تتداخل في العديد من مناطق دولة الإمارات مظاهر التنمية الحديثة مع المواقع التاريخية والأثرية، في مشهد يعكس التمسك بهوية تلك المعالم الأثرية والاهتمام الرسمي بها، ويبرز متحف عجمان كأحد تلك الأمثلة الحية حيث يشكل موقع المتحف في منطقة الحي التراثي نقطة جذب سياحي بارزة تتوسط مظاهر التنمية الحضرية. تم بناء المتحف في أواخر القرن 18م، فيما تم إعادة ترميمه وبناء أجزائه في الفترة من «1803م - 1838م» إبان حكم الشيخ راشد بن حميد الأول، ليصبح مقراً للأسرة الحاكمة حتى مارس من عام 1970 عندما تم تحويله إلى مقر للشرطة حتى العام 1979.
وافتتح المتحف بشكله الحالي في 20 من شهر مايو 1991، على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبحضور صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، كأول متحف رسمي في إمارة عجمان، وشكل هذا الحدث المهم باكورة لتأسيس حي عجمان التراثي الذي تحول بعد أكثر من ثلاثة عقود إلى إحدى أهم الوجهات السياحية والتراثية في الدولة.
وأعاد سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي، افتتاح متحف عجمان التراثي في 25 من أبريل 2022، بحلّته الجديدة حيث أدخلت إليه تقنيات حديثة للصوت والصورة وطريقة العرض، واعتُمد للمتحف شعار خاص يجسّد هويته الجديدة.
وتشير إحصائيات دائرة التنمية السياحية في عجمان، إلى استقطاب المتحف خلال العام الماضي فقط أكثر من 26573 زائراً من مختلف الجنسيات. ويعرض المتحف مجموعة من الآثار المكتشفة في المنطقة، إضافة إلى نماذج من الصناعات التقليدية، والتحف، والمقتنيات، ومجموعات من الصور التي تسرد أساليب الحياة في الماضي.
ويحتوي المتحف بعد تجديده على 26 قسماً، منها غرفة صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، التي قضى فيها سنوات طويلة من طفولته وشبابه، وقسم السوق الشعبي، والطب التقليدي والتداوي بالأعشاب، والمطبخ القديم.