هنا جناح «الأرشيف العربي للتراث» في مقر الدورة الثالثة والأربعين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وهنا التاريخ الحديث لدولة الإمارات في أكثر 4000 وثيقة مهمة، 3000 منها لتاريخ إمارة الشارقة، منذ تولى حكمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة عام 1972.

ويقول محمد صادق مدير المؤسسة، إن معروضاتنا تشمل عدداً من اللقاءات الصحفية التي أجراها صاحب السمو حاكم الشارقة، لدى توليه مقاليد حكم الإمارة، وكان دون الثلاثين من العمر، ومنها حوارات لدوريات مصرية رائدة، وتحت عناوين تكشف عن التفاؤل العربي بأفكار سموه ومنهجه في الحكم.

وتشتمل الحوارات على حوار بعنوان «سلطان القاسمي حاكم الشارقة وباني نهضتها الحديثة»، وآخر عنوانه «الابن والأب للمدينة الفاضلة»، وقد اهتمت تلك الدوريات بإبراز تصريحات لسموه قال فيها: «إذا أراد أي إنسان، حاكماً كان أو محكوماً، إيجاد تقدم وتطور في المجتمع، لا بد أن يعطي إصلاح الفرد اهتماماً كبيراً، بحيث ينتشله من براثن الفقر والجهل والمرض، وتهيئة فرص الإبداع له، بعد توفير سبل العيش الرغد الكريم».

ويمضي محمد صادق قائلاً: «إن الوثائق التاريخية التي نعرضها تركز على التطور التراكمي الذي شهده الإمارات إجمالاً، والشارقة على وجه الخصوص، وترصد إنجازات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي جعل الثقافة والفكر في صدارة اهتماماته، فإذا بالمدينة تغدو بؤرة إشعاع في محيطها المحلي والإقليمي والدولي، وليس أدل على ذلك من استضافتها ثالث أهم معرض كتاب على وجه الأرض».

وتتضمن الوثائق قصاصات لمجلة «المصور» المصرية، وفيها تغطية لزيارة قام بها صاحب السمو حاكم الشارقة إلى القاهرة، وتعليق من المجلة بأن «شعب الشارقة وضع يده في يد حاكمها الشاب وانطلقوا معاً في مسيرة العمل والإبداع»، وهناك صورة تجمع بين سموه والرئيس المصري الراحل أنور السادات، ويحتفي فيها الأخير بضيفه العزيز.

ويختتم صادق حديثه عن جناح مؤسسة الأرشيف العربي للتراث قائلاً: «لا تقتصر معروضاتنا على الصور وقصاصات الصحف، فهناك نسخ نادرة لكتب في الفلسفة والتاريخ والأدب، وتلك مقتنيات لا تقدر قيمتها بثمن»، مشيراً إلى أن اهتمام المؤسسة بالتراث ينبع من الإيمان بأن الماضي هو ركيزة المستقبل.