الخطاب الديني المعتدل ونبذ خطاب الكراهية والتمييز، سن قوانين رادعة لحماية المجتمع من خطابات الكراهية والتمييز التي تؤدي إلى الفتن والصراعات في المجتمع، إنشاء مؤسسات عالمية على غرار مجلس حكماء المسلمين تعزز نشر الفكر المعتدل والوعي في العالم.