تقول الصورة إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان هنا، يوزع الابتسامات الدافئة على مستقبليه، ويشاطرهم الحكايات و«السوالف»، يجلس في بساطة البدوي الأصيل على الأرض، يمد يده إلى الطعام «باسم الذي أحلَّ الطيبات من الرزق»، يحتسي القهوة العربية، وينام قرير العين.

في ألبوم صور يرجع إلى العام 1967، ثمة 150 صورة للمغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، خلال رحلة غير رسمية إلى باكستان، التي كان طيب الله ثراه يتردد عليها لتعزيز العلاقات مع هذا البلد الإسلامي والآسيوي، عبر دبلوماسية يمكن وصفها بالحميمية لابتعادها عن البروتوكول المعد سلفاً.

وتطرح دار الكتب الأثرية «إنليبريس» التي تتواجد في فيينا والشارقة ونيويورك، الألبوم في جناحها بمعرض الشارقة للكتاب، بسعر نحو 300 ألف درهم؛ ووفقاً لممثلها في المعرض هوجو ويتشرك، فإن أهميته ترجع إلى أنه يلقي الضوء على الملامح العريضة لسياسة التقارب مع الأشقاء والأصدقاء التي التزمتها الإمارات حتى قبل الإعلان عن تأسيس الدولة.

ويتزامن طرح الألبوم مع احتفالات الدولة بالعيد الوطني، «عيد الاتحاد» الثالث والخمسين، الأمر الذي يعزز قيمته التأريخية، لحقبة مهمة من تاريخ الإمارات.

كما تقدم الدار ألبوم صور آخر، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ويعود تاريخه إلى العام 1975 إذ كان يتولى منصب وزير الدفاع.

وترصد الصور البالغ عددها 20 صورة، زيارة لسموه إلى العراق، وتتضمن عدداً من اللقاءات التي أجراها مع مسؤولي هذا البلد الشقيق آنذاك.

ويقول ويتشرك: «كانت الزيارة في النصف الأول من السبعينيات، إذ كانت الإمارات المتحدة دولة حديثة النشأة، وهكذا تؤكد الصور أن هذا البلد لم يدخر جهداً منذ تدشينه لإقامة علاقات وثيقة مع محيطه الإقليمي».

ويكشف عن أن الدار التي يمثلها «تبتاع مقتنياتها من دور مماثلة أو هواة وأحياناً حين تكون تلك المقتنيات صوراً، فإنها تحصل عليها من مصورين محترفين»، ويؤكد «في كل الأحوال تحرص الدار على توثيق ما تطرحه والتأكد من أصالته وندرته».