استضاف متحف الاتحاد، أول من أمس، جلسة حوارية ضمت الكاتبة والمخرجة الإماراتية مها قرقاش، والباحث والشاعر خالد البدور، وأدارها الكاتب كيفن جونز، وأضاءت على سلسلة البرنامج الوثائقي «صدى الأيام»، الذي يحتفي بإرث الإمارات الفني. وتطرقت الجلسة إلى عادات وتقاليد أصيلة في ثقافة وتراث الإمارات.

ويعتبر «صدى الأيام» سلسلة وثائقية من ستة أجزاء، تقتفي الإرث الغنائي، والموسيقي، والراقص، والشعري للإمارات، عكف تلفزيون دبي على إنتاج هذا العمل على مدار ثلاث سنوات من 1987 إلى 1990، ليكون شاهداً حياً على الجهود المبذولة للحفاظ على جزء هام من التراث الإماراتي في خضم التطور الذي تشهده الدولة في كافة المجالات.

وتأتي هذه السلسلة كثمرة بحث موسع شمل تقصي الجذور التاريخية والثقافية للعديد من الفنون الشعبية الإماراتية، حيث تنقل فريق الإنتاج إلى العديد من المجتمعات الإماراتية لتوثيق فنونها.

واليوم وبعد ثلاثة عقود يفخر متحف الاتحاد بإعادة نشر هذه السلسلة البارزة بين أيدي زواره في فضاء عرض يتجاوز غايات ملامسة الحنين والاحتفاء به إلى خلق لحظة فارقة لتأمل التحولات الثقافية التي شهدتها الدولة على مدى 30 عاماً الماضية، حيث ظلت سلسلة «صدى الأيام» جوهرة خفية بعد إصدارها للمرة الأولى.

وتحدث خالد البدور ومها قرقاش حول آليات العمل الوثائقي في تلك الفترة والعديد من التحديات التي واجهتهم خلال إنتاج تلك السلسلة، سواء في طوال فترات التصوير وصعوبة الحصول على كاميرا ومصور تلفزيوني لوقت طويل، بالإضافة إلى التنقل بين إمارات الدولة ومختلف الأماكن وحضور المناسبات الخاصة التي كانت تقام فيها الاحتفالات الشعبية وتقدم الأغاني والرقصات التراثية، وصعوبة التنقل، إلا أنه برغم المصاعب تمكن الفريق من عمل تلك السلسلة التي باتت الآن بمثابة مرجع للعديد من الجهات المعنية بالتراث والإرث الفني يعودون لها كلما تطلب الأمر، خاصة أن أغلبها بات طي النسيان، ولم تعد أغلب تلك الرقصات والأهازيج الشعبية موجودة إلى الآن، ومن أبرزها أغاني البحر التي كان يرددها الغواصون في رحلتهم لصيد اللؤلؤ، وبعض أغاني الأطفال، وغيرها.

ويمكن لزوار متحف الاتحاد الراغبين في مشاهدة السلسلة الوثائقية «صدى الأيام»، الاطلاع عليها في الطابق الأرضي من المتحف، حيث يتم عرضها على شاشات خاصة مع إتاحة الشرح الخاص بكل الرقصات الشعبية والأشعار والأغاني باللغتين العربية والإنجليزية، ويستمر عرضها حتى 16 ديسمبر المقبل.