اكتشف علماء آثار حفريات غريبة لديناصور ذي ريش صغير بحجم الطائر في كوريا الجنوبية، وهو الاكتشاف الذي قد يلقي ضوءاً جديداً على أصل الطيران.

وأوضح علماء من جامعة ميريلاند في الولايات المتحدة أن الديناصور، الذي أُطلق عليه اسم «درومايوصوريفورميبس راروس»، كان طائراً جارحاً صغيراً ذا إصبعين، مشيرين إلى أنه كان بحجم العصفور الحديث، وذلك حسبما ذكر موقع صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية.

وحيَّر العلماء آثار الأقدام الأحفورية التي أشارت إلى أن الديناصور كان يمشي بخطوات طويلة عملاقة.

وقال عالم الحفريات توماس هولتز، الذي كان ضمن الفريق البحثي: «كانت هذه الآثار لغزاً؛ لأن آثار أقدامه صغيرة جداً لكنها متباعدة جداً».

ولم يكن الديناصور يركض على الأرض فحسب، بل استخدم آلية غريبة ربما مهدت الطريق للطيران كما هي الحال في الطيور الحديثة.

وأشارت أدلة علمية على أن الديناصور كان يرفرف بذراعيه المريشتين للارتفاع، ما يسمح له بالتنقل بصورة أسرع مما لو كان قد اعتمد على قوة ساقيه فقط.

وذكرت الدراسة أن هذا الشكل من الحركة، الذي يسمى «الجري بالجناح»، كان مرحلة وسطى بين الجري والطيران، وموضحةً أنها كانت توفر للديناصور القوة الكافية للارتفاع عن الأرض.

وعلى الرغم من أن القوة الناجمة عن الحركة ربما كانت ستمكّن الديناصور، وهو سلف الطيور الحديثة، من صعود شجرة، فإنها لم تتمكن من الطيران بكامل قوتها، حسبما قال العلماء.

وقال مايكل بيتمان، أحد مؤلفي الدراسة: «يمكننا الآن أن نتجاوز الجدل حول ما إذا كانت الديناصورات ما قبل الطيور تستخدم أذرعها لمساعدتها على الحركة قبل تطور القدرة على الطيران، ونبدأ في الكشف عن التفاصيل المفقودة مثل الأنواع التي تمتلك هذه القدرات ومتى وإلى أي مدى تم تطويرها».

وكان الباحثون يشتبهون، في البداية، في أن آثار الأقدام الأحفورية ربما تكون من صنع ديناصور له أرجل طويلة تشبه العصي، واختبروا النظرية التي تقول إن الحيوان ربما كان سريعاً للغاية.

وبعد الأخذ في الاعتبار ارتفاع ورك الديناصور، قدَّروا أن السرعة اللازمة لتحقيق الخطوات الطويلة نحو 10.5 أمتار في الثانية، وهذا أكبر من سرعة أي حيوان حي، بما في ذلك النعامة والفهد، ما يجعل من غير المحتمل للغاية أن تكون آثار الأقدام قد تركها أي منهم، حسب قول الباحثين.

وأوضح الدكتور هولتز أن الأمر يشبه ما يحدث عندما تهبط طائرة وترتد قليلاً على المدرج قبل أن تتباطأ.